اولى تداعيات نتائج فشل المتشددين في الانتخابات
الحكومة الايرانية تنتقد الاعلام و الاصلاحيون يتهمونها بالأمية

يوسف عزيزي من طهران : أثارت تصريحات وزير الاتصالات محمد سليماني حفيظة المعارضة الاصلاحية حيث هاجم بشدة على الاعلام الايراني قائلا: هناك حواجز عديدة امام الاعلان عن الاجراءات الناجعة للحكومة.. ويجب تحطيم السد الخرساني للوسائل الاعلامية المخربة وغيرالواقعية ليتم تقديم اعلام صحيح و شفاف للناسquot;.
واشاد الوزير بحكومة احمدي نجاد quot; التي تحاول قطع اياد الطفيلين من بيت المالquot; مؤكدا : ان الحكومة التاسعة (حكومة احمدي نجاد) لا تنتمي الى اي حزب او مجموعة خاصة بل هي حكومة شعبية.
وادعا سليماني ان حكومة احمدي نجاد جاءت لتقوم بتغير الرؤية لادارة العالم مذكرا: كانت مؤسسة الاذاعة و التلفزيون يبث المؤتمرات الصحفية للمتحدث باسم الحكومة السابقة بصورة كاملة فيما لايوجد لهذه الحكومة اي منبر لتتمكن من التعبير عن نفسها لانها لم تنتمي الى اي حزب من الاحزاب.
وادعا محمد سليماني: لاتمتلك الحكومة اية صحيفة تابعة لها حيث على دوائر العلاقات العامة في الوزارات ان ترتبط بالناس.
واشاد وزير الاتصالات باداء الحكومة وحياديتها في اجراء الانتخابات الاخيرة في ايران قائلا: لم يتفوه اي من وزراء الحكومة باي كلمة للدفاع عن المرشحين.. لكن تذكروا الانتخابات السابقة
و كيف كان يتحدث رئيس الحكومة السابق ( محمد خاتمي) حيث كان دفاعه من احد المجموعات السياسية واضحا.
وواجهت تصريحات الوزير الايراني ردود فعل غاضبة من قبل المعارضة الاصلاحية حيث شن المتحدث باسم رابطة الدفاع عن حرية الصحافة في ايران ماشاءالله شمس الواعظين هجوما عنيفا على حكومة احمدي نجاد قائلا: حكومة احمدي نجاد هي حكومة شعبوية ومن اكثر الحكومات الايرانية ضعفا و عدم لياقة حيث تحاول ان تحل المشاكل بالاساليب الشعبوية؛ فهذه حكومة امية للغاية ومن الواضح انها لم تقرأ التاريخ الايراني حيث تعود الكثير من مشاكلها الى جهلها هذا.
وتطرق شمس الواعظين الى نظرة الحكومة للاعلام قائلا: ان الحكومة التاسعة (حكومة احمدي نجاد) تخلق لنفسها اعداء وهميين لتختفي وراءهم ولتعوض عن وهنها.
وقال شمس الواعظين: لماذا لم تستقيل هذه الحكومة التي تعتقد بانها مظلومة ولايوجد منبرا للاعلان عن آرءها و لايوجد لها موقعا في الاسرة الدولية و تعارضها وسائل الاعلان في الداخل.
واضاف: فيما تعترف الحكومة نفسها بمظلوميتها فعليها ان تتنحى لان الشعب الايراني لايريد حكومة مظلومة بل يريد حكومة مجربة فيما هذه هي حكومة شعبوية جدا و نفسها تقول بان ليس لها اية قاعدة بين وسائل الاعلام الايراني و الاجنبي.
واوعز عضو المجلس المركزي لجبهة المشاركة و المساعد السابق لوزير الداخلية مصطفى تاج زادة تصريحات وزير الاتصالات الى فشل قائمة مؤيدي الرئيس احمدي نجاد في الانتخابات الثلاثة: مجلس الخبراء و الفرعية البرلمانية و المجالس البلدية قائلا: ادى فشل مؤيدي الحكومة بصهر السيد احمدي نجاد ان يقول ان الله صفع مؤيدي الحكومة على وجوههم في هذه الانتخابات.
وقال تاج زادة: ان على احمدي نجاد و زملاءه ان يدرسوا دلائل فشل قائمتهم الخاصة في الانتخابات بدل ان يهاجموا وسائل الاعلام و السلطة الرابعة للديمقراطية.
واضاف: انني انصح السيد احمدي نجاد و اعضاء حكومته بان ينتبهوا الى هذا الموضوع وهو ان العالم لم يصبح نجاديا فحسب بل ان ايران و طهران ايضا لم يصبحوا نجاديين. فعلى الحكومة ان تبحث في اسباب انحسار شعبيتها.
واكد عضو المجلس المركزي لجبهة المشاركة الايرانية: فقد صادق مجلس الامن هذا الاسبوع و بالاجماع على قرار يفرض الحظر على ايران حيث كان يمكن ان نحول دون ذلك بالدبلوماسية الخاتمية.
ووصف تاج زادة انعقاد مؤتمر المحرقة النازية من قبل الخارجية الايرانية بالخطأ الاستراتيجي قائلا: لم يثمر هذا المؤتمر اي انجاز لشعبنا ماعدا الضرر لمصالحنا الوطنية حيث تم استغلاله من قبل الفاشيين في اوروبا و الصهاينة في العالم.
واتهم عبدالله رمضان زادة المتحدث باسم الحكومة السابقة (حكومة خاتمي) حكومة احمدي نجاد بانها لم تبقي على اية وسيلة اعلام مستقلة وquot; انها حرمت الاحزاب الكبرى ايضا من امتلاك وسائل الاعلامquot; قائلا: فاذا لم يتحملوا ان يسمحوا انتقادات وسائل الاعلام حتى في المستوى المقيد الموجود فويل لهذا البلد.
ونفى رمضان زادة ان تكون مؤسسة الاذاعة و التلفزيون في عهد خاتمي تغطي جميع مؤتمراته الصحفية مؤكدا: ان تغطية اخبار
و مؤتمرات الحكومة الراهنة هو ضعف الحكومة السابقة.
ويبشر الجدل القائم بين التيارات المتنافسة على الساحة السياسية الايرانية التي شهد اندفاعا خاصا بعد فشل المتشددين المؤيدين للرئيس احمدي نجاد في الانتخابات الاخيرة يبشر بنقاشات و انتقادات اعنف لسياسات الحكومة ربما تصل الى المطالبة الجماهيرية باستقالتها.