عواصم: أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيستضيف القمة الاقتصادية لقادة العالم في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لمواجهة الأزمة المالية العالمية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا برينو، إن الرئيس سيقوم بتوجيه الدعوة إلى قادة quot;مجموعة العشرينquot; G20، بهدف quot;مناقشة الوضع في الأسواق المالية والاقتصاد العالمي.quot; وأضافت المتحدثة قولها إن القادة سيحاولون quot;الاتفاق على مجموعة من المبادئ العامةquot;، بهدف إصلاح القواعد التي تحكم الأسواق حالياً.

وأشارت إلى أن الرئيس بوش سيستضيف القادة المشاركين في القمة على مائدة عشاء في البيت الأبيض، في الليلة التي ستسبق الاجتماعات الرسمية. كما أوضحت أن القمة التي ستجري بعد أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية في الرابع من الشهر المقبل، إلا أنها قالت إن quot;الوقت ما زال مبكراًquot; للقول إن الرئيس المنتخب قد يشارك في القمة. وأضافت قائلة: quot;لا نعلم إذا كان هذا الأمر يريد أو لا يريد الرئيس أن يقوم بهquot;، إلا أنها قالت إن طاقم من البيت الأبيض سيكون حاضراً. وكان الرئيس بوش قد أعلن السبت الماضي أنه سيستضيف قمة لزعماء العالم يتخللها قمم عدة محتملة، لبحث سبل مواجهة الأزمة المالية العالمية.

وفي مؤتمر صحفي في منتجع quot;كامب ديفيدquot; شاركه فيه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو، قال بوش إن حجم الأزمة يحتم على كافة الزعماء التعاون والعمل معاً. وأوضح بوش أن القمة ستضم دولاً نامية ومتقدمة من حول العالم.

وتضم G20 كل من الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم بدعوة بوش الى القمة الاقتصادية. وقال بيان صادر عن مكتب ساركوزي ان القمة التي كان الرئيس الفرنسي اول من دعا الى عقدها خلال محادثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش في 18 اكتوبر الجاري ستضم الدول والمؤسسات العالمية المعنية بالازمة الاقتصادية.

واضاف البيان ان القمة ستكون الاولى من سلسلة اجتماعات وقمم مماثلة لاعادة بناء النظام المالي العالمي من خلال انظمة وقوانين جديدة اكثر فعالية تضمن عدم تكرار الازمة. و قد أعلن البيت الابيض اليوم انه من المبكر الحديث عن مشاركة الرئيس الاميركي المنتخب او ممثل عنه في القمة التي ستعقد بعد 11 يوما من الانتخابات الرئاسية الاميركية.

يذكر ان الرئيس الأميركي كان قد دعا في وقت سابق الجمعة، خليفته quot;المرتقبquot; إلى وضع قضية quot;إصلاح القوانين الماليةquot; على رأس أولوياته الرئاسية، في الوقت الذي سعى فيه مجدداً إلى استعادة ثقة الأمريكيين في الاقتصاد الأمريكي. كما جدد بوش تأكيده أن quot;خطة الإنقاذ الماليةquot;، التي أقرتها إدارته مؤخراً، سوف تأخذ بعض الوقت حتى تؤتي نتائجها، إلا أنه شدد على أنها quot;ستنجح بنهاية الأمرquot;، معتبراً أنها ستساعد الاقتصاد الأمريكي على الخروج من quot;أسوأquot; أزمة يتعرض لها خلال عقود.

وفي الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، صادق الرئيس الأميركي على خطة quot;الإنقاذquot; المالي، التي اقترحتها إدارته في وقت سابق من الشهر الماضي، إلى أن أقرها الكونغرس مؤخراً، وتقضي بتقديم 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المصرفي.

