بغداد: قال الجيش الأميركي يوم السبت إنه عرقل قدرة القاعدة على تجنيد اعضاء جدد في العراق باعتقال او قتل كثيرين من الذين يعدون تسجيلات الفيديو المعسولة التي تستخدم لاجتذاب الشبان المسلمين الساخطين. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الاميرال جريج سميث إنه خلال العام الماضي جرى اعتقال او قتل 39 فردا من اعضاء القاعدة في العراق المسؤولين عن انتاج وتوزيع تسجيلات فيديو ومواد دعائية اخرى على الاف من مواقع الانترنت.

وقال سميث لرويترز في مقابلة quot;قوة هذه المعلومات بديهية. هؤلاء الاشخاص يستخدمون مواد تنشر على مواقع الانترنت للتجنيد وجمع اموال.quot; وقال quot;نعتقد في هذه المرحلة ان الغالبية العظمى من هذه الشبكة الاعلامية تفككت.quot; مضيفا ان الاعتقالات اسفرت عن نشر عدد اقل على الانترنت لعمليات الاعدام والخطف والهجمات الاخرى التي تنفذها القاعدة في العراق.

وكان المسؤولون الأميركيون يشكون في الماضي من ان الجيش يخسر الحملة الدعائية في مواجهة المسلحين الذين يستغلون بمهارة وسائل اتصالات مثل الانترنت. وقال سميث إن هناك تراجعا منتظما في عدد تسجيلات الفيديو التي يجري نشرها على خمسة الاف موقع مؤيد للقاعدة على الانترنت منذ يونيو حزيران 2007 في تزامن تقريبا مع تراجع مستويات العنف في انحاء العراق.

وقال سميث إن مراقبة المخابرات الأميركية لتلك المواقع على الانترنت اظهرت ان شهر فبراير شباط شهد نشر 34 رسالة فيديو ورسالة صوتية من الشبكات العراقية نزولا من 144 رسالة في يونيو 2007 . وقال quot;وضعنا المسؤولين عن المنتج النهائي من النوع الذي يلفت بالفعل الانتباه في المساجد والاماكن الاخرى في حالة فرار مستمر.quot;

ولم يتسن التحقق من ارقام المقارنة بين عدد تلك الرسائل المنشورة التي يظهر بعضها هجمات على القوات الأميركية والعراقية اعلنت القاعدة المسؤولية عنها ويظهر البعض الاخر سوء معاملة للمدنيين والنساء والاطفال على يد تلك القوات.

ويقول الجيش الأميركي إنه رغم تراجع الهجمات في انحاء العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران الماضي الا ان القاعدة لا تزال تمثل اكبر تهديد للامن في البلاد. ونسب الفضل في تحسن الامن الى زيادة قدرها 30 الف فرد في حجم القوات الأميركية جرى استكمال نشرهم بحلول يونيو الماضي والى زيادة وحدات حراس مجالس الصحوة بعد ان تحول شيوخ عشائر العرب السنة ضد القاعدة السنية.

وقال سميث ان الجماعات المتشددة اصبحت متقدمة بشكل متزايد في نشرها للمعلومات وتسجيلات الفيديو التي تتسم بنوع من الاحتراف والمصحوبة بسرد صوتي وموسيقى ومؤثرات خاصة للهجمات على الجنود الأميركيين وعلى العراقيين. وقال quot;معظم هجمات القاعدة المنسقة تتسم بانها جيدة التخطيط بما يسمح بتواجد طاقم تصوير في الموقع قبل وقوع الهجوم مباشرة للتصوير.quot;

وقال سميث إن هذه الشبكات الاعلامية الموجودة اساسا في شمال بغداد تتسلم بعدئذ تسجيلات الفيديو الاولية وتنقحها لتصبح منتجا افضل للتوزيع على مواقع الانترنت. وتنشر الشبكات ايضا مواد اخرى للتعريف وتجنيد اعضاء جدد.

وفي ديسمبر كانون الاول الماضي صادر الجنود الأميركيون تسجيلات فيديو تعرض مشاهد لاطفال تقل اعمارهم عن 11 عاما ينفذون عمليات خطف وهجمات وهمية. ووصف الجيش الأميركي محتوى المواد التي تمت مصادرتها والتي قال انها من اعداد القاعدة بانه الاكثر ازعاجا حتى الان. وقال سميث quot;السؤال الان هو ما اذا كانت (الشبكات الاعلامية) تنمو وتنبعث من جديد والسبيل الوحيد لمعرفة ذلك هو ما اذا كان هناك زيادة في ما ينشر على مواقع الانترنت.quot;