حتمية المواجهة أمر محسوم
إسرائيل وحماس... مرحلة ما بعد جس النبض

نجلاء عبد ربه من غزة: الحقيقة التي يدركها الإسرائيليون والفلسطينيون معا هي أن التهدئة التي أبرمت بين الجانبين مجرد إستراحة للطرفين، فإسرائيل من ناحيتها أدركت أن البلدات المجاورة لإسرائيل لم تعد وحدها تحت نار الصواريخ الفلسطينية، فمدينة أشكلون والتي تعد مدينة إسرائيلية إستراتيجية، وقعت هي الأخر تحت لهيب الصواريخ. في المقابل فإن حماس تحديداً، كونها تسيطر على قطاع غزة منذ عام ونصف العام، أصبحت مسؤولة عن حياة الغزيين، وعليها الدفاع عنهم بالطرق المعهودة. لكن الأمر عند حماس سيكون أكثر تعقيداً من ذي قبل على الرغم من إمتلاكها كافة الترسانة العسكرية التي كانت بحوزة أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وكانت الحركة الإسلامية قد هددت في أكثر من مرة بضرب الجيش الإسرائيلي بقوة في حال فكر في إجتياح شبر واحد من أراضي قطاع غزة، لكن عدة إجتياحات قام بها الجيش الإسرائيلي وقتل 11 فلسطينياً، دون أن يقتل أحدٍ منهم. وإنتهت إسرائيل مؤخراً من تطوير جهاز خاص من قبل شركة quot;رفائل ndash; السلطة لتطوير الوسائل القتاليةquot; يمكن بواسطته إطلاق النار على أي مشتبه به على الحدود مع قطاع غزة عن طريق الضغط على زر خاص، وذلك بعد معاينته على شاشات أجهزة الرصد.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن تطوير هذا الجهاز- الروبوت- قد استغرق تطويره ما يقارب 5 سنوات. وقامت شركة quot;رفائيلquot;، التي فازت بمناقصة تطويره، بنصب هذا الجهاز على طول الحدود مع قطاع غزة. ويجلسن مجندات في غرف المراقبة، وسيكون بإمكانهن إطلاق النار على أي quot;مشتبهquot; به بواسطة الضغط على زر خاص، يقوم بتفعيل الروبوت ليبدأ بإطلاق النار. وسوف يتم إطلاق نار رادعة عن بعد معين لإبعادهم عن السياج. وفي حال تبين أن الحديث عن مقاومين فلسطينيين فسوف يتم إطلاق النار بهدف القتل.

ونقلت صحيفة معاريف عن أحد كبار الضباط في الجيش قوله إن الجيش لا يزال يعاني من صدمة quot;أسر غلعاد شاليطquot;. وفي أعقاب ذلك يتجنب الجيش وضع دبابات بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة خشية أن يقوم مقاتلو المقاومة الفلسطينية بقصفها بصواريخ مضادة للدبابات.

وتابع الضابط المذكور أنه لا يتم نشر جنود بشكل دائم بالقرب من السياج الحدودي لتجنب احتمالات وقوعهم في أسر فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وبحسبه فإن الروبوت الجديد سوف يساعد في حماية السياج الحدودي ويمنع دخول المقاومين الفلسطينيين ويمنع زرع عبوات ناسفة.

في المقابل فإن الجناح العسكري لحركة حماس قد أنهى إستعداده من خلال تدريبات خاصة قام بها في الأشهر الأخيرة، وكذلك الأمر العناصر العسكريين من حركة الجهاد الإسلامي، تحسباً لإنهيار التهدئة التي إخترقت عشرات المرات. وأدخلت حماس أطنان من المتفجرات وأنواع جيدة من الأسلحة عبر الأنفاق بين الحدود المصرية والفلسطينية.

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خضر حبيب، على أن حركته قبلت بالتهدئة التزاما منها بالإجماع الوطني، لكن ومع استمرار الانتهاكات الصهيونية والاعتداءات المتتالية على شعبنا، والتي كان آخرها الجريمة البشعة في القرارة ودير البلح جنوب ووسط قطاع غزة، فإننا نطالب بضرورة إعادة تقييم التهدئة، وذلك من خلال التحاور بين جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة.

وتخشى أوساط عسكرية إسرائيلية من تحول حماس إلى نسخة كربونية عن حزب الله اللبناني الذي هزم الجيش الإسرائيلي قبل عامين. وطالب عدد منهم بضربات إستباقية لشل الحركة وتمكنها من زيادة تسلحها بشكل رهيب. لكن السياسيين من الطرفين يلمحون إلى إمكانية عودة التهدئة من جديد، وذهبت حماس لعرض تمديد التهدئة، إلا أن منظمات فلسطينية كانت قد وافقت على تلك التهدئة قبل 5 أشهر، تقول الآن quot;يجب إعادة النظر في تلك التهدئة، في ظل الخروقات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزةquot;.

وكان رئيس الوزراء الإٍسرائيلي أيهود أولمرت قال خلال دولة تفقدية ووزير حربه أيهود براك في بعض وحدات الجيش الإسرائيلي العاملة في محيط قطاع غزة أمس، بأن quot;المواجهة بين إسرائيل وحماس أمر محتوم مؤكداً أن إسرائيل غير متلهفة لذلك ولكنها لا تخشى مثل هذه المواجهة إذا اقتضت الضرورة ذلكquot;.

بينما قال باراك أن quot;إسرائيل معنية باستمرار التهدئة في قطاع غزة ولكنها ستعمل لإحباط أي محاولة لتنفيذ اعتداء ضد جنود أو مدنيين إسرائيليينquot;. وحذر قائلا quot;نحن نتطلع الى هذه التهدئة النسبية، لكننا نعلم ان هناك اشياء عديدة تحدث في الخفاءquot;. وكان الجيش الإسرائيلي قد قتل سبعة فلسطينيين على الأقل خلال عملية الرابع من نوفمبر التي تعد أول عملية في غزة منذ تطبيق وقف إطلاق النار بوساطة مصر يوم 19 يونية، بينما قتل ثلاثة آخرين عصر أمس شمال خان يونس. وتقول إسرائيل إن العمليات تلك جاءت للحيلولة دون أسر جنود إسرائيليين من قبل منظمات فلسطينية.