الأنظار على تصرف quot;حزب اللهquot; في بيروت
معركة رئاسة لبنان تدور على مقعد نيابي

كوسران يجتمع مع سعد الحريري وميشال عون

12 مرشحًا للإنتخابات النيابية الفرعية وكوسران في بيروت

باريس أخرجت قرار الإتصال بسوريا من الثلاجة

إيلي الحاج من بيروت: يسعى النائب المحايد بيار دكاش الذي رسخ عليه التوافق بين النائب ميشال عون ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع لملء مقعد نيابي شغر بالوفاة في منطقة بعبدا إلى حل توافقي مشابه في المتن الشمالي يرسي المقعد النيابي الذي شغر باغتيال النائب بيار الجميّل لوالده الرئيس أمين الجميّل بالتزكية على أن يسبق هذه النتيجة لقاء مصالحة يجمع بين الجميّل والجنرال عون. ويبارك هذا المسعى بطريرك الموارنة نصرالله صفير لكن حظوظ نجاحه قبل موعد الإنتخابات الفرعية في 5 آب/ أغسطس المقبل لم تظهر بعد.

أما في بيروت فإن متابعي تطورات الإنتخابات الفرعية للمقعد الذي شغر باغتيال عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب وليد عيدو يرصدون الموقف الفعلي لquot;حزب الله quot; بعدما قرر المقاطعة رسميا. وهم يفسرون هذا الموقف تارة بأنه انعكاس لرغبة في تجنب المخاطرة باحتمال تحريك الحساسيات السنية - الشيعية في ضوء الاحتقان الشعبي الذي رافق تشييع النائب عيدو ونجله، خصوصاً ان المعركة تدور على مقعد سني ، وطوراً إن quot;حزب الله quot;أظهر بقراره الامتناع عن المشاركة انسجاما مع طرحه المبدئي الذي يرفض كل قرارات الحكومة التي يترأسها الرئيس فؤاد السنيورة لكونه يعتبرها غير شرعية ميثاقيا ودستوريا ولا تحترم صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا الأمر دفع في السابق الحزب وquot;التيار العونيquot; وكل المعارضين الى الاعلان انهم لن يشاركوا في أي عمل quot;قانونيquot; لا يوقعه حليفهم رئيس الجمهورية إميل لحود.

إلا أن بعض القريبين من quot;تيار المستقبلquot; يحذرون من أن قرارquot; حزب الله quot; قد يكون مجرد خدعة ، الغاية منها إظهار أن quot;حركة الشعبquot; التي يترأسها النائب الناصري السابق نجاح واكيم وquot;التيار العونيquot; استطاعا في الدائرة الثانية المختلطة في بيروت أن يسجلا نسبة لا بأس بها من الأصوات.، رغم عدم مشاركة quot;حزب اللهquot; في الإنتخابات رسمياً. علماً أن احتمال مشاركة محبذي quot;حزب اللهquot; في معركة الدائرة الثانية من بيروت لا تبدل ميزان القوى كثيراً في ميزان القوى فيها .

ولأن مقعد بيروت الشاغر محسوم ل quot;المستقبلquot; بمرشحه محمد أمين عيتاني في مواجهة منافسه مرشح quot;حركة الشعب quot; ابرهيم الحلبي ، تستقطب معركة المتن الشمالي الأنظار والإهتمام. خصوصاً أنها تخضع لمؤثرات وعناصر جديدة انتخابية وسياسية وعاطفية تختلف عن تلك التي أدت إلى نتائج الإنتخابات العامة التي جرت عام ٢٠٠٥.

وأكثر ما يلفت أن الرئيس الجميل مرتاح الى وضعه وواثق من الفوز في معركة يؤكد على بعدها الوطني والسياسي لتتجاوز مجرد كونها معركة لملء مقعد نيابي شغر باستشهاد نجله، والجنرال عون بدوره واثق من وضعه ويتطلع الى الخروج بفوز وان بنسبة أصوات وفارق أقل من عام ٢٠٠٥ ، مما يؤكد أن أحد الفريقين يخطىء الحساب.

