إيلاف تنشر معطيات جديدة عن انتحاريي الدار البيضاء
انتحاري مولاي يوسف انتظر 11 دقيقة قبل تفجير نفسه
انتحاري مولاي يوسف انتظر 11 دقيقة قبل تفجير نفسه
أحمد نجيم من الدار البيضاء: بدأ الغموض يتبدد شيئا فشيئا عن التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الدار البيضاء في شهري مارس وأبريل المنصرمين. وتكشف إيلاف لأول مرة عن معطيات جديدة حول الانتحاريين وحول الظروف المحيطة بعمليات المطاردة. حسب مسؤول أمني، فإن الانتحاري عبد العزيز رقيش كان على بعد أمتار من نادي الإنترنت الذي انفجر ليلة 11 مارس المنصرم في سيدي مومن، وكان الانتحاري بحزامه الناسف وسط عشرات من المواطنين الذين جاءوا لمعرفة ما حدث في حيّهم. الانتحاري الذي سلم نفسه أياما بعد حصاره من قبل رجال الأمن في حي قريب من سيدي مومن، قال خلال استنطاقه من قبل الشرطة إنه فكر كثيرا في اقتحام الحواجز الأمنية التي أقامتها الشرطة ليلتها ثم تفجير نفسه، لكن بعد فترة تفكير طويلة قرر مغادرة المكان، متخليا عن فكرة تفجير نفسه وقتل عدد كبير من الأمنيين ورجال الدرك ومحافظي البرنوصي وعين السبع في الدار البيضاء وعشرات الصحافيين، جميعهم كانوا مهددين.
بخصوص تفجيرات العاشرمن نيسان / أبريل، كان الأمن المغربي يمكن أن يتفادى ما حدث، غير أن عدم حصوله على العنوان الخاص بالشقة التي كان يقيم فيها الانتحاريون كان سبب انتحار ثلاثة انتحاريين ومقتل رابع من قبل الشرطة ووفاة عميد شرطة، فالشرطة بدأت عمليتها في سرية تامة، ولما بلغت الحي كان يمكن أن تلقي القبض على زعيم الخلية ونائبه وأعضاء الخلية أثناء النوم، لكن المعلومات التي حصلت عليها من الانتحاري يوسف خدري ثم عبد العزيز رقيش لم تكن دقيقة بخصوص رقم الشقة.
الشرطة أرادت قتل الشك باليقين، واستمرت في التأكد من الشقة لفترة طويلة، ارتاب رجال الشرطة بين شقتين واحدة كان يقيم فيها الإرهابيون وثانية كانت بيت دعارة يقصدها الرجال. فترة كانت كافية كي يشك فيها الإرهابيون، وتزامن ذلك مع هروب انتحاريين اثنين من حي النسيم في الدار البيضاء ولجوئهم إلى حي الفرح، ولما وصلا حاولا أن يواجها الشرطة كي يهرب زعيم الخلية ومساعده. وقد ظل الزعيم مختبئا تحت السرير لساعات طويلة.
الشرطة خلال حربها مع الانتحاريين أطلقت عشر رصاصات، لكن ثلاثا فقط أصابت الانتحاري، وكان بعض أفراد الشرطة تساءلوا عن جدوى إطلاق الرصاص، إذ كان من الممكن إلقاء القبض عليه حيا أو إصابته دون قتله، هذا الحادث جعل البعض يتساءل عن قدرة الشرطة في إصابة الهدف، فاستعمال السلاح من قبلها أمر جديد، من هنا جاء خبر وزير الداخلية شكيب بنموسى أمام البرلمان.
معلومة أخرى حصلت عليها quot;إيلافquot; بخصوص الانتحاري محمد ماها، الذي فجر نفسه صباح 11 نيسان /أبريل في شارع مولاي يوسف غير بعيد عن القنصلية الأميركية، فهذا الشاب أمضى 11 دقيقة يتحرك قبالة القنصلية قبل أن ينتحر بحزام ناسف. واتضح من خلال تسجيل بكاميرا القنصلية الأميركية أن الشاب لم يكن يرغب في تفجير نفسه قرب القنصلية الأميركية كما أنه تحاشى سيارات رجال الأمن المرابطة بشكل دائم أمام القنصلية الأميركية. انتحار محمد ماها وأخيه عمر، مازال لغزا يحير أجهزة الأمن المغربية، فالشابان كانا يعشقان الحياة ويقبلان عليها، ولم تكن لهما ارتباطات، حسب مصالح الأمن، مع خلايا إرهابية.
التعليقات