اعتداء انتحاري في الدار البيضاء ..والحصيلة 3 جرحى ومقتل المنفذ

الرباط: هل يسجل الانفجار الذي وقع ليل أمس الأحد في مقهى للانترنت في الدار البيضاء عودة للارهاب إلى هذا البلد؟ لم يستبعد مسؤولو أمن في المغرب أن يكون هذا الانفجار انتحاريا خصوصا انه وقع في حي سيدي مؤمن بالعاصمة التجارية للمغرب - معقل 13 مهاجماً نفذوا هجمات انتحارية أسفرت عن سقوط 32 قتيلا في الدار البيضاء عام 2003، وجاء متزامنا مع الذكرى الثالثة لتفجيرات القطارات في العاصمة الإسبانية مدريد والتي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا.

وقال الناطق باسم الحكومة المغربية نبيل بن عبد الله الاثنين ان المغرب مستهدف من قبل الارهاب الذي عليه مواجهته عبر التيقظ. واوضح بن عبدالله وهو ايضا وزير الاتصال quot;نقولها رسميا ان الاوساط الارهابية تستهدف المغرب بشكل خاص لذا عززت الاجراءات الامنية في الايام الاخيرةquot;. واضاف ان انفجار الاحد في الدار البيضاء quot;دليل على ان الخطر موجود ويجب البقاء متيقظينquot;.

وشدد الوزير على ان quot;المغرب يواصل دونما هوادة مكافحة الارهابquot; مؤكدا ان بلاده quot;ستنجح في المحافظة على استقرارها ووتيرة الاصلاحات العميقة التي باشرتها على كل المستويات لتشييد مجتمع الديموقراطية والتقدم والحداثة والعدالة الاجتماعيةquot;. وشوهد انتشار امني كثيف الاثنين في الدار البيضاء ولا سيما امام الادارات العامة الرئيسية والقنصليات الاجنبية.

وكان مسؤول في شرطة الدار البيضاء قال الليل الماضي ان الاعتداء لم يكن يستهدف مقهى الانترنت الواقع في حي سيدي مؤمن في المدينة. واضاف ان الانتحاريين كانا يريدان الحصول على تعليمات من قادتهم عبر الانترنت لتفجير القنابل في منطقة اخرى من المدينة. واوضحت المديرية العامة للامن الوطني التي اوردت تصريحها وكالة انباء المغرب ان مساء الاحد قرابة الساعة 00،22 بالتوقتين المحلي والعالمي دخل مغربيان الى مقهى الانترنت في سيدي مؤمن quot;في محاولة للدخول الى مواقع الكترونية تمجد الارهابquot;.

واضاف المصدر ذاته ان نجل صاحب المقهى منعهما من الدخول الى هذه المواقع quot;فانفجرت عبوة ناسفة كان يخبئها احد الشخصين تحت ملابسه وتوفي على الفورquot;. اما المشتبه فيه الثاني الذي اصيب بجروح طفيفة فقد لاذ بالفرار قبل ان توقفه الاجهزة الامنية. واوضحت الشرطة انه كان يحمل ايضا عبوات ناسفة. واوضحت شرطة المدينة ان الانتحاريين هما مغربيان بين سن العشرين والثلاثين لكنهما لا يقيمان في الحي الواقع فيه المقهى.

وأقدم رجل يخفي متفجرات تحت ملابسة على تفجير نفسه في مقهى للانترنت في الدار البيضاء ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. وقال مسؤولو أمن في المغرب ان الرجل تشاجر مع مالك مقهى الانترنت وان الانفجار وقع أثناء تبادل الرجلين اللكمات. ولكنهم لم يستبعدوا إمكانية أن الرجل كان يخطط لهجوم في وقت ما.

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه quot;لا نعرف ما اذا كان الانفجار تفجيرا انتحاريا أم أن شحنة ناسفة انفجرت دون قصد خلال الشجار.
quot;الرجل اعتاد ان يأتي لمطالعة مواقع جهادية على الانترنت والخلاف نجم عن قرار صاحب مقهى الانترنت منعه هذه المرة من مشاهدة مثل هذه المواد الدعائية.quot;

خبير مفرقعات يأخذ عينات من موقع الانفجار
في مقهى للانترنت بالدار البيضاء في المغرب يوم الاثنين
واعتقلت الشرطة رجلا آخر كان في مكان الحادث وحاول الهرب وتستجوبه. وقال المسؤول quot;التحقيق متواصل ونأمل أن يتكلم الرجل المعتقل ويوضح الامر بشكل أكبر بما في ذلك ما اذا كان الرجل الذي كان يحمل المتفجرات كان يعتزم شن هجوم في مكان آخرquot;. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن أي هجوم في الدار البيضاء. وقال شهود عيان ان قوات الامن طوقت المنطقة في الوقت الذي قامت فيه بمسح مكان الانفجار بحثا عن أي أدلة.

وكان المغرب الذي أعلن حالة التأهب القصوى بعد سلسلة من الهجمات بالقنابل التي وقعت في الجزائر المجاورة الشهر الماضي قال ان لديه معلومات بأن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم ولكن الظروف المحيطة بالانفجار الذي وقع في مقهى الانترنت لم تتضح.

وتخشى الحكومات في شمال افريقيا من امتداد العنف من الجزائر بعد أن غيرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها ليصبح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بهدف دمج جماعات اسلامية مشابهة معا.

وذكرت مصادر أمنية الاسبوع الماضي أن الشرطة اعتقلت زعيم الجناح العسكري لجماعة المقاتلين الاسلاميين المغاربة. وتشتبه الشرطة في تورط سعد حسيني (38 عاما) في التفجيرات التي وقعت في الدار البيضاء عام 2003 وفي تفجيرات مدريد عام 2004. ويعتقد خبراء أمنيون أن جماعة المقاتلين الاسلاميين المغاربة احدى الجماعات المتشددة الصغيرة التي انضمت الى تنظيم القاعدة.

وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة المغربية تبحث عن أعضاء القاعدة المشتبه بهم الذين يمكن أن يكونوا قد تسللوا الى البلاد من الجزائر. ويساند المغرب الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001.