وقد أعلن النائب ميشال المر وحزب الطاشناق اليوم الإثنين أنهما يؤيدان مرشح الجنرال عون وسيخوضان معه المعركة إذا حصلت، ولكن يبقى التساؤل مطروحاً في الأوساط السياسية والمتنية عن الموقف الحقيقي لتحالف quot;المر - الطاشناقquot;، وعن استعداداته الفعلية لرمي كل ثقله في المعركة في ضوء العلاقة الخاصة والتاريخية التي تربط هذا التحالف بآل الجميّل. وتكفي إشارة في هذا السياق إلى أن الكتائبيين يشكلون نحو نصف قاعدة المر الإنتخابية.

وتدل كل المؤشرات حتى الآن على ان المر لا يحبذ وقوع معركة، وأنه لا يريد ان quot;يجرquot; الى معركة لا يريدها انطلاقا من اعتبارات وحسابات متنية في الدرجة الأولى، وأبرزها التوازنات السياسية والعائلية، تحالفه التاريخي المتقطع مع الرئيس الجميل، الظروف والطريقة التي شغر فيها مقعد الوزير والنائب بيار الجميل الذي كان للمر دور في ايصاله للندوة البرلمانية عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠٥ ،فضلاً عن التشابك في القواعد الشعبية بين أنصاره وأنصار الكتائب. وفي حين تعطي اوساط متنية أهمية قصوى لموقف المر وثقله الانتخابي الى حد اعتباره quot;قوة مرجحةquot;، وان مجرد وقوفه على الحياد وترك الحرية لأنصاره سيكون له تأثير سلبي في وضع المرشح quot;العونيquot;، تتحدث اوساط فيquot; التيار العونيquot; عن تأثير محدود لقرار المر في حال وقف على الحياد عملياً ، لأن المعركة مارونية مارونية بالدرجة الأولى.

والأكيد أن الرئيس الجميل والجنرال عون، يخوضان معركة فرعية صغيرة بنتائج وعواقب سياسية كبيرة، وان كلاً منهما يخوض مغامرة سياسية و quot;يلعبها صولدquot; اذا صح التعبير، ولذلك تلقى كل طرف نصائح قبل اعلان الترشيحات من أصدقاء له ومحبين بعدم الذهاب الى المعركة، ونصائح أخرى بعد اقفال باب الترشيحات بعدم المضي فيها . والسبب ان الرئيس الجميل يخوض في معقله المتني ما يمكن ان يكون أهم وآخر معاركه السياسية والانتخابية في حال انتهى الى خسارة، والجنرال عون يضع كل رصيده السياسي والشعبي عشية الاستحقاق الرئاسي على محك التجربة والاختبار في معركة لم يختر توقيتها ولا تخدم مصالحه لأنها تتأرجح بين خسارة موجعة وفوز باهت سيظهر تراجعا في حجمه الشعبي وسقوطاً لمقولته أنه يمثل نسبة ٧٠ في المئة من المسيحيين.

وسيكون التصويت القاطع ، بطريقة الصوت الواحد لمرشح واحد، بمثابة تصويت ليس على مرشحين فقط، انما على quot;نهجين وخيارينquot;، وسيكون بمثابة استفتاء شعبي محدود ولكنه معبّر ويعطي فكرة عن اتجاهات الرأي العام المسيحي وما اذا كان طرأ عليه تغيير يوازي التغييرات السياسية الكثيرة التي حدثت منذ عام ٢٠٠٥ ، وسترخي نتائج هذه المعركة بظلالها على الاستحقاق الرئاسي لأن من يفوز في المتن يخطو خطوة متقدمة في اتجاه القصر الرئاسي في بعبدا ، كما سيكون لها تأثير في معركة الزعامة المسيحية المفتوحة.