غرينسبرغ (الولايات المتحدة): حذر البيت الأبيض من أن الرئيس الأميركي جورج بوش لن يتردد في استخدام الفيتو الرئاسي للمرة الثانية، إذا ما أقر الكونغرس الخميس مشروع قانون يحصر تمويل الحرب في العراق ببضعة أشهر فقط. ومن المحتمل أن يصوت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه اخصام بوش الديمقراطيون الخميس على مشروع قانون يقضي بصرف نصف الميزانية التي يطالب بها بوش لتمويل عملياته في العراق وأفغانستان خلال العام 2007 وقدرها مئة مليار دولار.
وبحسب النص الذي قد يجد الديمقراطيون صعوبة في إقراره في مجلس الشيوخ، فإن تصويت المجلس مجددًا في تموز (يوليو) على صرف ما تبقى من الأموال المطلوبة لمجهود الحرب حتى نهاية السنة المالية (نهاية أيلول/سبتمبر) يبقى مرهونًا بما يتم تحقيقه من تقدم في العراق.غير أن البيت الأبيض حذر من أن بوش سيستخدم حقه في تعطيل المشروع، في حال بقي على صيغته الحالية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى عزمه على التفاوض مع الكونغرس على نص يكون مقبولاً من الجميع. وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على هذا التهديد متهمة الرئيس بأنه يفضل مرة جديدة المواجهة على التعاون. وقالت إن الرئيس يلوح بالفيتو ضد أي اقتراح لا يعطيه شيكًا على بياض لخوض حرب بلا نهاية في العراق.
وتضع هذه الخلافات البنتاغون في وضع صعب وخصوصًا على الصعيد المالي. وقال وزير الدفاع روبرت غيتس، إنه إذا ما استمرت الامور على حالها، فإن الإدارة لن تكون قادرة على تدبر امرها سوى حتى تموز (يوليو)، محذرًا من أنه في حال رفض الكونغرس في تموز/يوليو صرف القسم الثاني من التمويل المطلوب، فسوف تترتب على ذلك quot;عواقب خطرةquot;. وقال: quot;سأضطر إلى إغلاق أقسام مهمة في وزارة الدفاع في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر)، لأنني لن أملك الأموال الضرورية لدفع الرواتبquot;. ونتج المأزق الحالي عن اشد مواجهة سياسية حصلت حتى الان بين الرئيس وخصومه الديمقراطيين، بعد أن فرض بوش الفيتو الرئاسي الأسبوع الماضي على مشروع قانون يربط تمويل الحرب ببدء سحب القوات الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر).
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو، اثناء رحلة رافق فيها بوش، إن النص الجديد الذي طرحه الديمقراطيون يتضمن عناصر من مشروع القانون الذي سبق واستخدم الرئيس الفيتو ضده، وإذا ما وصل الى مكتبه، فسيواجه الفيتو مجددًا.غير أن مستشار بوش دان باتلت، أكد عزم البيت الأبيض على إجراء محادثات بناءة مع الكونغرس للتوصل إلى نص لا يتجاوز quot;الخطوط الحمراءquot; التي رسمها الرئيس.والتقى رئيس مكتب بوش جوش بولتن الأربعاء زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد. ويواجه جميع الفرقاء ضغوطًا قوية وفي طليعتهم بوش وقد امهل نفسه ضمنًا حتى أيلول (سبتمبر) للحكم على نتائج استراتيجية جديدة في العراق، إعتبرت فرصة اخيرة في بلد بات على شفير فوضى معممة.
وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد غالوب أن 59% من الأميركيين يودون تحديد مهلة للإلتزام العسكري الأميركي وان 22% فقط منهم يؤمنون بصحة الحجة الرئيسة التي يبرر بها بوش سياسته في العراق، معتبرًا أن الإلتزام العسكري في هذا البلد يحمي الولايات المتحدة من هجمات إرهابية جديدة.
الديمقراطيون من جهتهم ملزمون بالتوفيق بين مطالبة الأكثر تشددًا بينهم بقطع التمويل تمامًا عن الحرب وتخوف الآخرون من قطع التموين عن الجنود ما يعني التخلي عنهم. ويمارس البيت الأبيض والكونغرس الاميركي بدورهما ضغوطًا قوية على الحكومة العراقية لدفعها الى احراز تقدم على طريق مصالحة تبدو صعبة التحقيق. وقام نائب الرئيس ديك تشيني الأربعاء بزيارة مفاجئة إلى بغداد ليؤكد للحكومة العراقية بأن الوقت حان للعمل معًا من أجل تسوية المشكلات التي يواجهها العراق في أسرع وقت ممكن.
التعليقات