أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قرر قاضي التحقيق باستئنافية سلا المغربية، المكلفة بقضايا الإرهاب إطلاق سراح أحمد الرشيدي، الذي أفرجت عنه السلطات الأميركية من معتقل غوانتنامو.

وقال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، إن الإفراج عن الرشيدي (41 سنة)، الذي احتجز لدى عودته إلى المغرب، قد يكون جاء نتيجة ضغوط من المملكة المتحدة، لكونه يحمل الجنسية البريطانية، مشيرًا إلى أن منظمة (ريبريف) القانونية الخيرية في لندن ساندت بشكل كبير قضية المواطن المغربي، الذي أفرجت عنه واشنطن الأسبوع الماضي، مما عجل بالتسريع في إتخاذ هذا القرار.

ووصف عبد الرحيم مهتاد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، هذه الخطوة بالإيجابية، مبرزًا أن الرشيدي يوجد حاليًا وسط عائلته في الدار البيضاء. من جهتها، ذكرت مصادر قضائية أن القضاء أسقط عن المواطن المغربي التهم الموجهة إليه وأفرج عنه، مشيرة إلى أنه عاد الآن إلى منزله وأسرته.

وقضى الرشيدي، وهو متزوج ولديه ولدين صغيرين في المغرب، أكثر من خمس سنوات في معتقل خليج غوانتانامو الأميركي في كوبا للمشتبه فيهم في قضايا الإرهاب، قبل أن تفرج عنه السلطات الأميركية، دون توجيه أي إتهام إليه.

ويقول أحد أقاربه إنه يعاني من اضطراب عقلي ويحتاج علاجًا دائمًا، مضيفًا أنه عاش في بريطانيا 17 عامًا وعمل طاهيًا في مطاعم لندن.

وأكدت منظمة quot;ريبريفquot;، التي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، أن الرشيدي إعتقل في باكستان بعد السفر إلى هناك عام 2001 في مغامرة عمل لتمويل جراحة في القلب لابنه الأصغر عمران.

وخلال وجوده هناك، تأثر الرشيدي بالصور التي تعرض على التلفزيون للغزو الأميركي لأفغانستان، حيث كان قد ذهب لمساعدة اللاجئين من غارات القصف، وبمجرد وصوله إلى أفغانستان أدرك سريعًا أن ليس بوسعه أن يفعل شيئًا وخطورة بقائه هناك، واعتقل بعد أن عبر الحدود عائدًا إلى باكستان.

وقالت المنظمة، في بيان صحافي عن قضيته، إن المسؤولين الباكستانيين باعوا أحمد للجيش الأميركي، مقابل مكافأة ساوموا عليها أثناء وقوفه بجانبهم وهو مكبل بالقيود ومغطى الوجه.

ووفقًا لما ذكره محامون أعادت الحكومة الأميركية عشرة مغاربة لوطنهم من غوانتانامو على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. ووجهت إليهم إتهامات بتشكيل عصابات إجرامية والتزوير والهجرة غير الشرعية أو الإنتماء إلى منظمة إرهابية دولية، إلا أن مغربيًا واحدًا فقط حكم عليه بالسجن.

وكان يونس شقوري، قد عاشر معتقل مغربي تسلمته الرباط من نظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويبقى في المعتقل الأميركي الذي تطبق فيه أقصى الإجراءات الأمنية في كوبا ثلاثة مغاربة.