بيروت: ما تزال قوى الاغلبية اللبنانية تحاول الخروج بحل ما يحقق ما حددته كهدف اول في 14 شباط وهو اسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود.
وان جاء الاجماع على لبنانية مزارع شبعا سلسا الا ان سبل تحريرها كانت موضوع خلاف ليتم طرح عدد من وجهات النظر تنصب جميعها في خانة quot; اعطونا رأس اميل لحود نضحي بالقرار 1559quot; .وفي موضوع مزارع شبعا وقضية الأسرى وحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، تحوّلت ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الى محور اساسي في المناقشات على الطاولة الحوارية نظرا للمقاربات التي كانت قد قدمتها وفي طليعتها اعتبار ان حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته مسؤولية وواجب وطني عام تكفلهما المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان في مواجهة أية تهديدات ومخاطر محتملة من أي جهة أتت.
كما ان المطالعة السياسية والقانونية والتاريخية الموثقة بالصكوك والخرائط والأوراق الثبوتية، التي قدمها الرئيس بري، حول لبنانية مزارع شبعا، أظهرت بما لا يقبل الشك أن هذه المزارع لبنانية، وتبنى جميع المشاركين ذلك، لكن جرت نقاشات متصلة بمسؤولية كل من لبنان وسوريا في تثبيت ذلك أمام الأمم المتحدة. وجرت مطالعات من معظم المشاركين حول موضوع المقاومة ربطا بقضية الأسرى وحماية لبنان وصيانة سيادته في مواجهة أية اعتداءات إسرائيلية. وأظهرت المناقشات في هذا الصدد، تمايزا واضحا في خطاب النائب سعد الحريري، حيث تبنى قضية تحرير المزارع والأسرى، متخطيا في سقف مواقفه كل مندرجات القرار الدولي 1559، بالرغم من الزحف الدبلوماسي العربي والأجنبي إلى ساحة النجمة طيلة يومي الحوار الماضيين، سواء من اجل التزخيم كما هي حال بعض السفراء العرب أو توجيه النصائح أو من قبل بعض سفراء وقناصل دول الوصاية الأجنبية الجديدة.
وفيما يتعلق بسلاح الفلسطيني وصل الحوار الى شبه توافق حوله في اطار قرار مجلس الوزراء الاخير: لا سلاح خارج المخيمات، وتنظيمه داخلها.
ونقلت صحيفة السفير عن مصادر مشاركة ، إن مداخلات قوى 14 شباط ظلت أسيرة بعض السقوف المرسومة مسبقا بانتظار صدور ما يريدونه من كلمة حاسمة من مثلث بري ونصر الله وعون في ما خص الموضوع الرئاسي، وهي مسألة بدت مفتوحة على مشاورات سبقت الحوار ورافقته، خاصة بين الثنائي الشيعي والنائب سعد الحريري.
وكاجتماع ثلاثي قد عقد مساء بعد جلسة الحوار بين الرئيس بري والسيد نصر الله والنائب الحريري في مكتب رئيس المجلس في مجلس النواب، وقالت مصادر المشاركين ان الاجواء كانت ايجابية.
وقال بعض المشاركين الى الطاولة الرئيسية من فريق الأكثرية، ان المؤتمرين استفاضوا في عرض هواجسهم ومخاوفهم على الطاولة بمنطق عقلاني وهادئ وغير انفعالي. وعدا عن مداخلات سعد الحريري المتمايزة عن بقية حلفائه الاكثريين، فإن العماد ميشال عون قدم مطالعة دفاعية عن حزب الله وسلاحه وكيف استخدم منذ العام 1982 بوجه المحتل الإسرائيلي وصولا إلى إنجاز التحرير في العام 2000 والذي حصل من دون ضربة كف واحدة أو نقطة دماء، بما في ذلك التساهل مع بعض عناصر جيش لبنان الجنوبي من الذين تعاونوا مع إسرائيل وكيف شكل الحزب بسلوكه قدوة في التعامل الوطني مع قضية المحتل من دون أن يهدد بسلاحه أحدا في الداخل اللبناني.