وأعرب بوش عن quot;ثقتهquot; في أن خطة الإنقاذ تتطلب مزيدًا من الوقت حتى تؤتي ثمارها، واصفاً الخطة التي أثارت كثيراً من الجدل، بأنها quot;خطوة مهمةquot; نحو حل الأزمة المصرفية، واعترف بأن الخطة quot;لا تحظى بقبول الكثير من الأشخاصquot;، إلا أنه شدد على أنّ الأضرار كانت تكون أكبر في حال لم تتدخل الحكومة.

بان كي سيشارك في حال دعوته

و اعلنت ميشال مونتاس المتحدثة باسم الامين العام للامم المتحدة ان بان كي مون سيشارك، في حال دعوته، في قمة الدول 20. وقالت مونتاس في مؤتمر صحافي في الامم المتحدة انها لا تملك حتى الان تفاصيل عن هذه القمة غير المسبوقة التي تهدف الى تفادي خطر انكماش عالمي تتسبب به الازمة المالية، والتي ستلتئم قرب واشنطن. لكنها قالت ردا على سؤال quot;اذا دعي (الامين العام للمنظمة الدولية)، فسيشارك في القمةquot;.

واقترح بان كي مون السبت ان تشكل الامم المتحدة اطارا لمباحثات حول الازمة المالية، اقترحها ساركوزي للترويج لفكرة حل متعدد الطرف. وكان الامين العام التقى ساركوزي خلال قمة المنظمة الفرنكوفونية في كيبيك، حيث دعا الرئيس الفرنسي الى قمة لدول مجموعة الثماني (الدول الصناعية السبع اضافة الى روسيا) تشمل ايضا كبرى الدول الناشئة، وذلك لمناقشة اعادة تأسيس المؤسسات المالية الدولية.

تشافيز: فنزويلا ستواصل نموها حتى لو بلغ سعر برميل النفط 55 دولارا

على صعيد متصل، اكد الرئيس هوغو تشافيز الاربعاء ان فنزويلا quot;ستواصل نموها الاقتصادي والاجتماعيquot; حتى لو تدنى سعر برميل النفط الى 55 دولارا. واضاف تشافيز في كلمة متلفزة quot;اذا تدنى سعر النفط الى مستوى 2007 (64 دولارا للبرميل) او الى مستوى 2005 (55 دولارا)، لدينا الثقة التامة بأن فنزويلا لن تتأثر بالازمة العالمية، لان في استطاعتنا تبني اي تدبير للتقشف الاقتصاديquot;.

واوضح تشافيز ان النفط الفنزويلي بيع الاربعاء ب 62,4 دولارا للبرميل وان متوسط سعره في تشرين الاول/اكتوبر بلغ 75,5 دولارا. واشار الرئيس الفنزويلي من جهة اخرى الى ان الاحتياطات الدولية لبلاده ناهزت 40 مليار دولار، وان متوسط سعر النفط الفنزويلي بلغ 99 دولارا للبرميل هذه السنة.

وكشف تشافيز ايضا ان quot;سعر النفط قد تدنى بالتأكيد، وكذلك تدنى ايضا سعر معظم المواد الاولية. والشيء الايجابي هو ان سعر المواد الغذائية قد تراجعquot;. واوضح تشافيز ان التضخم قد يتدنى الى 15% في 2009 بعدما سجلت فنزويلا في 2007 نسبة 22,5% هي الاعلى في كل بلدان اميركا اللاتينية.

واعلن وزير الاقتصاد علي رودريغيز ان انتاج النفط في فنزويلا سيسجل ارتفاعا طفيفا، وينتقل السنة المقبلة من 3,64 الى 3,67 مليون برميل يوميا.

وكان رودريغيو توقع الثلاثاءان ترتفع نسبة النمو الى 6% في 2009.

وتعول فنزويلا كثيرا على صادراتها النفطية وتؤمن منها نصف عائداتها و90% من العملات الصعبة، ما يضعها تحت تهديد الازمة المالية اذا ما تدنى سعر البرميل.وكان الرئيس هوغو تشافيز حذر في الفترة الاخيرة من ان بلاده ليست بمنأى عن الازمة، وتوقع موازنة quot;متقشفةquot; للعام 2009.