المغرب والجزائر في حرب مفتوحة ضد الإرهاب
الشرطة والمواطنون يتوحدون للتصديللإرهابيين
العاهل المغربي يزور الجرحى دول الخليج تقف بجانب المغرب والجزائر
الدار البيضاء أحمد نجيم: في ظرف أقل من شهر، شهدت منطقة المغرب العربي إنفجارات إرهابية مختلفة. في الجزائر سيارات مفخخة وفي المغرب أجساد مفخخة. وزير الداخلية المغربي نفى العلاقة بين ما يحدث في المغرب وما يقع في الجزائر، مبرئًا تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقال إن أي إرتباط بين إعتداءات الدار البيضاء والأعمال الإرهابية التي وقعت في بلدان مجاورة، مستبعدًا في الوقت ذاته وجود أي علاقة مباشرة بين منفذي تفجيرات الدار البيضاء وخلايا إرهابية دولية. تبرئة لا يشاطره فيها الباحثون المتخصصون في الحركات الإسلامية. الباحث المغربي محمد ضريف يقول: quot;من الصعب أن ننفي الصلة بين ما يحدث في المغرب وما يجري في الجزائرquot;. ويضيف أن دينامية العنف في المغرب مرتبطة بدينامية العنف في المغرب العربي.
ويصف الانتحاريين بالأوغاد
وأوضح الباحث لـ quot;إيلافquot;: quot;إذا اقتصرنا على الإنتحاريين الذين ألقي عليهم القبض أو فجروا أنفسهم، فقد لا تكون لهم صلة مباشرة مع تنظيم القاعدة، لكن السلطات المغربية نفسها سبق أن نشرت قائمة بأسماء المبحوث عنهم والذين لهم صلة بتنظيم القاعدةquot;.
هذا الطرح أكثر قوة من طرح وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى، فمجموعة من الملاحقين من قبل الشرطة المغربية ظلوا بعيدًا عن قبضة الأمن، أشهر هؤلاء المبحوث عنهم سعد الحسيني، الذي ألقي عليه القبض قبل أيام بعد أزيد من ثلاثة سنوات ونصف من البحث، كما أن أحد الإنتحاريين الذين فجروا أنفسهم يوم الثلاثاء المنصرم في حي الفرح ينتمون إلى الخلية التي نفذت الهجومات الإرهابية الخمس ليلة 16 أيار (مايو) من العام 2003.
ما حدث في المغرب خلال الشهر الحالي لم يكن هجومًا إرهابيًا إنتحاريًا، بقدر ما كان مطاردة لرجال الأمن للإنتحاريين، ويعتقد الباحث ضريف أن لجوء الإنتحاريين إلى تطويق أجساهم بأحزمة ناسفة يعود إلى رغبة من التنظيمات الإرهابية في القضاء على كل الأدلة والقرائن التي يمكن أن تتوصل إليها الشرطة في حال إذا ما ألقي القبض على أعضائها، التقنية نفسهاكان قد لجأ إليها أعضاء في تنظيم القاعدة بعد الحدث الإرهابي الذي ضرب محطة قطار بمدريد، إذ فجر إنتحاريون من جنسية مغربية أنفسهم قبل أن تطالهم يد الشرطة.
ويذهب الباحث إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أضحى أكثر قوة مما كان في السابق، ليس لأن هذا التنظيم غير اسمه ثم إنضم إلى تنظيم القاعدة، بل لأنه استطاع أن يدرب أعضاءه في الصحراء لفترة طويلة، وكانت الجزائر قد سلمت إلى المغرب شهر آب (أغسطس)2005 أفرادًا ألقت القبض عليهم أثناء توجههم إلى الصحراء.
