ديفيد أوين يطالب بوش بالوقوف في وجه طهران
التايمز: مؤشرات ضربة إسرائيلية لإيران قبل رحيل بوش

أوين
محمد حامد ndash; إيلاف: لا يزال السؤال الجدلي يتردد في أروقة صنع القرار في اسرائيل والولايات والمتحدة، ومن الممكن الإستماع إلى الأصداء عبر تحليلات سياسية لكبريات الصحف العالمية، ولكن لا تأكيدات أو نفي بحقيقة الجدل الدائر حول الموعد المناسب لتوجيه ضربة خاطفة لإيران، إذا افترضنا أن الضربة آتية لا محالة... صحيفة quot; التايمز quot; اللندنية واحدة من أكثر صحف العالم اهتمامًا بهذا الملف، حيث اعتادت على التنقيب في فرضيات الاجابة على هذا التساؤل من وقت لآخر، وكان آخر ما نشرته في هذا الصدد مقالاً لوزير الخارجية البريطاني السابق quot; ديفيد أوين quot; تحت عنوان .. quot; مؤشرات تحمل نذر هجوم ايراني على اسرائيل quot;.

في التفاصيل جاء في المقال أن صناع القرار في اسرائيل يعيشون لحظات من الترقب المشوب بالحذر ويشعرون بالقلق حول فرضية عدم توفر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة لإيران حينما يأخذون في الاعتبار الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة التي تقف على اعتاب انتهاء حقبة الرئيس الحالي quot;جورج بوشquot; وتترقب الرئيس القادم، وترتفع وتيرة القلق بشكل أكبر حينما تكون هناك مؤشرات على امكانية تفوق quot;باراك أوباماquot; على quot;جون ماكينquot;.

وقال quot;أوينquot; الذي تولى حقيبة الخارجية في الفترة من عام 1977 حتى عام 1979 أن اسرائيل لن تجد فرصة أفضل لضرب ايران من الأشهر المتبقية من رئاسة بوش، لأنه لا يمكن التعويل على دعم أميركي بمستوى ذلك الدعم الذي من الممكن أن يمنحه quot;بوشquot; لاسرائيل، وهناك ثقة اسرائيلية مفرطة في قوة دعم quot;بوشquot; للتوجهات والنوايا الإيرانية حيال إسرائيل.

ويبدو أن quot;أوينquot; لم يكن يرغب في توجيه رسالة تخويف لإيران أو يتحدث حول فرضيات وهمية، حيث أنه أبدى قلقه الشديد من امكانية توجية ضربة اسرائيلية لإيران، حيث قال ... quot; هذه هي إحدى المرات القليلة خلال ما يقرب من نصف قرن التي أشعر فيها بقلق بالغ من أن يؤدي التصعيد في صراع ما إلى توريط العالم بأسره في الحرب، وما أعنيه بالتصعيد هو ما يحدث بين اسرائيل وايرانquot;.

كما ذهب quot;أوينquot; إلى تحليل الموقف من المنظور الإعلامي حينما قال .. quot;إننا نعيش فترة من التضليل الإعلامي يشارك فيها عدد من أجهزة المخابرات الدولية، وأصبح كشف الحقيقة أمر بعيد المنال، وهناك مؤشرات كثيرة على صحة هذا الأمر، بداية من قصة طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت الضوء الأخضر من بوش لضرب إيران، ومرورا بإجراء الإسرائيليين مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط لإطلاع واشنطن وطهران على أنها قادرة على الهجوم، وانتهاء بنشر نظام صاروخي دفاعي أميركي متطور في إسرائيلquot;.

كما حذر وزير الخارجية العمالي السابق quot; ديفيد أوينquot; في مقاله من أن رد إيران على أي هجوم إسرائيلي قد يكون بإغلاق مضيق هرمز وهو الإجراء المنطقي الذي سوف تتخذه إيران، وسوف يترتب على ذلك من أزمة دولية كبيرة.

ومن أهم التحليلات التي ذهب إليها quot;أوينquot; في مقاله وربطت ببراعة فائقة بين الممارسات السياسية في العالم وعلاقتها الرمزية بما يحدث في الشرق الأوسط، حينما قال إن قرار quot;جورجياquot; المنفرد بمهاجمة quot;أوسيتيا الجنوبيةquot; رغم تحذير وزارة الخارجية الأميركية من مثل هذا الهجوم قد يعتبر ضوء أصفر إذا لم يكن بمثابة الضء الأخضر لإسرائيل أن تقوم بتوجيه ضربة لإيران، إذ إن جورجيا اعتمدت في قرارها على التشجيع الذي نالته من أوساط معينة في واشنطن، فبادرت بالهجوم على quot;أوسيتيا الجنوبيةquot; الأمر الذي فجر أزمة كبيرة .

وفي نهاية مقاله توجه quot;ديفيد أوينquot; بنصيحة مباشرة لبوش حينما قال أن بوش يستطيع أن يعلن انتهاء أي أمل في المسار التفاوضي الدبلوماسي مع ايران، ويستطيع أن يترك الملف برمته لخليفته المنتظر لكي يتخذ ما يراه من اجراءات دبلوماسية وعقوبات اقتصادية، وربما عسكرية، فهذا هو الامل الأخير لبوش لكي لا يقع في مستنقع فشل جديد كما اعتاد طوال فترة حكمه، ولذلك يجب عليه أن يبادر فورًا بتحذير اسرائيل من أن الولايات المتحدة سوف تتصدى بنفسها لأي طائرات اسرائيلية متوجهة لضرب إيران دون تنسيق أميركي أيراني مسبق.. !