قاعدة غوانتانامو: إختار الأسترالي ديفيد هيكس الإثنين الإعتراف بدعم الإرهاب أمام محكمة عسكرية إستثنائية في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا بعد خمس سنوات على إعتقاله في أفغانستان. فقد وقف هيكس (31 عامًا) متجهم الوجه ويداه مكبلتان إلى جانب محاميه العسكري الذي أعلن قرار موكله بالإعتراف بتهمة تقديم دعم مادي للإرهاب.

وهذا الإعتراف في وقت متأخر من ليل الإثنين، جاء بعد يوم من إعلان محامي الدفاع أن هيكس يدرس إمكانية الإعتراف بهذه التهمة التي من شأنها أن تخرجه من سجن غوانتانامو الذي أقيم في إطار الحرب على الإرهاب. وقال ديفيد ماكليود محامي الدفاع الأسترالي للصحافيين بعد ذلك، إنها الخطوة الأولى نحو عودة هيكس إلى أستراليا.

وكان الإدعاء قد إعتبر أن هيكس مدرب الخيل سابقًا والذي إعتنق الإسلام، كان يتوق لأن يصبح مجاهدًا وقد تدرب مع تنظيم القاعدة فيما تحدثت عائلته عن توتره في صغره. وقد أصبحت قضية هيكس من أهم المواضيع السياسية في أستراليا. فبينما رحبت الحكومة المحافظة التي ضغطت على واشنطن للإسراع بمحاكمة مواطنها، بقرار ديفيد هيكس لكنها عبرت عن أسفها لتأخر الإجراءات الأميركية، رأت المعارضة في ذلك خطوة يائسة. وعبر وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر لإذاعة اي بي سي عن إرتياحه قائلاً إن هذه القصة تأتي على نهايتها من أجل خير الجميع.

كذلك رحب رئيس الوزراء المحافظ جون هاورد بالنبأ لكنه أسف على بطء الإجراءات الأميركية. وقال: quot;إعتبرنا دومًا أن هيكس يجب محاكمته لكن مدة العملية أقلقتنا على الدومquot;. أما المعارضة وخصوصًا زعيم الخضر السناتور بوب براون فاعتبر من جهته أن خيار الدفاع كان يهدف فقط إلى إخراج هيكس من معتقل غوانتانامو المريع. وشاطره الرأي الحزب الديمقراطي الذي إعتبر أن خطوة هيكس كانت خيارًا يائسًا من جانب رجل يائس.

ويعتقل هيكس الملقب بـ quot;طالبان الأستراليquot; في قاعدة غوانتانامو منذ كانون الثاني (يناير) 2002. وهو أول معتقل يمثل أمام المحكمة العسكرية الإستثنائية التي أنشأها الكونغرس العام الماضي لمحاكمة quot;المقاتلين الأعداءquot; بعد إلغاء المحكمة العليا الصيغة السابقة التي عرضتها إدارة الرئيس جورج بوش. وقال داونر: quot;لدينا إتفاق مع الأميركيين يتيح quot;لهيكسquot; تمضية ما تبقى من عقوبته في سجن أستراليquot;.

وإعترف هيكس بتهمة تقديم دعم لمنظمة إرهابية لكنه نفى تهمة التآمر لإرتكاب جرائم أخرى، كما قال محامو الدفاع. وقام بهذه الخطوة بعد ساعات من زيارة شقيقته ووالده تيري هيكس اللذين لم يرهما منذ آب (أغسطس) 2004. وقال والده في وقت سابق إن لقاءه بابنه كان مؤثرًا وإنه رآه بمظهر مريع جدًا.

ويواجه هيكس عقوبة السجن القصوى للتهمة الموجهة إليه لكن الإدعاء أكد أنه لن يطلب إنزال عقوبة السجن المؤبد. وقال الكولونيل موريس ديفيس رئيس هيئة الإدعاء إن السنوات الخمس التي أمضاها هيكس في غوانتانامو وإعترافه بذنبه، قد تكون عوامل مخففة تؤخذ في الإعتبار في تحديد الحكم عليه. لكنه نفى أن يكون هناك صفقة وراء قرار هيكس. وقال: quot;ما كنت لأصفها هكذا بل إن المتهم إختار الإعتراف بذنبه بتهمة معينةquot;. لكن إعتراف هيكس بهذه التهمة لم ينه بعد ملف هذه القضية.

فبموجب قوانين المحكمة ينبغي على الدفاع والإدعاء التوصل إلى إتفاق بشأن أدق تفاصيل التهمة التي إعترف هيكس بها، كما يتوجب على القاضي التأكد من أن هيكس فهم الوقائع المنسوبة إليه في إطار التهمة. عندئذ تقوم هيئة من الضباط العسكريين التي توازي هيئة المحلفين في المحاكم المدنية، بتحديد طبيعة الحكم بحلول نهاية الأسبوع على الأرجح.