ابوظبي: اكد الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية الاماراتي ان العلاقات الإماراتية-البريطانية عريقة ومعروفة .

وقال الشيخ عبدالله لـمجلة كابيتال ليتر ربع السنويةان من يراقب تطور العلاقات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة عن كثب يلاحظ أن السنوات الأخيرة قد شهدت تركيزا أكبر على quot;التوجه نحو الشرقquot; لتعزيز علاقات بلادنا السياسية والاقتصادية مع الدول الأسيوية مثل الهند والصين واليابان وكوريا معتبرا ان هذه في نظرنا، خطوة هامة، وذلك لأن هذه الدول تمتلك بعض أسرع الاقتصادات نموا في العالم، إلى جانب الدور السياسي الهام الذي تلعبه على الساحة العالمية.. كما تتمتع هذه الدول بأهمية كبرى بالنسبة لنا بوصفها مستوردة للنفط والغاز، وشركاء تجارة، ومقصدا لاستثماراتنا الخارجية، ومصدرا لتدفق رؤوس الأموال والخبرات إلى الإمارات.

لكن الشيخ عبدالله نبه الى ان التركيز بهذا الاتجاه لا يعني أبدا التقليل من اهتمامنا بمواصلة تعزيز علاقاتنا التقليدية مع أصدقائنا وشركائنا في أماكن أخرى من العالم، ومن بينهم بالطبع بريطانيا.

وقال الشيخ عبداللهquot;لا أعتقد أن هناك حاجة للخوض بتفاصيل العلاقات الإماراتية-البريطانية، فهي علاقات عريقة ومعروفة، ولكن يكفي أن أذكر ببساطة أن البلدين يرتبطان بعلاقات حميمة منذ قرابة قرنين من الزمن مما أدى إلى مشاركة الكثير من الشركات البريطانية ماضيا وحاضرا في الاقتصاد الإماراتي بكافة جوانبه، وإلى وجود ما يزيد عن 150 ألف بريطاني يعيشون ويعملون في الإمارات. وتعتبر الإمارات أحد أفضل المقاصد للسياح البريطانيين، كما يتوجه آلاف الإماراتيين سنويا لزيارة بريطانيا أو للدراسة هناك، هذا بالإضافة إلى الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا التي تصل إلى عدة مليارات من الجنيهات الإسترلينية.

وقال الشيخ عبدالله إن هذه العلاقة الوطيدة، التي نأمل نحن في دولة الإمارات أن تظل سمة لعلاقاتنا الدولية خلال المراحل القادمة، قد ساهمت في تحقيق مصلحة البلدين على مر السنوات، وذلك رغم أننا قد لا نتفق على جميع المواضيع، وهو أمر طبيعي جدا. واوضح الشيخ عبدالله ان من سمات الصداقة الحقيقية أن يتمكن الأصدقاء من إخبار الحقائق والتعبير عن آرائهم التي قد لا تطيب دائما لمسامع الطرف الآخر، مع إدراك الطرفين لحقيقة أن هذه الآراء تأتي من منطلق الالتزام العميق بهذه الصداقة.. (..).

واضاف الشيخ عبدالله كما نتطلع للمزيد من التركيز على تعزيز التعاون بين البلدين والشركات من الطرفين في أماكن أخرى من العالم، سواء أكان على صعيد الاقتصاد، أو السياسة، أو الدفاع أو حتى على صعيد مساعدة الدول النامية. ومن المبادرات التي اتخذت على صعيد مساعدة الدول النامية الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بشأن التعاون بين البلدين لنشر التعليم الابتدائي في الدول النامية من خلال حملة quot;دبي العطاءquot; من جانبنا والتزام بريطانيا بتقديم ملايين الجنيهات الإسترلينية لتحقيق أهداف التنمية الألفية التي حددتها الأمم المتحدة. .وهناك طبعا مجالات أخرى يمكننا فيها العمل سويا اعتمادا على ما يتوفر لدينا من موارد خاصة للمساهمة معا، وبفعالية أكبر، في تحقيق أهدافنا المشتركة.

واكد الشيخ عبدالله انه تم حتى الآن تحقيق الكثير.. ويسرني أن أرى بروز أسماء شركات بريطانية جديدة على الساحة في أبو ظبي، إلى جانب المشاركة الطويلة للشركات البريطانية في صناعات النفط والغاز والطاقة. فشركة فوستر وشركاه تلعب دورا رائدا في تصميم مدينة مصدر، كما أنها تعمل حاليا مع المجلس الوطني للإعلام على تصميم جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2010 الذي سيقام في شانجهاي، في حين تعمل شركة سوثبيز بالتعاون مع هيئة الثقافة والتراث في أبو ظبي على نشر الوعي الثقافي والتعليم، كما تشارك المصممة المعمارية البريطانية زهاء حديد في العمل على تصميم المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات التي نعتقد أنها ستصبح مركزا ثقافيا يتمتع بأهمية عالمية.

ولفت الشيخ عبدالله الى انه ما يزال هناك المجال لتحقيق المزيد.. فنحن نطمح لتدفق المزيد من الشركات البريطانية والمؤسسات التعليمية البريطانية والخبرات البريطانية للاستفادة من الفرص الجديدة المتوفرة في أبو ظبي وفي باقي أرجاء الإمارات وللمساهمة في الوقت ذاته كشركاء في نهضة بلادنا.

وقال الشيخ عبدالله نحن في الإمارات نراقب عن كثب ما يجري في بريطانيا على صعيد الأعمال والاقتصاد إلى جانب الصعيد السياسي، فذلك أمر هام بالنسبة لنا.

ولكن بالمقابل لا يمكن التكهن بأننا قادرون بمفردنا على التعرف على كل منتج جديد مفيد لنا، أو على كل الشركاء المحتملين في النهضة الاقتصادية.

فهناك الكثير من الجهود التي تبذل في كافة أرجاء العالم للفت انتباهنا، وهو ما يشكل ضغوطا كبيرة وملحة، لذلك أود أن أدعو مجتمع الأعمال البريطاني والشركات لبذل المزيد من الجهود للفت انتباهنا وتوسيع وتعزيز الشراكة القائمة أصلا في العديد من المجالات.. ستجدون أننا في الإمارات نجيد الإصغاء ونبدي استعدادا للتعاون والالتزام من أجل السير بهذه الشراكة نحو المزيد من التقدم في السنوات القادمة.