علماء المسلمين بإتجاه إفتتاح مقر جديد ورفع دعوى ضد الوقف السني
مخاوف من إنتقام فصائل مسلحة لإغلاق مقر الهيئة في بغداد
أسامة مهدي من لندن: عبرت مصادر عراقية عن مخاوف من تصاعد العمليات المسلحة في بغداد مجددا بعد الهدوء الذي شهدته مؤخرا ونجاح خطة امن بغداد في السيطرة على الاوضاع الامنية فيها وذلك اثر التهديدات التي اطلقتها فصائل مسلحة ضد اغلاق مقر واذاعة هيئة علماء المسلمين السنية المعارضة للعملية السياسية وحكومتها الحالية .. في حين تدرس الهيئة افتتاح مقر جديد ها في مسجد اخر بالعاصمة ورفع شكوى قضائية ضد الوقف السني في المحكمة الدستورية.
فقد دعا جيش محمد الفاتح المسلح في بيان اليوم رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي إلى quot;مراجعة حساباته متعجباً من جرأته على إغلاق أحد المعالم والمنارات الشرعية في العراق وأحد أبرز منابر الدفاع عن أهله وهو المقر العام لهيئة علماء المسلمين في جامع أم القرى ببغدادquot; كما قال . واشار الى ان قوات الاحتلال حاولت مرات عدة quot;إزالة هذه المعالم الشرعية .. وكم تلقى شعبنا الصابر المحتسب من ضربات ومؤامرات حيكت بأيدي أعداء الأمة من الخارج ومن الداخل واتفقوا فيها على زرع الفتن والمكر ضد الإسلام والمسلمين في العراقquot; . ووصف الجيش اغلاق مقر الهيئة بأنه طامة كبرى وquot;دليل على أن المحتل قد اخترق الصفوف وان عملاءه قد اشتروا من أبناء بلادنا من يكون لهم درعا يصد عنهم وعن أسيادهمquot;. وأضاف quot; أن هذا العمل الجبان كان ينتظر من المحتل والمليشيات لا من الإخوة ومن رئيس ديوان الوقف السنيquot; . وأكد quot;أن قلوب المسلمين هي مقر لهيئة علماء المسلمين، وان أرواحهم فداء لها وللأمين العام سماحة الشيخ الدكتور حارث الضاريquot; على حد قوله.
ومن جهتها قالت قيادة جيش المجاهدين المرابطين انها quot;تابعت باهتمامٍ واستنكارٍ شديدين ما حدث من اعتداءٍ آثم على هيئة علماء المسلمين من خلال مهاجمة مقرها العام وغلق إذاعتها الناطقة (إذاعة أم القرى) باستخدام السلاح وبشكل سافر من قبل حماية ما يسمى رئيس الوقف السني والذي نعتبره تطاولاً على المقاومة العراقية ورجالاتها وعملاً يصب في إشعال فتنة يراد منها شق وحدة صف أهل السنة والجماعة ويخدم المحتل الأميركي البغيض وحكومة المليشيات المرتبطة بإيرانquot;.
واضافت quot;إننا ندعو ومن باب النصح من قام بهذا العمل المشين بالرجوع إلى رشده والتراجع عن موقفه وتقديم الاعتذار للهيئة وتقديم الضمانات بعدم تكرار هذا العمل مستقبلاquot; .
وابلغت المصادر quot;ايلافquot; ان هيئة علماء المسلمين تدرس حاليا دعوات من خطباء مساجد سنية في بغداد بتحويل احدها الى مقر جديد للهيئة .. كما تبحث نصائح قانونيين برفع شكوى ضد الوقف السني لدى المحكمة الدستورية على اساس ان الوقف لا يملك صلاحيات قانونية تتيح له استخدام مسلحين لاخلاء مقرات دينية وانما ينحصر دوره على تعيين الخطباء والاشراف على المساجد والمراقد السنية .
وقالت ان مسؤولي الهيئة قد عبروا عن اعتقادهم بأن تصرف رئيس الوقف السني السامرائي مدفوع من رئيس الحكومة نوري المالكي بهدف وقف نشاط الهيئة واذاعتها التي اصبحت اداة تحريض ضد حكومته وجهودها لفرض الامن .
وخلال الاسبوع الماضي قام حراس الوقف السني الحكومي بمهاجمة واحتلال مقر الهيئة وطرد حراسه وموظفيه ووقف بث اذاعة الهيئة التي هاجمت مجالس الصحوات واعتبرتها مليشيات تابعة لرئيس الوقف السني .
واعلنت هيئة علماء المسلمين التي يتزعمها الشيخ حارث الضاري المطلوب للتحقيق بتهم ارهاب من قبل الحكومة العراقية والذي يتنقل حاليا بين سوريا والاردن ودول خليجية ان
quot;قوة من حرس السيد أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني الحالي بدخول مقر الهيئة بالقوة وتبليغ موظفي الهيئة بإغلاق مقرها الهيئة وضرورة إخلائها وإيقاف بث إذاعة أم القرى وإخلاء المبنى من أثاثه وعائدياتهquot; . من جانبه اكد الشيخ بشار الفيضي الناطق باسم الهيئة في تصريح صحفي ان المقر اقتحم من قبل عدة جهات في السابق بينها قوات الاحتلال والحرس الوطني ومغاوير الداخلية وكلها ترغب بغلق المقر لكنها لم تجرؤ على ذلكquot;. واضاف quot;يبدو ان السيد عبد الغفور رضي لنفسه ان يكون اداة لينفذ لهؤلاء بالوكالة ما يطمحون اليهquot; في اشارة الى القوات الاميركية والسلطات العراقية.
وكان السامرائي احد قادة الهيئة لكنه اختلف معها وبدأ بالتقرب من السلطات العراقية التي عينته رئيسا للوقف السني . وقد اثار الضاري جدلا كبيرا بسبب تصريحاته المؤيدة للقاعدة مؤخرا. وكان الضاري دعا الشهر الماضي الى عدم الالتحاق quot;بمجالس الصحوةquot; التي تقاتل تنظيم القاعدة قائلا ان القاعدة quot;منا ونحن منهاquot;.
وايدت الهيئة علانية العمليات المسلحة التي كان يشنها مسلحون ضد القوات الاجنبية في العراق ورفضت الانضمام الى الحكومات الثلاث التي تشكلت على اعقاب حل مجلس الحكم السابق. وسافر جميع اعضاء الهيئة ورئيسها حارث الضاري الى الاردن قبل عام وبعد تاسيس الحكومة الحالية التي يرأسها نوري المالكي.
ومن جهته قال متحدث من ديوان الوقف السني ان قرار اغلاق الهيئة اتخذ بعد ان quot;قامت اذاعة الهيئة بالتهجم على مجلس الصحوة التي شكلت في بغداد مؤخرا وخاصة في الاعظمية حيث اتهمت الاذاعة هذه المجالس بانها مليشيات تابعة لرئيس الديوان.quot; واضاف المصدر quot;اصبح واضحا ان اراء الهيئة باتت متطابقة مع الارهاب الذي يشجعون عليه من خلال تصريحاتهم.quot;
والضاري مطلوب للحكومة العراقية للتحقيق في اتهامات موجهة له بدعم ومساندة فصائل ارهابية وكانت اصدرت امرا بذلك قبل اشهر عندما كان خارج العراق ومن وقتها لم يعد الى العراق متنقلا بين عدد من الدول العربية مطلقا تصريحات محرضة ضد الحكومة العراقية والقوات الاميركية .
التعليقات