مجلس الامن قد يوافق على المحكمة الخاصة باغتيال الحريري
اندريه مهاوج من باريس: جدد النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام انتفاداته للنظام الراهن في بلاده متهما اياه بالفساد مؤكدا ان الرئيس الراحل حافظ الاسد ارتكب خطأ فادحا بتوريث نجله بشار السلطة. واتهم خدام في رسالة لمناسبة ذكرى حركة تشرين التصحيحية في سوريا السطة بالانقضاض على كل اهداف تلك الحركة متهما اياها بالمسؤولية عن اغتيال رفيق الحريري وكل السياسيين الذين اغتيلوا او تعرضوا للاغتيال في لبنان متسائلا كيف يمكن أن يقوم حزب الله بتغطية جريمة كهذه من خلال المشاركة في إشعال الفتنة في لبنان. وقد تلقت quot;ايلاف النص الكامل للرسالة التي وجهها عبد الحليم خدام للشعب السوري في هذه المناسبة وتقوم بنشرها:

أيتها الأخوات أيها الإخوة
في الوطن وفي الاغتراب، في الذكرى السادسة والثلاثين لحركة تشرين عام 1970 أتوجه إليكم بهذه الرسالة لأني كنت أحد القادة الأساسين في إعدادها وفيإنجاحها. لقد أردنا التغيير آنذاك معبراً للحرية والكرامة والنهوض وترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز التضامن العربي من أجل تحرير الأرض ونهوض سورية فتحولت المسيرة إلى سلطة ظالمة مستبدة وفاسدة ...

كان الهدف بناء دولة المؤسسات وتحقيق الديموقراطية فحولت الأسرة الحاكمة التي انفردت بالقرار مشروع الدولة إلى سلطة يقودها رئيس النظام وينفرد بالقرار ويستخدم المؤسسات الدستورية والحزبية غطاء لقراراته ...

وعوضاً عن تعزيز الجبهة الداخلية وترسيخ الوحدة الوطنية فاتبعت الأسرة الحاكمة سياسة العزل والإقصاء والتمييز فظهرت في سورية أمراض لم يعرفها السوريون من سنوات طويلة كالطائفية والعشائرية كما أفرزت تلك السياسات الظالمة المشكلة الكردية .

كان من أهدافنا تحقيق الانفتاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية وحول النظام هذه الأهداف إلى أزمات اقتصادية أدت إلى إفقار الشعب وانتشار البطالة وخفض مستوى المعيشة وانهيار النقد الوطني وجمود الأسواق وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد في الأجهزة والمؤسسات الحكومية .

كان التضامن العربي احد الأهداف الأساسية لحركة تشرين والذي أدى إلى مساهمة عربية فاعلة في حرب تشرين فقاد النظام البلاد نحو العزلة عن الدول العربية وشن رئيسه حملات سياسية وإعلامية على قياداتها معلناً الابتعاد عن المنظومة العربية . لقد تحولت الطموحات في بناء الديموقراطية والمشاركة الوطنية في قيادة البلاد إلى انفراد بالسلطة وبالقرار مما وضع البلاد في حالة خطيرة لان لاحدود لأخطاء الحاكم الفرد والذي يعتقد بنزاهته عن الخطأ وبحسن تقديره للأمور فيقع في أسوء الأخطأ ...

ومن الأخطأ الكبرى للانفراد بالسلطة قرار حافظ الأسد توريث ابنه فارتكب بذلك خطأً وطنياً فادحاً ...

الحاكم الفرد تتحكم به مصالحه وأهواؤه فتأتي قراراته وفقاً لتلك المصالح والأهواء ومثال ذلك قرار التمديد للرئيس اللبناني خوفاً من رئيس جديد يكشف ملفات فساده وفساد أسرته وأعوانه في لبنان ، ودفعه خوفه إلى اتخاذ قرار اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد من السياسيين اللبنانيين ليتخلص من قوة صاعدة في لبنان فألحق بقراراته أفدح الأضرار بسورية ولبنان واقلها الخروج المذل للجيش السوري من لبنان ...

ومع تشكيل لجنة التحقيق الدولية فقد أدرك أن العقاب قادم فأراد تجنبه بالعمل على حرق لبنان ظناً منه انه يحرق سبب خوفه غير مدرك أن نار الفتنة ستحرق لبنان وسورية وسيكون نظامه أول وقودها. لقد لجأ بشار الأسد إلى استخدام حلفائه وعملائه في لبنان لإشعال الفتنة في البلد الشقيق لتجنب التحقيق الدولي دون أن يدرك هؤلاء أنهم يحرقون سورية قبل لبنان ، وإذا كانوا صادقين في حبهم لسورية فيجب أن يكونوا أولاً صادقين في حبهم وولائهم للبنان وفي غير ذلك فهم يلحقون أضراراً كبيرة في سورية وفي لبنان.

