الإتفاق على جولات أخرى تضم قادة فتح لتفكيك القضايا العالقة
تسريبات عن نجاح جزئي لمحادثات عمر سليمان وقادة حماس

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء من الترقب اختتم الوزير عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية اجتماعاً مع وفد من قادة حركة quot; حماس quot; في نهاية اللقاءات التي يجريها مع كافة الفصائل الفلسطينية بغية بحث سبل إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، وقد ألقت تصريحات بعض قادة quot; حماس quot; التي استبقت وصولهم إلى القاهرة بظلالها على المحادثات، وأكدوا فيها تحفظهم على تشكيل حكومة تكنوقراط، واقتصار إعادة تنظيم قوات الأمن على غزة، ما دفع بعض المراقبين إلى خفض سقف توقعاتهم بشأن مدى نجاح تلك المحادثات وإحراز نتائج ملموسة على صعيد الواقع الفلسطيني، غير أن تصريحات هؤلاء القادة أنفسهم عقب الجولة الأخيرة من المحادثات، أشارت إلى ما يمكن نعته ببزوغ quot;ضوء في نهاية النفقquot;، كما وصف ذلك الدكتور عماد جاد، الخبير في مركز quot;الأهرامquot; للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة.

ووفقاً لمصادر مصرية فقد تمحورت المناقشات خلال هذه الجولة على حزمة مقترحات بلورتها القاهرة، كما كشفت المصادر ذاتها عن أن دولاً عربية أساسية، في مقدمتها السعودية، تدعم الجهود المصرية، وتستعد لتحرك سياسي ودبلوماسي بهدف إلقاء اللوم على أي طرف قد يعرقل جهود المصالحة الوطنية.

وحسب المصادر المصرية أيضاً فقد أعدت مصر ورقة استخلاصات تفصيلية بما تم التوافق عليه لمناقشتها في الاجتماع الشامل الذي ستدعى اليه الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة في ظل النتائج النهائية التي ستسفر عنها مباحثات وفد حماس مع الوزير المصري عمر سليمان. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن القاهرة أبلغت كافة الفصائل الفلسطينية أنها ستوزع الأسبوع المقبل نسخاً من هذه الورقة على كافة الأطراف، على أن تليها الدعوة لحوار شامل، الذي سيكون في مستهل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

ويعول مراقبون ومحللون سياسيون على المبادرة المصرية الهادفة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وإدارة حوار وطني على أساسها برعاية جامعة الدول العربية، محذرين من أن عدم الاستجابة إلى مطالب إنهاء الصراع من شأنه أن يلقي بما أسموه quot;ظلالاً كارثيةquot; على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.

تفاصيل المحادثات

وفي ختام المحادثات التي جرت بين رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان ووفد من قادة حماس لبحث كيفية إعادة ترتيب الداخل الفلسطيني وتشكيل حكومة جديدة، أعلن رئيس الوفد موسى أبو مرزوق عن موافقة الحركة على اقتراحات عدة مصرية، غير أنه اشار أيضا إلى مسائل عالقة ستجري مناقشتها خلال لقاءات ثنائية مع المسؤولين المصريين، وأخرى ثلاثية تنضم إليها قيادات من حركة فتح، كما أكد أبو مرزوق موافقة الحركة على الرؤية المصرية لتشكيل حكومة وحدة مع الفصائل الاخرى بما في ذلك فتح، وإن لجاناً نوعية سوف تشكل لمناقشة وسائل تنفيذها على أرض الواقع.

وعن طبيعة الحكومة المقرر تشكيلها عقب الاتفاق،rlm; قال أبو مرزوق quot;إنه تم الاتفاق مع الجانب المصري على تشكيل حكومة توافق وطني، إلا أنه رفض الحديث عن نسبة ومستوى تمثيل حماس في هذه الحكومة، قائلا هذا سابق لأوانهquot;، على حد تعبيره. وفي الملف الأمني أوضح أبوموسى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية تتولى إعادة بناء الأجهزة الأمنية علي أساس مهني بعيدا من الفصائل،rlm; وأشار إلى أن هذه الأجهزة هي التي ستتولى الوضع الأمني والاشراف على المعابرrlm;، مؤكداً أن أمن الرئاسة سيكون مقتصرا على أمن الرئاسة فقط.

على صعيد متصل فقد كشفت مصادر مصرية عن اعتزام قادة quot;حماسquot; الآتين من غزة مغادرة القاهرة في جولة خارجية تشمل قطر لحضور مؤتمر القدس، بالإضافة إلى دمشق للاجتماع بقيادات الحركة المقيمين هناك، لتعود بعد ذلك لاستئناف المحادثات مع المسؤولين المصريين لحسم بقية الملفات العالقة وفي صدارتها الملف الأمني.

ونفى قيادي quot;حماسquot; محمود الزهار تقارير تتحدث عن أن رفض حماس لحكومة تكنوقراط quot;غير فصائيليةquot;، سببه أن الأخيرة قد تشكل عائقا أمام حكم quot;حماسquot; للقطاع، مشيرا إلى أن للحركة التي تسيطر على قطاع غزة حقاً قانونياً في أن تحكم الضفة وغزة معاً، لفوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي المنتخب.

وحول مدى استعداد حركة quot;حماسquot; للتنازل عن القيادة في غزة في حالة نجاح الحوار، وصف الزهار هذا السؤال بأنه quot;افتراضي، وينبغي أن تتبعه عدة أسئلة مثل: لماذا التنازل؟ ولمصلحة من؟ ومن يطالب بذلك؟ وهل يخدم هذا مصلحة الشعب الفلسطيني؟ وهل سنعيد الأجهزة الأمنية لتتعاون مع إسرائيل ضد المقاومة وهل تتنازل حماس عن خدمة الشعب الفلسطيني الذي كلفها بالمهمة؟quot;، وأضاف الزهار أن نجاح هذا الحوار لن ينزل وحيا من السماء بذلك، فلا بد من مناقشات جادة ومعمقة لكافة القضايا الخلافية والعالقة.

واستقبلت مصر خلال الشهر الماضي 11 فصيلا قبيل لقاء quot;حماسquot;، وقد أجمعت الفصائل على ضرورة تشكيل حكومة من شخصيات ورئاسة مستقلة تستطيع فك الحصار وإدارة شؤون البلاد، إلى جانب توحيد المؤسسات، والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة، وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل كافة القوى والفصائل الوطنية مع إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية لتجاوز أي انتماءات فصائيلية، أو إشكالات قد تحدث مستقبلاً، والتي كانت سببا في انهيار اتفاق مكة على النحو المعروف للمراقبين لهذا الشأن.