موسكو، واشنطن: أعلن مساعد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيغادر منصبه خلال سنة من دون السعي إلى الترشح لولاية ثالثة متتالية عبر تعديل للدستور. وقال بيسكوف في مقابلة بثتها اليوم الثلاثاء الشبكة الروسية الناطقة بالإنكليزية quot;راشا تودايquot;، إن من الأكيد أن الرئيس بوتين سيغادر منصبه بحلول سنة تقريبًا وإن رئيسًا جديدًا سيحل محله.

وأضاف أن الأمر يتعلق بإنتخابات ديمقراطية، موضحًا أن بوتين رجل السياسة الأكثر شعبية في البلاد، لديه بالتأكيد الحق في نصح أولئك الذين سيصوتون.

البيت الأبيض

من جهةثانية، إنتقد البيت الأبيض الإثنين، عمليات القمع التي مورست في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في حق مظاهرات للمعارضة الروسية نفذت في العاصمة موسكو ومدينة سان بطرسبرغ التاريخية. وكان المئات من المتظاهرين المنتمين لحركة quot;روسيا الأخرىquot; قد إشتبكوا مع عناصر شرطة مكافحة الشغب الأحد في سان بطرسبرغ، بعد يوم من مظاهرة مماثلة نفذّت في موسكو.

واتهم المتظاهرون بوتين، بتراجع الإصلاحات الديمقراطية في البلاد وقيامه بمحاكمة خصومه السياسيين. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن الإدارة الأميركية تؤكد على حق التعبير السلمي للمتظاهرين وهو عنصر رئيسي للديمقراطية. واتهمت بيرينو السلطات الروسية بنشوء نمط من إستخدام للقوة المفرطة من قبل السلطات كرد ضد أحداث مماثلة، واصفة مسألة إعتقال صحافيين يغطون المظاهرات بأنها لا تحتمل.

هذا ولم يتسن الإطلاع بعد على أي رد فعل من الحكومة الروسية على موقف واشنطن. وكانت الشرطة الروسية قد إعتقلت خلال مظاهرة السبت في موسكو زعيم المعارضة وبطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف، فيما إعتقل منظم المظاهرة آدوارد ايمونوف وآخرين الأحد في سان بطرسبرغ.

يُشار إلى أن المظاهرات التي كانت الحكومة الروسية قد أعلنت حظرها، تم تفريقها إثر إنزال العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب. ويسعى المتظاهرون المعارضون لبوتين حشد دعم الشارع الروسي، إستباقًا للإنتخابات التشريعية المتوقعة في نهاية العام الجاري، والإنتخابات الرئاسية المتوقعة في مطلع العام المقبل، رغم أن أكثرية مهمة من الشعب الروسي تدعم بوتين الذي يُنسب إليه فضل الإزدهار الاقتصادي النسبي والإستقرار الذي تشهده البلاد بعد تفكيك الإتحاد السوفيتي السابق عام 1991.

الجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش كان قد أعلن إثر أول لقاء له مع بوتين عام 2001 أن الأخير إستطاع أن ينال إعجابه، فيما تعتبر الإدارة الأميركية رسميًا الرئيس الروسي والعميل السابق في جهاز الإستخبارات KGB حليفًا مهمًا لها في حربها ضد الإرهاب. إلا أن الحرب في العراق التي عارضتها روسيا والمخاوف من تشديد القبضة على وسائل الإعلام الروسية ومحاكمة الخصوم السياسيين لبوتين، كلها مسائل وتّرت العلاقة بين واشنطن وموسكو.

وكان بوتين قد إتهم في شباط (فبراير) الماضي وخلال كلمة أثناء وجوده في ألمانيا، الولايات المتحدة بحالة عدم الإستقرار التي تسيطر على العالم عبر استخدامها (واشنطن) القوة العسكرية وخلق عالم لا يمت إلى الديمقراطية بصلة.