ممثلون عن 60 دولة يشاركون في حوار الأديان
العاهل السعودي : التركيز على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان قاد إلى التعصب
تركي العوين من الرياض: أكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم، وأن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب، موضحاً أن ذلك يستدعي أن يعيشا الشركاء معاً في سلام وصفاء، أو أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية.
وقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم،مشيراً إلى أنه آن الأوان لكي يتعلم البشر من دروس الماضي القاسية، وأن يجتمعوا على الأخلاق والمثل العليا التي يؤمن بها الجميع، مشيراً إلى ما يختلف عليه سيفصل فيه الرب، سبحانه وتعالى، يوم الحساب، وquot;إن كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم من المبادئ التي نادت بها كل الأديان والثقافات فمشاكل العالم كلها لا تعني سوى تنكر البشر لمبدأ العدالةquot; .
وأضاف أن الإرهاب والإجرام أعداء الله، وأعداء كل دين وحضارة، وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح، والضياع الذي يلف حياة كثير من الشباب، واتبع إن المخدرات والجريمة، لم تنتشر إلا بعد انهيار روابط الأسرة التي أرادها الله عز وجل ثابتة قوية.
وأوضح العاهل السعودي في كلمته أن الحوار الذي سيتم بطريقة حضارية كفيل بإحياء القيم السامية، وترسيخها في نفوس الشعوب والأمم . ووهو ما سيمثل انتصاراً باهراً لأحسن ما في الإنسان على أسوأ ما فيه ويمنح الإنسانية الأمل في مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة على الظلم والخوف والفقر .
ودعا المتحاورين في مدريد إلى اختيار لجنة منهم تتولى مسؤولية الحوار في الأيام والأعوام القادمة . مؤكداً لهم ولمختلف دول شعوب العالم أن اهتمامه بالحوار ينطلق من الدين والقيم الإسلامية، والخوف على العالم الإنساني وهو ما سيتم متابعته من خلال مد الأيدي لكل محبي السلام والعدل والتسامح .
جاء ذلك خلال تدشين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز لاجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول القيم المشتركة بين الأديان وثقافة السلام. بمشاركة 60 دولة.
وينعقد الاجتماع بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يشارك في أعمال الاجتماع لمدة يومين. ومن المقرر أن يصدر المشاركون بيانا ختاميا مساء الخميس.
وقد نظم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مأدبة عشاء الليلة الماضية قبيل انطلاق quot;مؤتمر ثقافة السلامquot;، وجمعت المأدبة لأول مرة بين الملك السعودي والرئيسِ الإسرائيلي وعدد من الشخصيات والقادة العرب.
وذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن الملك السعودي لم يصافح الرئيس الإسرائيلي ولم يتبادل معه الحديث. ويهدف المؤتمر إلى إعطاء دفع جديد لحوار الأديان.
وذكرت صحيفة الوطن السعودية أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أبلغ من قبل مسؤولين في الأمم المتحدة ألا يحاول مصافحة العاهل السعودي قبل أو بعد الكلمة التي سيلقيها اليوم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي سيفصل فيها على قادة العالم أفكار مبادرته للحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.
من جهة أخرى، قال مصدر سعودي إن الاجتماع لا يهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وإنما يتوجه إلى أهداف أكبر بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان وجعل الأديان سببا للتعاون والاتفاق بعدما ظلت لمئات السنين سببا للصراعات.
وأضاف المصدر quot;لاحظنا الاهتمام اليهودي بدعوة الملك التاريخية، وهو اهتمام يساعد في تحقيق أهداف المصالحة التاريخية بين كل الأديان، ولكن المبادرة ليست سياسيةquot;.
وشدد على أن الصراع العربي الإسرائيلي صراع على الأرض والحقوق وليس صراعا بين المسلمين واليهود، وأننا كنا سنتخذ نفس الموقف ضد من يحتل أرض فلسطين العربية بغض النظر عمن يكون.
وقال المصدر إن هذه الرسالة نبلغها باستمرار إلى قيادات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والمهتمة بعملية السلام من أجل تفعيل تيار قوي في الولايات المتحدة يضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية للقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي أعلنها الملك عبدا لله عام 2002.
وكان الملك عبد الله التقى البابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان العام الماضي ودعا علماء سنة وشيعة إلى مكة المكرمة في مارس الماضي، كما شارك في مؤتمر لحوار الأديان في مدريد في يونيو الماضي.
التعليقات