بسبب عدم تعاون مجلس الأمّة معها
الحكومة الكويتيَّة تقدّم استقالتها إلى رئيس مجلس الوزراء
فهد العامر وفاخر السلطان من الكويت، وكالات: علمت إيلاف أن وزراء الحكومة الكويتية قدموا استقالتهم إلى رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح. ووضع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح استقالته واستقالة الوزراء تحت تصرف رئيس الحكومة ليتخذ القرار الذي يراه مناسبًا.
وقالت مصادر لـquot;إيلافquot; إن الحكومة قدمت استقالتها اليوم احتجاجًا على عدم تعاون مجلس الأمة معها. وقالت المصادر إن نواب رئيس الوزراء والوزراء وضعوا استقالتهم تحت تصرف ناصر المحمد الصباح، تمهيدًا لعرضها على نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد، معللين ذلك بعدم إمكانية التعاون مع مجلس الأمة.

وقال مراقبون إن أمام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد (المتواجد خارج البلاد) أحد الخيارين للتعامل مع الإستقالة، إما حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة خلال ستين يومًا، أو قبول استقالة الحكومة وتكليف رئيس الوزراء ذاته الشيخ ناصر المحمد او شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة.

وأضاف المراقبون أن استقالته الحكومة تأتي في ظل العلاقة المتوترة بين المجلس والحكومة، وبالذات التوتر المتعلق بأزمة إزالة الدواوين، إذ يعارض العديد من الوزراء العمل وسط أجواء نيابية مشحونة ترفض تطبيق القانون.
وكان الشيخ ناصر المحمد قد إلتقى اليوم بنائب أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حيث استمر اللقاء لدقائق بعدها خرج الشيخ ناصر. ولم يعرف ما إذا كان الشيخ ناصر المحمد قد رفع الاستقالة الى نائب الأمير أم لا.

وفي ردود الأفعال النيابية على الاستقالة قال النائب علي الدقباسي إن أنباء الاستقالة quot;سارة ونطالب بحكومة تعمل وفق الدستورquot;، فيما قال النائب علي العمير quot;كان من المفترض استقالة الحكومة أو حل مجلس الأمةquot;. وقال النائب أحمد باقر quot;الحكومة فقدت زمام المبادرة والوضع في البلد غير مقبولquot;. فيما قال النائب عبدالله عكاش quot;نرحب باستقالة الحكومةquot;.
وفي ما يلي نصكتاب الاستقالة كما نشرته وكالة الأنباء الكويتية
الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح حفظه الله رئيس مجلس الوزراء الموقر تحية طيبة وبعد ...
لقد تشرفنا بتلبية الارادة السامية لمقام حضرة صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه بحمل امانة العمل الوزاري. ولكم كان اعتزازنا وامتناننا عظيمًا بهذه الثقة الغالية لنجد الفرصة أمامنا سانحة لخدمة اهلينا ورد بعض الجميل لهذه الارض الطيبة التي على عهدها دائمًا. معطاءة حاضنة جامعة لابنائها على الخير والالفة والتطلعات الواعدة. ويشهد الله. انه ومن اللحظة الاولى، آلينا على انفسنا أن نكون أهلاً للأمانة، إلتزامًا بالقسم العظيم في مباشرة اعمالنا ومسؤولياتنا وتحمل تبعاتها أمام الله وأمام أبناء الكويت جميعًا.

لكن، ولمن المؤسف أن نواجه بمواقف وممارسات معوقة . يتقدمها خلل في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية . وانحراف في مفهوم التمثيل البرلماني . وهو ما نستقرئ شواهده مما ساد الحياة السياسية في الآونة الأخيرة من مساس بالوحدة الوطنية اضافة الى مظاهر التجاذب والتأزيم وتجاوز الأصول البرلمانية . وخروج عن الحدود التي رسمها الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الامة . عوضًا عن الصدود النيابي المستمر في الاستجابة ليد الحكومة الممدودة ودعواتها المتواصلة لترسيخ تعاون بناء بين السلطتين . فيما يجسد طموحات المواطنين ويحقق المزيد من الانجازات المستهدفة . هذا بالاضافة الى ما برز مؤخرًا من ممارسات باتت تهدد وحدتنا وامننا الوطني . وما تشهده الساحة الاعلامية من صخب وشحن وخروج عن ثوابتنا المعهودة.

وانسجامًا مع العهد الذي قطعناه على أنفسنا بشأن ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطنين من جهود وتضحيات ولو كانت باستقالة الحكومة أو تدوير بعض الوزراء واستقالة آخرين الا أن استغراق بعض الأعضاء في تغليب الأجواء الصدامية مع الحكومة تدخلا في اختصاصات وزرائها وامعانا في تجاوز الحدود الدستورية والتقاليد والأعراف البرلمانية فيما يحكم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أدى الى توسيع هوة الخلاف والاختلاف بينهما وبالتالي تعثر فرص التعاون الايجابي المثمر بين هاتين السلطتين بما قوض امكانيات قيام الحكومة بمسئولياتها ومهامها ودفع عجلة التنمية على النحو المأمول مما أدى الى تفشي مشاعر الاحباط والاستياء لدى المواطنين .

وازاء ما تقدم وتقديرًا للظروف والأجواء التي تعيشها المنطقة وما يترتب عليها من تداعيات ومحاذير تستوجب تضافر كل الجهود والامكانات للتعامل معها وحرصًا على المصلحة العليا للبلاد فقد وجدت مع زملائي واخواني الوزراء أن نضع استقالتنا جميعا تحت تصرف سموكم لتتخذوا بحكمتكم المعهودة ما ترونه مناسبًا ضارعين الى المولى عز وجل التوفيق والسداد لكل ما فيه خير وطننا العزيز في ظل قيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين حفظهما ورعاهما.
وتفضلوا سموكم بقبول فائق التقدير والاحترام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع جابر مبارك الحمد الصباح.