تاج الدين عبد الحق من ابوظبي: حسمت دولة الإمارات العربية المتحدة تكهنات بشأن مشاركتها في القمة العربية المقبلة في العاصمة السورية دمشق عندما اعلن رسميا مساء اليوم ان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات سيترأس شخصيا وفد الامارات للقمة المقرر عقدها في دمشق يومي 29 و30 مارس الحالي.

ويشير اعلان الامارات المبكر نسبيا عن تركيبة وفدها للقمة بمثابة اشارة الى أن الامارات تلقت معطيات اقليمية وعربية يجعل لإعلانها هذا مغزى سياسيا يتجاوز الطابع الروتيني الذي اتسم به الاعلان عن مشاركة الامارات في القمم السابقة. ووصفت مصادر دبلوماسية أن اعلان الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية عن نية الشيخ خليفة ترؤس وفد الامارات للقمة بأنه سابقة تشير الى ان الامارات كانت مترددة في تحديد مستوى التمثيل بانتظار امرين الاول التنسيق مع المنظومة الخليجية واستجلاء مدى تعامل دمشق مع الصعوبات التي تعترض استضافتها للقمة وبشكل خاص تأثير الملف الرئاسي اللبناني على جهودها في تأمين حضور عربي فاعل في القمة .

وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية قد قدم قبيل الاعلان الاماراتي عن مشاركة الشيخ خليفة بالقمة تقريرا عن نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في القاهرة. ونقل الشيخ عبد الله عن الشيخ خليفة عقب تلقيه التقرير عن اجتماع وزراء الخارجية العرب تأكيده حرص دولة الامارات على بذل كل جهد ممكن من أجل توحيد الصف العربي وتفعيل قرارات القمة العربية بما يحقق المصالح العربية العليا وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية.

وترى مصادر اماراتية ان وصف موقف ابوظبي من القمة تعوزه قراءة صحيحة للحركة الدبلوماسية الاماراتية باتجاه دمشق والتي شهدت زيارتين هامتين متتاليتن الاولى لرئيس دولة الامارات الشيخ خليفة في الصيف الماضي والثانية لنائبه الشيخ محمد بن راشد الذي زار دمشق في الشهر الماضي. وقالت هذه المصادر انه حتى لو كان للامارات تحفظات على الموقف السوري ازاء الملف الرئاسي اللبناني فإنها تجد بعد الزيارتين المشار اليهما واللتين لاتفصلهما فترة بعيدة عن موعد القمة حرجا في التعبير عن هذا الموقف من خلال مقاطعة القمة او تخفيض مستوى تمثيلها فيها. ولا تستبعد المصادر ان تكون الامارات قد اعطت خلال الزيارتين او واحدة منهما على الاقل تأكيدات بحضور القمة والمشاركة بوفد يرأسه رئيس دولة الامارات شخصيا.

وفي غضون ذلك فإن هناك من يرى ان الموقف الاماراتي ربما يراهن على انفراج اللحظة الاخيرة وعندها يمكن ان تكون لمبادرته بالاعلان عن المشاركة في القمة صدى لدى الدوائر الرسمية السورية التي لا تخفي حماسها لنسج علاقات شراكة اقتصادية مع الامارات لها ارهاصات عديدة تتمثل في سلسلة المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تصل الى عدة مليارات من الدولارات.