وقالت مصادر الأكثرية ان سمير جعجع استمع بإنصات وإعجاب إلى مداخلة نصر الله وذلك في معرض رد الامين العام لحزب الله على سؤال وجهه اليه جعجع حول الضمانات التي يمكن ان يقدمها حول عدم توجيه سلاح المقاومة الى الداخل، وخاصة في وجه المسيحيين، حيث اكد نصر الله في معرض رده ان سلاح المقاومة لديه وظيفة واحدة هي حماية لبنان من الخطر الاسرائيلي ولا وظيفة له في الداخل او على الصعيد الإقليمي، ودعا الى وجوب مقاربة موضوع السلاح وفق منطق حماية لبنان بقواه الذاتية.
وخاطب السيد نصر الله جعجع والحاضرين قائلا: نحن قدمنا وسنقدم الغالي والثمين في سبيل حماية إنجاز التحرير وصيانة وحماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
كما تداخل آخرون في السياق نفسه، ابرزهم النائب ميشال المر مدافعا عن المقاومة وتضحياتها الكبيرة في سبيل تحرير لبنان.
وقالت المصادر نفسها ان جعجع سيحدد موقفه من موضوع سلاح المقاومة والمزارع في الجلسة الخامسة قبل ظهر اليوم.
وعند السادسة والنصف مساء، عقدت الجولة الرابعة للحوار الوطني وانتهت عند التاسعة والربع مساء ، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان جلستين صباحية ومسائية ستعقدان اليوم . وقال في مؤتمر صحافي تحدث خلاله عن الخلاصة التي انتهت اليها المناقشات : طبعا تتساءلون لماذا لم اقدم شيئا نهائيا ومنجزا نتيجة الاجتماع الذي حصل اليوم، وتعرفون ان الاجتماعات بدأت عند الثالثة بعد الظهر بشكل متواصل فالجلسة طويلة نوعا ما وعطفا على الكلام الذي قلته لكم بالامس، عندما سألتموني لماذا لم يصدر شيء عن الجلسة المسائية قلت ان المواضيع التي شملها البند الثاني تشهد تشعبا من موضوع الى آخر من قبل المتحاورين وبالتالي من يتحدث بعدة مواضيع ولذلك تأخذ المناقشة هذا الوقت. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى الحوار بعد قرابة ست ساعات من المحادثات انها تطرقت الى البند الثاني من الحوار وهو قرار مجلس الامن 1559 الصادر عام 2004 والداعي الى نزع سلاح الميلشيات في اشارة الى حزب الله والفصائل الفلسطينية واجراء انتخابات رئاسية من دون تدخل خارجي.
واشار بري الى ان المناقشات تطرقت الى موضوع quot;رئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها وموضوع الحقوق الانسانية للاخوة الفلسطينيين وموضوع سلاح المقاومة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وملكيتها اللبنانية وتحرير الاسرى والمعتقلين ووقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان.quot;وقال بري للصحفيين quot;الحوار كان شاملا كل مناحي هذه المواضيع مع بعضها البعض واؤكد ان الحوار كان مسؤولا وجديا وصريحا للغاية والمنحى الوطني هو الذي يسود...نعم الامر يتطلب وقتا لان كل نقطة من هذه النقاط بحاجة الى جلسة وجلسات...والنتائج ستكون انشاء الله جيدة.quot;
ويستأنف الحوار الذي بدأ الخميس يوم السبت وقد يستمر لنحو اسبوع تجدر الاشارة، الى انه قبيل بدء الجلسة الحوارية الثالثة، زار النائب الحريري والسيد نصرالله، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرآ الفاتحة، يرافقهما المعاون السياسي للسيد نصرالله حسين الخليل.
التعليقات