لكن الباحث ينفي مقارنة ما حدث في المغرب بما حدث في الجزائر، ويقول:quot;ما حدث في المغرب مطاردة لخلايا إرهابية كانت تتشكل، لذا حاصرتها الشرطة، فوجدت نفسها مضطرة إلى تفجير نفسها، أما الجزائر فالعملية مدروسة وتعكس دعوة تنظيم القاعدة الداعية إلى تجنب المدنيين والتركيز على أهداف حكومية أو رموز الدولة من أمن وجيشquot;. هذا التكتيك الجديد لتنظيم القاعدة لجأ إليه أعضاء التنظيم التكفيري في المغرب أخيرًا، فليلة الثلاثاء الماضي، تفادى الإنتحاريون المواطنين، إذ كان اثنين منهما وسط عشرات من المواطنين، لكنهم فضلوا البحث عن رجال أمن مغاربة، فالإنتحاري الثالث صاح قبل تفجير الحزام الناسف: quot;أين هم رجال الشرطةquot;. عملية ذهب ضحيتها عميد شرطة مغربي. وهو التكتيك نفسه الذي لجأ إليه الإرهابيون في الجزائر إذ اختاروا تفجير مؤسسات الدولة، أوقعت خسائر في رجال الشرطة.
ويردد الباحث أن ما حدث في المغرب ليس عملية إرهابية، لكن إجهاض هذه العمليات كشف عن وجه جديد في الحرب ضد الإرهاب، في السابق كانت الشرطة في مواجهة مباشرة مع هؤلاء الإرهابيين، لكن بعد حدث 11 آذار (مارس) الأخير في الدار البيضاء، ظهر أن قضية الأمن في المغرب أضحت تهم جميع المغاربة، فمالك مقهى للإنترنت خاطر بنفسه من أجل إلقاء القبض على إرهابي، ويومه الخميس ألقى المواطنون المغاربة القبض على إنتحاري فار دون أن يبالوا بما يحمله من حزام ناسف أو متفجرات. تحول كبير يكشف أن المغاربة يعتبرون الحرب ضد الإرهاب معركتهم. في حين أن الشرطة والجيش في الجزائر أضحوا في حرب مفتوحة ثنائية مع الإرهابيين.
معركة لا يبدو أن نهايتها قريبة، إذ يتوقع الباحث محمد ضريف أن تستمر قريبًا، بالنظر إلى ما راكمته الجماعات الإرهابية من خبرة وقدرة على الإختباء والهروب من ملاحقة رجال الأمن، كما اكتسبوا تجربة ميدانية خلال سنوات هربهم. فلمن ستؤول المعركة، لمجموعة إرهابيين أو للمغاربة الراغبين في محاربتهم والقضاء عليهم؟.
الأمم المتحدة تدعو إلى مكافحة الإرهاب بكل الوسائل
إلى ذلك، أدان مجلس الأمن الدولي الخميس الإعتداءات التي وقعت في الجزائر، وجدد التأكيد على أن تعمل كل الدول على مكافحة الإرهاب بكل الوسائل.وجاء في إعلان تلاه رئيس المجلس في شهر نيسان (أبريل) سفير بريطانيا ايمير جونز باري، أن المجلس يدين بشدة العمليات الإنتحارية التي وقعت في العاصمة الجزائرية في 11 نيسان (أبريل) 2007 وأوقعت عددًا من القتلى والجرحى.وأضاف أن المجلس يشير إلى ضرورة إحالة منفذي ومنظمي ومخططي هذه الإعتداءات الإرهابية التي لا توصف إلى القضاء، وكذلك الذين مولوها ويطلب من جميع الدول (...) التعاون بقوة مع السلطات الجزائرية لهذه الغاية.
وأوضح أن كل عمل إرهابي هو جريمة غير مبررة، مهما كانت دوافعه أو المكان والوقت الذي وقع فيه وكائنًا من كان منفذه.
وجدد مجلس الأمن الدولي التأكيد أيضًا على ضرورة التصدي وبكل الوسائل وفي إطار إحترام شرعة الأمم المتحدة، لكل ما يهدد السلام والأمن الدولي الذي تمثله الأعمال الإرهابية.وذكر مع ذلك الدول بضرورة السهر على التأكد من أن جميع الإجراءات التي تتخذها لمحاربة الإرهاب متطابقة مع واجباتها بنظر القانون الدولي.
ـــــــــــــــــــ
[email protected]
التعليقات