اندريه مهاوج من باريس: دعا النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الشعب السوري إلى التنبه لما يحاك ضد الوطن والى محاولات زرع الشقاق في الصف الداخلي واثارة مشاعر الخوف الطائفي بهدف الاستمرار بالاستئثار بالسلطة وكرر انتقاداته الحادة الى ما يعتبره بحكم الاسرة وما نتح عنه من اقصاء لبعض فئات المجتمع ومن ازمات اجتماعية واقتصادية. وفي الذكرى الستين لتاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وجه خدام رسالة الى البعثيين دعاهم فيها الى العودة الى القيم الحقيقية للحزب ولتحمل مسؤولياتهم الوطنية وأن يكونوا في طليعة المناضلين لتحقيق التغيير.
وخلاص الشعب وفي ما يلي نص الرسالة التي تسلمت ايلاف نسخة عنها :
quot;في مرحلة عاصفة في تاريخ الأمة العربية ، حرب في فلسطين واستعمار أجنبي في معظم أرجاء الوطن العربي وتخلف موروث منذ قرون تم الإعلان عن تأسيس حزب البعث العربي في السابع من نيسان عام 1947 .
بين تأسيس الحزب في نيسان عام 1947 وبين حله في سورية في شباط عام 1958 بعد الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة كان الحزب رائداً نضالياً للشباب العربي وكان أعضاؤه دعاة مناضلين لم تسقطهم شهوة الحكم ولم يرهبهم الخوف من حاكم فتصدوا للديكتاتوريات العسكرية وعملوا على إسقاطها كما تصدوا للمشاريع الأجنبية الهادفة لإحكام السيطرة على منطقتنا فعطلوها وبقيت قضية فلسطين والوحدة العربية والتحرر من الاستعمار الأجنبي وقضية تحقيق العدالة والمساواة ورفع المعاناة وضمان الحريات العامة والفردية في قلب همومهم .
لقد كافحوا من أجل قضايا الأمة العربية وقضايا الشعب وضمان حقوق العمال والفلاحين وصغار الكسبة وفي الوقت نفسه تحالفوا مع قوى وشخصيات من الجانب الآخر من المجتمع من أجل حماية الوطن وصيانة الوحدة الوطنية والتصدي للأخطار التي تواجه الأمة ...
في الثامن من آذار عام 1963 قفز تحالف بين ضباط في القوات المسلحة السورية إلى السلطة بانقلاب عسكري كان البعثيون العسكريون شركاء فيه وقد انتهجوا سياسة الإنفراد بالسلطة وإقصاء الآخرين فتغلبت السلطة على المبادئ .
لقد دخل الحزب في سلسلة من الأزمات الداخلية بسبب الصراع على السلطة وكان أول حسم عسكري في الثالث والعشرين من شباط عام 1966 والذي أدى إلى انقسام الحزب إلى حزبين يحملان ذات الاسم والشعارات ولكن سيف كل منهما موجه إلى رقبة الآخر وتحول الصراع بين الحزبين إلى صراع بين دمشق وبغداد بعد استيلاء الحزب الآخر على السلطة في العراق بتاريخ 18/تموز/1968...
توهم البعثيون في القطرين أن الحزب يقود ثورة وأن السلطة أداةلتحقيق أهدافهم في الوحدة والحرية والاشتراكية في الوقت الذي كانت فيه السلطة تقبض على الحزب وانتهى الأمر بحكم الفرد والعائلة في دمشق وبغداد .
لقد انتهجت كل منهما سياسة العزل والإقصاء والتمييز والقمع ومصادرة الحريات العامة والفردية ونشر الخوف والشكوك بين المواطنين وإطلاق حرية الفسادبالإضافة إلى تجاوز القوانين وعزل الشعب وإفقاره وزعزعة الوحدة الوطنية .
أيها البعثيون
اعلم جيداً أن القليل منكم من عاصر مرحلة التأسيس ومراحل الصراع على السلطة والكثيرون منكم عاصروا مرحلة الإنفراد بها من قبل رئيس الدولة ومرحلة تأسيس حكم الأسرة وما أنتجه ذلك في البلاد من شعور بالظلم والقهر ومن انهيار في القيم والمبادئ والمؤسسات الدستورية والحزبية ومن أزمات اقتصادية زادت في بؤس الناس ومعاناتهم وفقرهم وفي انتشار البطالة بين شبابهمبالإضافة إلى فساد في جسم الدولة والمجتمع تمارسه الأسرة الحاكمة وأعوانها .
أيها البعثيون
كيف يمكن حماية الوحدة الوطنية ونظام الأسرة الحاكمة يعمل على تفكيكها عبر نشر إشاعات في أوساط معينةبان التغيير سيلحق الأذى بالأقليات ومنها الطائفة العلوية محاولاًَ إثارة الخوف لدى مواطنينا من حصول التغيير فيستمر استخدام النظامللخائفين وقوداً في حرق الوطن؟
إني أتوجه للطائفة العلوية التي كان وسيبقى لها دور كبير في حماية الوطن وصيانة الوحدة الوطنية لأدعوها للتصدي لتلك الحملة الخبيثة التي يروجها نظام متآمر على الوحدة الوطنية وعلى مستقبل سورية .
كما أتوجه إلى البعثيين في الطائفة العلوية من كان منهم في الحزب أو خارجه أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في التصدي لحملات النظام والتي تهدد الوحدة الوطنية وهم يعرفون جيداً أن مناطق الساحل كانت من ضحايا هذا النظام وأنها كانت الأكثر تعرضاً للأذى من الأسرة الحاكمة ومن حواشيها .
هل هناك اخطر على الوطن وعلى أمنه واستقراره من استخدام الطائفية لحماية النظام من الانهيار وهل يبقى نظام إذ انهار الوطن .
أيها البعثيون
في الذكرى الستين لتأسيس الحزب أدعوكم للتأمل والتبصر بالأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا بفعل نظام تجرد من المبادئ والقيم ووضع البلاد في حالة من الضعف والتخلف جعلتها غير قادرة على استرداد أرضنا المحتلة وحقوقنا المغتصبة .
أدعوكم لتحمل مسؤولياتكم الوطنية وأن تكونوا في طليعة المناضلين لتحقيق التغيير وخلاص الشعب.
أدعوكم للنضال من أجل تحقيق التغيير وبناء دولة مدنية ديمقراطية لا استئثار فيها للسلطة ، دولة المؤسسات والقانون والعدل والمساواة دولة يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات لا ميزة لأحد لأسباب تتعلق بالدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس ولا حرمان لأحد من حق أو موقع بسبب ذلك ، دولة توفر الأمن والطمأنينة لكل مواطن دولة تنهي معانة الشعب وتفتح أبواب الأمل أمام أجيال الشباب .
ادعوكم للعمل من اجل تحقيق التغيير لبناء دولة ديمقراطية مدنية مرجعيتها صناديق الاقتراع.
وفي ختام رسالتي هذه أتوجه بالتحية لكم آملاً أن يكون لقاؤنا قريباً بأذن الله على أرض الوطن الحبيبquot;