فيينا:
اعتبر المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية رئيس فرق المفتشين الدوليين في العراق هانس بليكس انه طالما لم يتوصل المجتمع الدولي الى حل عادل لأزمة الشرق الاوسط فان اسرائيل لن تتخلى عن حيازتها للاسلحة النووية.وقال بليكس في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم عقب مشاركته في ندوة دولية حول التسلح في العالم عقدت في فيينا على هامش اعمال الاجتماع التحضيري الاول لمعاهدة حظر الانتشار النووي إن حيازة دولة في المنطقة للاسلحة النووية دون رقابة دولية تعيق جهود تحقيق تسوية سلمية في المنطقة.

وذكر انه على الرغم من صعوبة الموقف فان هناك بعض الجهود المبذولة التي تبعث على الامل واصفا الوضع في الشرق الاوسط بأنه معقد للغاية خصوصا بعد الحرب على العراق التي خلفت واقعا مأسويا هناك معربا في الوقت ذاته عن امله في ان يتمكن الشعب العراقي من تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وتناول بليكس في حديثه عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقال ان الوكالة اثبتت خلال مسيرتها الطويلة حياديتها ومهنيتها في معالجة القضايا المتصلة باستخدامات الذرة وبينها ما يتصل بأعمال التفتيش عن الاسلحة النووية في العراق.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني اعرب بليكس عن اعتقاده بعدم وجود جدوى لفرض المزيد من العقوبات الدولية على ايران معتبرا ان مثل هذا الامر من شأنه ان يزيد الوضع في المنطقة توترا وتعقيدا. ودعا الى ضرورة حل المسائل الخلافية العالقة بين الجانبين عبر الحوار والمفاوضات وليس عبر التهديد موضحا أن ما حدث في العراق يشكل مثالا على ذلك حيث تعقدت الامور وأصبح الوضع اكثر سوءا.

وردا على سؤال حول احتمال قيام واشنطن بعمل عسكري ضد ايران على خلفية برنامجها النووي استبعد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية مثل هذا التوجه وعلل هذا الطرح بالأوضاع الصعبة التي تعيشها الولايات المتحدة في كل من العراق وافغانستان فضلا عما وصفه بالمزاج غير المناسب شعبيا وسياسيا داخل الولايات المتحدة لدعم مثل هذا الاجراء.

كما انتقد بليكس quot;موقف الدول الكبرى وسعيها الى تحديث ترسانتها النووية في الوقت الذي يلجأ المجتمع الدولي الى فرض رقابة دولية صارمة على دول اخرىquot;. ودعا الدول الكبرى الى التوقف عما وصفه quot;سياسة الكيل بالمكيالينquot; والالتزام بتعهداتها الواردة في احكام معاهدة عدم الانتشار النووي لكي تكون نموذجا للدول غير المالكة للاسلحة النووية التي تعمل على الحصول على هذه الاسلحة الفتاكة.

وحول قلق دول الخليج من احتمال اصابتها بالضرر المباشر جراء البرنامج النووي الايراني قال بليكس انه لا يعلم حقيقة نوايا الجانب الايراني في هذا الخصوص ولكنه يرى ان هناك اخطارا نووية اخرى اكبر من ايران بينها برنامج كوريا الشمالية والدول الكبرى التي تملك ترسانة هائلة من الاسلحة النووية. ولاحظ ان ايران تملك مفاعلين نوويين مخصصين لتخصيب اليورانيوم وانتاج الوقود النووي في حين تملك كوريا الشمالية 20 مفاعلا نوويا معتبرا انها تشكل خطرا اكبر من الخطر الذي يشكله البرنامج النووي الايراني الا أنه قال انه يتفهم قلق الدول الخليجية من هذا الوضع المقلق وغير المريح على حد قوله.

واقر بليكس بأن التجربة النووية الكورية جعلت الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة تهتم بمخاطر وتبعات مثل هذه التجربة على الامن والسلم الدوليين. وحول رؤيته لخطط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاقامة برنامج نووي سلمي بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصف بليكس هذه الخطوة بالمهمة وقال ان هذا سيكون مشروعا جيدا ولكنه يحتاج الى وقت طويل حتى يمكن تنفيذه لأنه يتطلب اجراء دراسات مكثفة في هذا الخصوص.