العلاقة مع إسرائيل ليست حكرا على الموريتانيين
شيخنا لـquot;إيلافquot;: متفائلون بالديمقراطية وحذرون
أحمد نجيم: يوم 11 آذار (مارس) المقبل يختار الموريتانيون رئيسهم في انتخابات ديمقراطية نزيهة، ليفي بذلك المجلس العسكري الحاكم بكل التزاماته. من ضمن المرشحين لهذه الانتخابات محمد ولد شيخنا، القائد العسكري لتنظيم quot;فرسان التغييرquot;، وكان هذا التنظيم قاد انقلابا في العام 2003، لم يزح الرئيس السابق ولد الطايع. يتحدث هذا الرائد السابق في الجيش الموريتاني، عن أسباب زيارته إلى المملكة المغربية قبل الانتخابات، كما يقدم تصوره للحكم إن نجح في الفوز بالانتخابات.
![]() |
لماذا يزور محمد ولد شيخنا، المرشح للرئاسة الموريتانية، المغرب؟
زيارتي إلى المغرب أمر طبيعي، إنه دولة كبيرة وجارة لنا. لقد كنت في زيارة إلى بوركينا فاسو ومررت على المملكة المغربية.
هل عقدت لقاءات مع مسؤولين مغاربة، فمن عادة المرشحين للرئاسة عقد لقاءات مع دول صديقة وجارة؟
إن اللقاء بالمسؤولين المغاربة أمر طبيعي وشيء مهم. لم أكشف عن أمور أخرى، وأترك للمسؤولين الحديث.
لماذا هذا التكتم، في حين نرى مرشحين أوروبيين للرئاسة يلتقون علنية وفي زيارات رسمية رؤساء دول؟
مهما يكن فهناك اختلاف بين المرشحين في إفريقيا وبين المرشحين في أوروبا، كما أن هناك خصوصيات بين كل دولة ودولة.
قلتم إن موريتانيا تعيش ريحًا ديمقراطية بل ربيع للديمقراطية، هل ما زال هذا الربيع مستمرا؟
إن ما يحدث في موريتانيا مهم وتاريخي، نعيش على أعتاب أفق جديد، وموريتانيا في أفق جديد، تسير نحو الديمقراطية والحداثة، ستكون منارة عربيا وإفريقيا، وهذا نتيجة تضحيات لموريتانيين.
هل أنتم متفائلون؟
نحن متفائلون وفي الوقت نفسه حذرون.
لماذا هذا الحذر؟
لكنني أميل إلى التفاؤل، وينبغي الاحتياط كذلك، فهذا المصير يسيره أفراد. وأعود وأؤكد أننا نعيش على أعتاب فكر جديد.
هل تثق بقادة المجلس العسكري الحاكم، خاصة أنكم كنتمرائًدافي هذه المؤسسة؟
ما حدث يعزز الثقة بهؤلاء الضباط الأخيار ويعزز الثقة أن موريتانيا في مرحلة ديمقراطية ناضجة. ما حدث يجعلني أعتقد أن التجربة الموريتانية ستصل إلى الجديد.
ما تقصد بالجديد؟
ديمقراطية حقيقية بنظام شامل، يرضى بها الجميع.
في سباقكم نحو الرئاسة ما هو تصوركم للمؤسسة العسكرية، هل يجب أن تظل محايدة أم ان تكون راعية للديمقراطية على الطريقة التركية؟
تصوري لهذه المؤسسة أن تصل مؤسسة جمهورية في خدمة الدولة والمجتمع، لا نريد مثالا تركيا لهذه المؤسسة. أطالب بأن يكون لها دور أخلاقي ومعنوي. كما أشدد على أن تحترم الدستور، فيكفيها فخرا أن قادتنا إلى الديمقراطية وعلى عهدها شهدت موريتانيا انتخابات نزيهة وشفافة. إن لها صلاحيات يخولها لها الدستور الحالي.
وماذا إذا ما هددت جهة ما، كانت أصولية أو غير أصولية، هذه الديمقراطية؟
نرجو ألا نصل إلى هذه المرحلة.
ترشحت كمستقل، وكنت القائد العسكري لتنظيم quot;فرسان التغييرquot; الذي قاد انقلابا لم يزح الرئيس السابق، لماذا هذا الاختيار؟
كنت القائد العسكري لفرسان التغيير، والذي حل في العام 2005، لدي رؤية أوسع من الأحزاب، لقد كنا أقصى درجة في المعارضة العسكرية، وأردت أن أكون وسطيا، أنفتح على الطبقة العسكرية وعلى الأحزاب السياسية، وأرفض أن أتقوقع في زاوية معينة. إنني أفضل العمل في هذا الفضاء الواسع.
