نبيل شرف الدين من القاهرة : عقد عمر سليمان وزير الاستخبارات المصرية إجتماعا يوم الأربعاء بالقاهرة، مع وفد من قادة حركة quot;حماسquot; الفلسطينية برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس الحركة في إطار المباحثات الثنائية التي تجريها سليمان مع شتى الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، والتي بدأتها في الخامس والعشرين من شهر آب (أغسطس) الماضي، وبهذه الجولة مع قادة quot;حماسquot; تختتم القاهرة سلسلة حوارات ثنائية، تمهيداً لعقد مؤتمر مصالحة شامل من المقرر أن يضم كافة الفصائل والمنظمات الفلسطينية .

تأتي هذه المحادثات وسط توقعات بصعوبة الجولة الجديدة في ظل التصريحات النارية التي صدرت عن مسؤولين من حركتي quot;فتحquot; وحماسquot; الفصيلين الأبرز والأكبر على الساحة الفلسطينية، وقالت مصادر مصرية إن النقاش خلال الجولة سيتركز على جملة مقترحات بلورتها القاهرة خلال الشهور القليلة الماضية، لرأب الصدع الفلسطيني وفي مقدمتها أفكار عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، تقوم على الكفاءات الوطنية لا المحاصصات الفصائلية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، هذا بالإضافة إلى إعادة هيكلة وتنظيم قوات الأمن بمساهمة عربية .

وقللت المصادر المصرية من خطورة وجدية تصريحات قادة quot;حماسquot; وquot;فتحquot;، معتبرة أنها مجرد quot;تكتيكات تفاوضيةquot;، لكنها رأت أيضاً quot;أن هذه اللغة الخشنة والمواقف المتشددة، من الممكن أن تجعل مهمة القاهرة صعبةquot;، وكشفت ذات المصادر عن أن دولا عربية رئيسية في صدارتها السعودية تدعم الجهود المصرية، تستعد لتحرك سياسي ودبلوماسي بهدف إلقاء اللوم على أي طرف يعرقل جهود المصالحة الفلسطينية .

ويضم وفد quot;حماسquot; 18 عضوا بينهم سعيد صيام وزير الداخلية السابق - وخليل الحية عضو المجلس التشريعي إلى جانب كل من وليد محمد شمعة - وسام إسماعيل هنية - محمد حسن شمعة - ياسر محمد موسى - أحمد اسماعيل الحمامي - محمد فرج الغول - نزار محمد عوض الله - خالد راتب الحمامي - محمود موسى عبدالقادر - جميل فؤاد رزق - أحمد ياسر موسى - محمد خميس يوسف - محمد أسامة شقوير - محمد الزهار -أسامة محمد اسماعيل .

خيارات وخلافات

أما في التفاصيل فقد ناقش سليمان مع وفد حماس ـ وهو آخر فصيل من الفصائل الاثني عشر التي التقاها سليمان ـ كيفية إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، وتشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولية فك الحصار والتحضير لإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية وإعادة تشكيل الاجهزة الامنية الفلسطينية على أسس وطنية بعيدا عن الرؤية الفصائلية وبمساعدة عربية، فضلاً عن الاتفاق على أسس لإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها المظلة الجامعة لكافة القوى والتيارات الفلسطينية .

وقد استقبلت مصر خلال الشهر الماضي 11 فصيلا قبيل لقاء quot;حماسquot;، وأجمعت الفصائل على ضرورة تشكيل حكومة من شخصيات ورئاسة مستقلة تستطيع فك الحصار وإدارة شؤون البلاد، إلى جانب توحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة، وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل كافة القوى والفصائل الوطنية مع إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية لتجاوز أي إشكالات قد تحدث والتي كانت سببا في انهيار اتفاق مكة.

ومن المقرر ان تعد مصر ورقة مفصلة بما تم التوافق عليه لمناقشتها في الاجتماع الشامل الذي ستدعى اليه الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة في ظل النتائج التي ستسفر عنها مباحثات وفد حماس مع سليمان .

من جانبه أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية جدية الحركة في الوصول الى توافق فلسطيني، وقال quot;إن الأجهزة الأمنية ومنظمة التحرير والوظائف المدنية والشراكة السياسية ستعالج دفعة واحدة دون أن نترك أثر لها، وقال quot;في مرات سابقة اتفقنا وبقيت تفاصيل وقضايا وبنود لم تطبق أو أجلت الأمر الذي أحدث انتكاسات للاتفاقيات، ومن هنا الاتفاق على كل شئ رزمة واحدة مع وضع آليات وضمانات التنفيذ مسألة مهمة جداquot;، حسب تعبيره .

وأشار الحية الى أن أبرز القضايا التي سيتم مناقشتها مع عمر سليمان ستتضمن كل ملفات القضية الفلسطينية تحتاج لنقاش مستفيض للاتفاق على حزمة متكاملة في كل قضايا الفلسطينية، سواء على صعيد المشاركة السياسية وبناء منظمة التحرير الفلسطينية، أو البعد الأمني وإعادة صياغة أجهزة الأمن أو بناء الهياكل الإدارية السليمة وفق منظومة المواطنة للجميع والوظيفة العامة للجميع بعيدا عن الإقصاء وكذلك تشكيل حكومة وحدة ووفاق وطني تقود الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة .

وأوضح الحية سبب رفض حماس لحكومة التكنوقراط quot;بأن القضية الفلسطينية سياسية كليا ونحن في مرحلة تحرر وطني وحكومة التكنوقراط والمهنيين والمتخصصين بعيدا عن السياسة والمقاومة والتحرر الوطني لا تفي بالواقع الفلسطيني، الواقع يرفض حكومة وحدة وائتلاف وطني، تقوم على برنامج سياسي موحدquot;، على حد قوله.