عباس واولمرت يلتقيان في القدس مساء اليوم

بشار دراغمه من رام الله: أنهى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. ولم يعقد الاثنان مؤتمرا صحافيا ولم يصدر بيان ختامي. ويأتي هذا الاجتماع بعد تحضيرات استمرت عدة اشهر وتعثرت عدة مرات. وأعلن صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منطمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحافي أن أبو مازن وأولمرت بحثا العديد من القضايا الهامة ومنها قضية الأسرى والقدس والاستيطان والجدار الفاصل والوضع الاقتصادي الراهن للفلسطينيين.

وأوضح عريقات أنه تم الاتفاق على إقامة لجنة مشتركة لبحث ملف الأسرى الفلسطينيين. وتم الحديث عن النواب والوزراء المعتقلين.وأكد عريقات على أن أولمرت وافق على تحويل 100 مليون دولار من الأموال المحتجزة لدى السلطة إلى حسابات الرئاسة على أن تستخدم في الحالات الإنسانية وتحويل مبلغ 9 مليون دولار للمستشفيات. وقال عريقات:quot; تم الحديث عن التهدئة وتوسيعها لتشمل الضفة الغربية وفي هذا المجال وافقت إسرائيل على تنفيذ الترتيبات الخاصة بنشطاء الانتفاضة وأن تبدأ لجنة مشتركة بحيث تتعهد إسرائيل بعدم المس بهم ونتعهد بأن يعود هؤلاء لممارسة حياتهم الطبيعيةquot;.

وتم بحث موضوع المبعدين من كنيسة المهد إلى عدد من الدول الأوروبية. وتم أيضا بحث موضوع الانسحاب الإسرائيلي من بعض المدن الفلسطينية. وقالت مصادر إسرائيلية أن اولمرت عرض على الرئيس ابو مازن مجموعة من الخطوات اصطلح عليها بوادر حسن نية لتقوية موقفه. وذهبت التقديرات الاسرائيلية الى ان مبادرة اولمرت لم تتجاوز رفع عدة حواجز عن شوارع الضفة الغربية واعادة مستحقات مالية تعود اصلا للضرائب الفلسطينية .

وأعلن أولمرت أكثر من مرة أنه يريد دعم أبو مازن، وأبو مازن يود الحصول على موافقة إسرائيل على بعض المطالب الفلسطينية لتعزيز موقفه الداخلي. ويعتبر أولمرت أن قرار يوم أمس بالاستمرار بما يسميه quot;ضبط النفس حيال إطلاق الصواريخ الفلسطينيةquot; هو بادرة حسنة لأبي مازن، دون أن يضع على كفة الميزان الأخرى جرائم قواته في الضفة الغربية.
وقد اجتمع الخميس مساعدو كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجرى تباحث التحضيرات للقاء. وكان مصدر فلسطيني قد توقع يقدم أولمرت في اللقاء بعض البوادر الحسنة لأبي مازن، كإطلاق سراح أسرى وتحويل قسم من أموال السلطة الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل إلى أبو مازن، ومنح تسهيلات على الحواجز وتصاريح عمل للفلسطينيين.

أولمرت أوضح أنه quot;غير مستعد للإفراج عن أسرى فلسطينيين قبل عودة الجندي الإسرائيلي المختطفquot; ولكنه في نفس الوقت أعلن قبل أيام عن إقامة لجنة فلسطينية إسرائيلية مشتركة لشؤون الأسرى، دون تقديم إيضاحات حول أهادفها وآلية عملها. مصادر فلسطينية قالت أن هذه اللجنة ستضع معايير للإفراج عن أسرى فلسطينيين بمعزل عن صفة التبادل التي تتعثر.

حماس تقلل من اهمية الإجتماع

على صعيد مواز قللت حركة المقاومة الاسلامية حماس الليلة من اهمية الاجتماع الذي بدأ بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة القدس بالقول انه لن يفضي الى اي نتيجة.واكدت الحركة على لسان المتحدث باسمها في قطاع غزة فوزى برهوم انها لا تعول كثيرا على هذا الاجتماع quot;الذي لن يحصل منه الرئيس عباس على أي نتيجةquot;.

وقال برهوم quot;ان المسؤولين الفلسطينيين اجتمعوا خلال السنوات العشر الاخيرة مع رؤساء الوزراء الاسرائيليين من دون ان يحصلوا على أي فائدة تذكر منهاquot;. وشدد على quot;ان اوضح دليل على فشل لقاءات كهذه هي التجربة التي خاضها الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات الذي امضى وقتا طويلا في التفاوض مع الاسرائيليين من دون فائدة وفي النهاية فرضوا عليه حصارا في مدينة رام الله ومن ثم قتلوه بالسمquot;.

وتوقع برهوم بالا يصل الاجتماع الى أي نتيجة مفيدة للفلسطينيين بخاصة مع اصرار الاحتلال الاسرائيلي على عدم الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين. واعتبر ان الرئيس عباس يحاول تنفيذ برنامجه السياسي الخاص بالتفاوض مع الاحتلال الا انه لن يحصل على أي شىء من اولمرت.وشدد على ان quot;موقف حركة حماس ثابت ويقول اننا لا نعول على مثل هذه اللقاءات والاجتماعات لانها لن تفيدنا بشيء كما انها لن تصل الى أي نتيجةquot;.