لكنك بترشيحك مع المستقلين لن تستفيد من الإرث الذي تركه فرسان التغيير؟
على كل حال، فهناك رصيد من التضحية، إنه رصيد معنوي وأخلاقي وسياسي، نحن الآن في سياق أوسع، فانطلاقا من تضحيات الماضي نسعى إلى الانفتاح على قوى أكثر. ونضع مصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار.
هل هناك إمكانية للتحالف مع الإسلاميين، خاصة أن برنامجك يشدد على الهوية الإسلامية؟
بعض هذه القوى حدد موقفك بشكل واضح، لقد وضعت برنامجا وسطيا يراعي مصالح القوى المختلفة. أسعى إلى أن تتبنى كل القوى هذا البرنامج. إنه برنامج يركز على مجموعة رسائل، ترسيخ الديمقراطية وأسعى إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية وأريد تجديد النخبة وإعادة الاعتبار للسياسة وربطها بالأخلاق، ثم الاهتمام بالعدالة الاجتماعية.
لكن لم ركزت في برنامجك على quot;إنشاء هيئتين، واحدة للإفتاء والثانية لجمع وتوزيع الزكاة؟
موريتانيا جمهورية إسلامية، وهذا شيء طبيعي، ليس لنا تفكير أصولي، ودعوتي إلى تلك النقطتين نابع من الرغبة في وضع حد لفوضى الفتاوى، أما الزكاة فواجب أرى أن على الدولة أن ترعاه.
حملة انتخابية تحتاج إلى تمويل، من أين لك هذا التمويل، وهل هناك مساهمة من الدولة؟
إنني لا أفكر بطريقة تقليدية، لما تحركنا في 2003 ضد نظام ولد الطايع، لم نفكر في العوائق المادية. إننا مقتنعون بخوض الانتخابات ولن يقف أمامنا عائق، فهذا مشروع وطني.
مشروع يحتاج إلى تمويل؟
إن الأشخاص الذين يؤمنون بالمشروع يقع عليهم العبء المالي، فالدولة لا تمول الحملة الانتخابية، هناك المعهد الديمقراطي الأميركي والاتحاد الأوروبي يقدمان مساعدات تقنية فنية.
لنتحدث عن العلاقات الخارجية، ما موقفكم كمرشح للرئاسة من مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل قضية الصحراء؟
المغرب دولة مهمة وجارة لنا، ولنا علاقات قرابة مع ساكنة الصحراء. إننا نشعر بالألم من عدم التوصل إلى حل، أتمنى أن يتم التوصل إلى حل لهذه القضية يرضي جميع الأطراف، كل ما أرفضه هو العودة إلى حمل السلاح.
لكن ما موقفكم من مشروع الحكم الذاتي؟
بالنسبة إلي لا يمكن أن أقيمه، فعلى الأطراف المعنية أن تتفق، نحن نشجع ونرضى ما يتفق عليه الجميع. وفي الوقت نفسه أقول إن تعبير المملكة المغربية عن رغبتها في حل النزاع من خلال هذا المشروع، شيء بناء حسن نية ونحن نرحب بهذا.
هل اطلعت على المشروع؟
لم أطلع عليه بشكل تفصيلي، لدي تصور عام ولا أريد أن أفصل في الموضوع.
نعود إلى انقلاب 2003، لم فشلتم في الإطاحة بولد الطايع؟
لم نفشل في إزاحته. لقد خلق الانقلاب دينامية، وصارت الأهداف من قادتنا إلى الانقلاب، مشابهة لأهداف مسؤولين آخرين. كان هناك تخطيط ممتاز، لكنه جاء قبل وقته وحدثت أمور كثيرة.
هل أخبرتم قبل قيامكم بالانقلاب دولا مجاورة أو كبرى؟
لم نخبر أحدا، كان الوضع صعبا لذا لم ننسق دوليا. كنا سنتصل بدول صديقة ومجاورة وكبرى بعد نجاح الانقلاب. تعرف أن الانقلابات لم تعد موضة لذا لم نكن نريد أن نتكلم عنها.
ما هي الدولة التي كنتم ستخبرونها لو نجح الانقلاب؟
كنا سنتصل بالدول الصديقة والشقيقة والجارة كالمغرب والجزائر وفرنسا وإسبانيا وأميركا ودول إفريقية أخرى.
سؤال أخير يخص برنامجكم الانتخابي، هل ستقطعون العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إن فزتم في الانتخابات؟
في البيان قلنا إن العلاقة مع إسرائيل قامت بشكل يناقض مشاعر الموريتانيين، كما أنني أقول إن العلاقة مع إسرائيل ليست حكرا على الموريتانيين، كل ما أقوله إن أي إجراء سيراعي مصالح بلدي موريتانيا أولا وأخيرا.
[email protected]
التعليقات