بريطانيا وهولندا تواجهان خطر الفيضانات
لندن: اعلنت السلطات البريطانية حالة الطوارىء واجلت مئات الاشخاص من منازلهم الواقعة على السواحل الشرقية من انجلترا تحسبا لحدوث فيضانات حادة يتوقع ان تكون الاسوأ منذ سنوات. وترأس رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في وقت متأخر من الليلة الماضية اجتماعا للجنة الطوارىء الوطنية التي تعرف باسم (كوبرا) لمتابعة الاستعدادات فيما اصدرت وكالة البيئة تحذيرا من امكانية حدوث فيضانات عارمة في المناطق الساحلية الشرقية لانجلترا بسبب امواج البحر العالية والرياح العاتية المندفعة من بحر الشمال.

وحذرت الوكالة في بيان لها اليوم من ان هناك quot;خطرا بالغا على الارواح والممتلكاتquot; في المناطق الساحلية الشرقية لاسيما منطقتي (نورفولك) و(سافولك) واجزاء من منطقتي (كينت) و (ايسكس) حيث تم اجلاء مئات الاشخاص من منازلهم منذ الليلة الماضية. وقالت الوكالة انه تم ايضا اغلاق حواجز المياه في نهر (دارتفورد كريك) الواقع بجنوب شرق العاصمة لندن وكذلك حواجز نهر ال(تايمز) حيث من المتوقع ان يتجاوز ارتفاع منسوب المياه حدود المتر ونصف المتر.

من جانبه حذر وزير البيئة البريطاني هيلاري بن في بيان صحافي مقتضب من امكانية حدوث فيضانات خطيرة خلال الساعات ال48 المقبلة. وقال ان هناك مخاطر من ان الفيضانات قد تغمر مستوى حواجز الدفاع المائية على السواحل البحرية وسدود الانهار لا سيما في المناطقة الجنوبية الشرقية كالساحل الجنوبي لمنطقة (غريت يارموث) وسواحل منطقة (كينت). وقال مسؤولو دائرة الارصاد الجوية ان تزامن هبوب الرياح الشمالية الغربية الشديدة القادمة من بحر الشمال والتي تصل سرعتها الى 50 ميلا مع انخفاض مستوى الضغط وارتفاع مستوى المد قد يؤدي الى حدوث فيضانات عارمة اليوم الجمعة.

وتوقعت وكالة البيئة في هذا الاطار ان اعلى مستوى للفيضان قد يضرب في البداية منطقة (ايمنغهام) صباح اليوم ثم ساحل منطقة (انجليان الشرقية) ثم (يارموث العظمى) فمنطقة (لويستوفت). وكانت بريطانيا قد شهدت في منتصف العام الحالي فيضانات عارمة اعتبرت الاسوأ في تاريخ البلاد منذ 60 عاما تسبب بها ارتفاع مناسيب مياه الانهار الناتجة عن الامطار الغزيرة التي وصفت بأنها شبيهة بأمطار الاعاصير الاستوائية.

وادت تلك الفيضانات التي ضربت مناطق شمال ووسط انجلترا وويلز الى تدمير اكثر من ثلاثة آلاف منزل اضافة لاجلاء مئات الاشخاص من منازلهم الى مراكز الايواء وانقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب عن آلاف آخرين. كما ادت تلك الفيضانات والامطار الغزيرة التي قدرت خسائرها بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية الى تعطل حركة السير على الطرقات الرئيسية في البلاد ما حدا بالعديد من المواطنين الى المبيت داخل سياراتهم والى توقف حركة القطارات في بعض المناطق والغاء العديد من الرحلات الجوية.