وفي هذا المجال فأني أتساءل كيف يمكن أن يقوم تحالف بين حزب مبادؤه إلهية وتاريخيه نضالي وسلوكه الأخلاقي لا شائبة به وبين نظام فاسد ومستبد والأمين العام لحزب الله وقيادته يعرفون جيداً حجم فساد الأسرة الحاكمة وفي مقدمتها بشار الأسد ، كما يعرفون فسادهم في لبنان ويعرفون معاناة اللبنانيين من أجهزتهم كما يعرفون معاناة الشعب السوري في خبزه وفي حريته.

كيف يمكن أن يقوم حزب الله بتغطية جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من خلال المشاركة في إشعال الفتنة في لبنان هذا التساؤل مطروح من الكثيرين وننتظر تقرير التحقيق الدولي لبيان الحقيقة ومرتكبي الجريمة والمشاركين بها ومواقعهم.

أيها السوريون من الأخطاء الكبرى للنظام من اجل حماية نفسه من متطلبات المحاكمة الدولية فك ارتباطه بالمنظومة العربية وارتباطه بالإستراتيجية الإقليمية لإيران ، ومع حرصنا على أفضل العلاقات مع إيران وكنت احد المسؤولين الأساسيين الذين أسسوا هذه العلاقات والتي قامت على مبدأ توازن المصالح وامن واستقرار الدول العربية في الخليج ، يجب أن نمييز بين العلاقات المتوازنة وبين الارتباط بإستراتيجية دولة أخرى.

وفي هذا الإطار فقد أطلق بشار الأسد يد السفير الإيراني في سورية للقيام بنشاطات لا تقبل إيران أن يقوم بها أو ببعضها أي سفير عربي أو مسلم فوق الأرض الإيرانية ، وهذه النشاطات تؤسس لفتنة مذهبية في سورية وخطورتها تأتي مع الفتنة الدامية في العراق والتوترات المذهبية والطائفية في لبنان

أيها السوريون
كلكم يعيش المعاناة وكلكم مظلوم في وطنه ومقهور فوق أرضه ومهدد بحريته وكرامته وخائف في يومه وقلق من غده ، وكلكم يدرك ما أنتجه النظام من ضعف وفقر وتخلف وخوف مما وضع سورية بعيدا ً عن خط النهوض والتقدم والقدرة على تحرير الأرض ورد العدوان. ادعوكم لكسر جدار الخوف فرئيس النظام وأسرته وأعوانه اشد خوفاً لأنهم يدركون أن نظامهم أصبح قاب قوسين من الانهيار ، وهو يظن أن باستخدامه القمع الشديد يمد عمر نظامه الذي بات أمر سقوطه محسوماً بسبب فساده واستبداته. ادعوكم للتعاضد والتعاون في سبيل إنقاذ الوطن والاستعداد ليوم التغيير وهو قريب بإذن الله .

كما إني في هذه المناسبة أتوجه للبعثيين الذين يدركون اليوم كما في كل يوم حجم الجرائم والأخطاء التي ترتكب باسم حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب بريء منها رغم أن قيادات الحزب العليا القابعة في مكاتبها الفاسدة في بعض أعضائها والانتهازية في البعض الآخر تغطي الأخطاء والجرائم كما تفعل قيادة الجبهة الوطنية التقدمية والتي تحولت إلى مجموعة من العجزة الذين انقطعوا عن تاريخيهم النضالي وعن قواعدهم وأصبحت وظيفتهم تأييد موقف أو الإشادة بموقف .

ادعوكم أيها البعثيون مدنيين وعسكريين لتحمل مسؤولياتكم مع سائر المواطنين وأدركوا أن النظام منهار ولا ريب في انهياره واحرصوا على الا تكونوا والحزب وقوداً للانهيار فتخلصوا من هذا النظام وكونوا مع الشعب. ادعوكم للتعاضد مع سائر المواطنين للمساهمة في تحقيق التغيير ولبناء دولة مدنية في إطار ديموقراطي يشارك فيها المواطنون بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس ...

وحدتكم الوطنية أيها السوريون طريقكم للخلاص من نظام فاسد ومستبد وطريقكم لبناء سورية الديموقراطية وطريقكم لتحرير أرضكم والنهوض بالبلاد وتحقيق ازدهارها وتقدمها .

سلام الله عليكم أيتها الأخوات والإخوة والى لقاء قريب بإذن الله فوق ارض الوطن
عبد الحليم خدام