الجهد الأمني يظهر تراخيًا في الإصلاح الفكري
الإقامة غير الشرعية تشكل خطرًا أمنيًا في السعودية

الرياض: تفكيك خلايا إرهابية وإحباط عمليات كبرى

ارهاب: تضامن دولي و عربي مع الرياض

قبول الهاجري من الرياض: للمرة الثانية تعلن السعودية عن إلقاء القبض على عدد كبير من المنتمين إلى الفئة الضالة والمرتبطين بأحداث إرهابية، ففي نهاية أيلول (ديسمبر) 2006 أعلنت الداخلية السعودية القبض على 136 شخصًا يشتبه في إنتمائهم إلى الخلايا الإرهابية، والتي أسفرت عن إحباط عملية إنتحارية كانت على وشك التنفيذ، وقد تمت الإعتقالات في مناطق متفرقة من السعودية. وأعلنت الداخلية عصر أمس الجمعة على لسان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، إلقاء القبض على سبع خلايا إرهابية تضم 172 فردًا من مختلف أنحاء السعودية.

وكانت مجموعات من الخلايا تنوي إقتحام أحد السجون لتخلص عددًا من المقبوض عليهم، وخارجها، كما أن بعض الخلايا أرسلت بعض أفرادها للتدريب على الطيران والأعمال التخريبية في الخارج. ووصفت الداخلية المقبوض عليهم بأنهم جعلوا من أنفسهم أدوات في أيدي غيرهم للإساءة إلى دينهم ومجتمعهم ووطنهم، واتخذوا من تكفير المسلمين وسيلة لإستباحة الدماء والأموال، وعملوا على تأجيج الفتنة والتغرير بحديثي السن وتجنيدهم للخروج إلى المناطق المضطربة إضافة إلى التستر على المطلوبين وتمويل عملياتهم التي تستهدف الوطن في أمنه ومقدراته وقوت أبنائه.

quot;إيلافquot; اتصلت باللواء منصور التركي المتحدث باسم الداخلية الذي أكد أن العمل الأمني مستمر، وأن إلقاء القبض على هذه الجماعات جاء برصد ومتابعة شديدة من قبل الأجهزة الأمنية، وأشار التركي إلى أن التحقيقات لا زالت جارية لمعرفة المزيد من المتورطين مع هذه الخلايا. وعن التأخر في الإعلان عن القبض على هذه الخلايا، أكد التركي أنه لا يوجد أي تأخير لكن نتوخى الحرص والدقة. واستشهد بتصريحات وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز والذي أكد في أكثر أهمية تحفظ الجهات الأمنية على أي معلومات لحين التأكد من دقة وضمان عدم تأثيرها على مجريات التحقيق.

وبحسب البيان الذي أصدرته الداخلية اليوم، فقد أعلن عن وجود عدد من المقيمين المتورطين في هذه الخلايا. وقد وجهت quot;إيلافquot; سؤالاً للتركي حول ما إذا كان المقيمون غير شرعيين، فنفى التركي معرفته بأي معلومات دقيقة بهذا الشأن.

من جانبه أشار الخبير في الجماعات الإرهابية فارس بن حزام إلى أن الـ 172 الذي تم القبض عليهم ليسوا مرتبطين بعمليات في الداخل فقط، بل ينوون القيام بعمليات في الخارج ومن ثم العودة إلى السعودية. وأكد بن حزام في حديثه لـquot;إيلافquot; إلى أن الجماعة التي اجتمعت في مكة تحت لواء رجل الأعمال المزيف يسعون إلى إعادة ترتيب بقايا القاعدة بنسخة عراقية جديدة.

quot;نحتاج إلى جهد فكريquot;

وشدد الخبير إلى أهمية العمل على الجانب الفكري بالتوازي مع العمل الأمني فهناك شريحة كبيرة من المقبوض عليهم هم من دون سن 22. مشيرًا إلى أن الجهد الأمني واضح للعيان لكن العمل الفكري لا يزال يحتاج إلى الكثير من الجهد، خصوصًا مع سهولة التغرير بالنشء وبث الأفكار الدخيلة عليهم. وبصفته مراقب إعلامي وراصد للحركات الأمنية سألت quot;إيلافquot; بن حزام، ما إذا كانت الداخلية السعودية قد أخذت منحنًى جديدًا في سياستها الإعلامية حول التطورات في العمليات الأمنية، أجاب بن حزام أن الكثير من العمليات الأمنية تم الإعلان عنها لوجود إشتباكات أمنية، مما يحتم على الداخلية الإعلان عنها لطمأنة المواطنين، لكن الكثير من العمليات الأمنية تحتاج إلى الدقة والمتابعة، وأي خبر قد يسير بالمتابعات في الطريق الخاطئ.

وأشار بن حزام إلى الخطر المحدق من إنتشار الأحياء العشوائية والتي تضم عددًا كبيرًا من المقيمين غير الشرعيين في السعودية، وأكدت البيانات من الجهات الأمنية تورطهم في أكثر من عمل أمني وإرهابي، مستشهدًا بالتشاديين الذين أعلن عنهما في قائمة الإرهابين الأخيرة، وهما من سكان أحد الأحياء في مكة والتي يرتادها المقيمون غير الشرعيين.