كامل الشيرازي من الجزائر: مثلما كان متوقعًا، أعلن quot;عبد العزيز بلخادمquot; الرئيس الحالي للإئتلاف الحاكم في الجزائر، الأحد، عن إختيار الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة (71 سنة) مرشحًا له في الإنتخابات الرئاسية القادمة المزمعة في أبريل/نيسان 2009.

وقال بلخادم غداة إنعقاد القمة التاسعة للتحالف الذي يضم جبهة التحرير (حزب الغالبية) والحزب العلماني quot;تجمع الديمقراطيquot; إضافة إلى حركة مجتمع السلم الإسلامية، إنّ الإئتلاف قرر دعوة حاكم البلاد كي (يقبل) نداء حلفائه للترشح إلى ولاية رئاسية ثالثة، وبرّر وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس، هذا التوجه بـ (حتمية) quot;تلبية نداء المناضلين وفعاليات كثيرة من ألوان المجتمع المدني وشرائح واسعة مواطنيةquot; على حد تعبيره. كما سوّغ بلخادم ترشيح بوتفليقة لخلافة نفسه على كرسي الحكم الذي تولاه في ربيع 1999، بـquot;ضرورة مواصلة المشاريع التنموية الطموحة وتكريس الأمن والسلم، بعد أن حاول الإرهاب الزج بالبلاد في متاهات أزمة أمنية دمويةquot;.

ويجزم مراقبون، أنّ جولة الأحد لم تكن سوى تحصيل حاصل لما تمّ تمريره في 12 من الشهر الجاري، حيث بدا جليًا أنّ حذف المادة 74 المحددة لعدد الفترات الرئاسية، شرّع الأبواب أمام بوتفليقة ورسّخ الانطباع بحسم سلطة القرار في الجزائر لمسألة التمديد لبوتفليقة إلى غاية العام 2014، بشكل بات معه ترشح شخصيات لها وزنها للانتخابات الرئاسية القادمة شبه معدوم، حيث يشكّك كثيرون في قبول الرئيس الجزائري السابق quot;اليامين زروالquot; ورئيس الوزراء السابق quot;سيد أحمد غزاليquot; تمامًا مثل وجوه تقليدية كـquot;مولود حمروشquot;، quot;أحمد بن بيتورquot;، quot;عبد الله جاب اللهquot; في دخول الحلبة، وهو من شأنه تعقيد حسابات أصحاب القرار، طالما أنّ الدفع بأسماء أخرى على غرار quot;موسى تواتيquot; وquot;لويزة حنونquot; وquot;سعيد سعديquot; لن يكون له أثر كبير في تبديد الانطباع السائد بتموقع هؤلاء كأرانب سباق ليس أكثر ولا أقلّ.

ويُرتقب أن تزيد خطوة حلفاء الرئيس من إصرار معارضين على تحقيق ما سموه قبل أيام quot;تغيير سلميquot; للأوضاع في الجزائر، ولا يستبعد أن تشهد البلاد شتاءً ساخنًا مع رفع مناوئي بوتفليقة لحربهم الكلامية، بمقابل ارتضاء أنصار الرئيس لحملة دعائية قد تقابلها أخرى مضادة قد تنشطها عديد الوجوه البارزة على غرار عميد السياسيين الجزائريين quot;عبد الحميد مهريquot; إضافة إلى وجوه سياسية وثورية مخضرمة أبدت عدم رضاها على الوضع الراهن، بما يفتح المجال أمام سيناريو مثير للاهتمام عشية تنظيم رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ الجزائر.