زرداري: منفذو إعتداءات مومباي quot;بلا جنسيةquot;
الإستخبارات الأميركية: حركة عسكر الطيبة تقف وراء الهجمات

واشنطن،تل أبيب: إتهم مدير الإستخبارات الأميركية مايك ماكونيل حركة عسكر الطيبة الإسلامية في باكستان، بالوقوف وراء الإعتداءات الدامية في بومباي نهاية الأسبوع الماضي. وقال ماكونيل في كلمة ألقاها في جامعة هارفرد ان quot; المجموعة التي نعتبرها مسؤولة عن إعتداءات بومباي نفذت هجومًا مماثلاً في 2006 في قطار اسفر عن عدد مماثل من القتلىquot;. وأضاف quot;إذا ما عدنا إلى العام 2001، نتذكر انها شنت هجومًا على البرلمانquot; الهندي.

ولم يذكر ماكونيل اسم المجموعة الاسلامية التي تنشط في كشمير، لكنها تعتبر مسؤولة عن الهجوم على البرلمان الهندي في 2001. وهذه هي المرة الأولى يتهم فيها مسؤول في الادارة الاميركية هذه المجموعة صراحة بتنفيذ اعتداءات مومباي حتى لو ان واشنطن ألمحت إليها في الأيام الأخيرة. وكان مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب طلب التكتم على هويته، قد قال السبت ان عسكر الطيبة يمكن ان تكون وراء الاعتداءات. وحذر مسؤولون اميركيون السلطات الهندية في تشرين الاول/اكتوبر من ان مؤسسات وفنادق في بومباي يمكن ان يستهدفها ارهابيون يأتون من جهة البحر.

ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاربعاء الى نيودلهي لاجراء محادثات مع القادة الهنود تتمحور حول التعاون لمكافحة الارهاب وتهدف الى تخفيض التوتر مع باكستان المجاورة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان رايس ستمارس ضغوطًا على الهند وباكستان المتحالفتين مع الولايات المتحدة وتقيمان علاقات جوار صعبة، لتتعاونا وتتبادلا المعلومات.

واعترض مسؤولون هنود في اجهزة الاستخبارات في 18 تشرين الثاني/نوفمبر مكالمة هاتفية كان احد طرفيها موجودًا على عنوان بباكستان يستخدمه قائد عسكر الطيبة، وكشفت امكانية شن هجوم من ناحية البحر. وقد نزل عشرة مهاجمين مدججين بالسلاح على شاطىء بومباي من زوراق مطاط قبل الهجوم. وبلغت الحصيلة الموقتة لاعتداءات بومباي 188 قتيلاً و313 جريحًا. وذكرت الخارجية الاميركية ان سكرتير الشؤون الخارجية الهندي شيف شنكار مينون التقى مسؤولين في ادارة بوش وناقش معهم التحقيق في اعتداءات بومباي. وقد ناقش مينون مع المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي والمسؤول الاخر الكبير ويليام بيرنز quot;تعاوننا الثابت للقبض على منفذي اعتداءات بومباي واحالتهم على القضاءquot;، كما قال المتحدث باسم الوزارة غوردن دوغيد.

واضاف في بيان quot;تطرقا ايضا الى مجموعة واسعة من المسائل الثنائية ولاسيما منها التعاون الفضائي وتطبيق ميثاق التعاون النووي المدنيquot;. وخلال زيارة الى لندن لدى توجهها الى الهند في زيارة quot;تضامنquot;، دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين باكستان الى تعاون quot;كاملquot; مع الهند حول الاعتداءات.

ولم تشأ رايس التي إلتقت رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ووزير الخارجية ديفيد ميليباند، التعليق على معلومات افادت ان مجموعة عسكر الطيبة في باكستان هي التي نفذت الاعتداءات. واعلن البيت الابيض الاثنين ان ليس لديه ما يحمله في هذه المرحلة على الاعتقاد بأن الحكومة الباكستانية اضطلعت بدور في اعتداءات بومباي ولا يشكك في انها تسعى الى كشف ملابسات تلك الاعتداءات.

وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد أعلن في وقت سابق في تصريح لشبكة سي.ان.ان الإخبارية الأميركية ان منفذي اعتداءات مومباي quot;بلا جنسيةquot;، ونفى نفيًا قاطعًا تورط بلاده في تلك الاعتداءات. وقال زرداري quot;اعتقد انهم ناشطون بلا هوية يتحركون في كافة انحاء المنطقة، ويأخذون العالم كله رهينةquot;.

واضاف الرئيس الباكستاني قائلا quot;دولة باكستان غير متورطة، فنجن جزء من الضحاياquot;. وأعرب عن تشككه في أن يكون الناجي الوحيد من الاعتداءات باكستاني الجنسية كما زعمت الهند. وطالب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الهند بتقديم الدليل على ان منفذي الاعتداءات باكستانيين.

وكان الرئيس الباكستاني قد دعا الهند الى الا يكون رد فعلها مبالغًا فيه واقسم على ان ينزل اشد العقوبات بالمحرضين اذا ما ثبت التورط الباكستاني. وفي غضون ذلك، اعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ان باكستان لم تظهر اي اشارة الى سحب قواتها المنتشرة على حدودها مع افغانستان منذ الاعتداءات الارهابية في مومباي بالهند. واضاف في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع quot;سأقول فقط اننا لم نلاحظ اي اشارة الى ذلك حتى الانquot;. وكان مسؤول عسكري أميركي قد أعلن في وقت سابق ان الهند وباكستان امتنعتا عن القيام بتحركات عسكرية لافتة منذ اعتداءات مومباي رغم ارتفاع حدة التوتر السياسي بين البلدين.

تشييع القتلى اليهود في هجمات مومباي

وشيع آلاف الإسرائيليين اليهود الست الذين لقوا حتفهم في هجمات مومباي. وتجمع المشيعون لحضور جنازة الحاخام اليهودي جافرييل هولتسبيرج وزوجته اللذان كانا يديران مركز شاباد اليهودي الثقافي في مومباي. وكان في مقدمة المشيعين الذين شهدوا جنازة هولتسبيرج الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك وزعيم المعارضة بنيامين ناتينياهو.

ووصلت جثامين الضحايا إلى تل أبيب على متن طائرة إسرائيلية تابعة لسلاح الجو في وقت مبكر من يوم الثلاثاء. وكان موشي طفل هولتسبيرج قد نجا من الحادث ووجد باكيًا إلى جوار جثتي والديه مع مربيته الهندية ساندرا صامويل. ومنحت ساندرا جواز سفر في اللحظة الأخيرة وسافرت مع الطفل موشي وجده وجدته لحضور الجنازة في إسرائيل. وأفادت أنباء أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تدرس منح ساندرا مرتبة quot;غير اليهودي الوفيquot;، وهي واحدة من أرفع الدرجات التي يمكن أن تمنحها إسرائيل لغير اليهود والتي يمكن أن تسمح لها بالاقامة في إسرائيل.

وتجمع الآلاف كذلك في مي شاريم وهي منطقة شديدة المحافظة في القدس لوداع اريه تيتلباوم الأميركية البالغة 38 عامًا من العمر والمقيمة في إسرائيل. كما أقيمت جنازة للمكسيكية نورما رابينوويتز التي كانت تخطط للانتقال للعيش مع ابنتيها في إسرائيل.