اسلام اباد، وكالات: وضع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الخطط الخاصة بأول 100 يوم لحكومته الائتلافية في السلطة قائلا إن الحرب ضد الإرهاب ستتصدر جدول أعماله. ونال جيلاني وهو مسؤول كبير من حزب رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو موافقة بالاجماع من جانب الجمعية الوطنية (البرلمان) في وقت سابق من يوم السبت دون تصويت بالثقة بعدما قالت المعارضة إنها تؤيده. ويشترط الدستور أن يضمن رئيس الوزراء الجديد دعم مجلس النواب عبر تصويت بالثقة.

وبعد قليل من اعلان رئيس الجمعية الوطنية ان جيلاني نال موافقة بالاجماع بدأ وضع الخطط الخاصة بحكومته. وقال جيلاني quot;الارهاب والتطرف اكبر مشكلاتنا. لقد وضعا البلاد في خطر. وبالتالي فان اولويتنا الاولى هي جلب السلام لذلك البلد ومحاربة الارهاب.quot; واضاف ان الحكومة ستكون على استعداد للتحدث مع المتشددين الذين يلقون سلاحهم. وفاز حزب بوتو بمعظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 18 فبراير شباط ويقوم حاليا بتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب رئيس وزراء سابق اخر وهو نواز شريف وحزبين صغيرين.

وامضى جيلاني خمس سنوات في السجن بعدما وجه اليه نظام الرئيس مشرف تهمة الفساد. ويقول حزبه ان سجنه كان لدوافع سياسية. ويفرض الدستور الباكستاني على رئيس الوزراء الحصول على ثقة البرلمان خلال مهلة ستين يوما من ادائه القسم. وقد اقسم جيلاني اليمين الثلاثاء امام مشرف وباشر مواجهة معه باصداره الاوامر بالافراج عن القضاة الذين اقالهم رئيس البلاد ووضعهم في الاقامة الجبرية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، فاتحا الباب امام احتمال الطعن قضائيا باعادة انتخاب مشرف.

وعلى الصعيد الاقتصادي ورغم نسبة نمو تفوق 6% منذ العام 2003، تواجه باكستان صعوبات تسببت بتضخم كبير لا سيما في القطاع الغذائي وعجز متزايد. وتتأثر باكستان بالارتفاع الكبير في اسعار النفط خصوصا انها لا تنتج النفط بكميات كبيرة.

الولايات المتحدة تعرض المساعدة وتحذر من المتشددين

بالتزامن عرض مسؤول أميركي رفيع يزور باكستان احتمال زيادة المساعدة المقدمة للحكومة الجديدة يوم الجمعة مشددا في الوقت ذاته على أهمية العمل المشترك لمحاربة القاعدة والتشدد الإسلامي. وقال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ان هناك متشددين في المناطق القبلية الباكستانية يخططون لشن هجمات في باكستان وأفغانستان وأوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى. وقال quot;نريد أن نتحرك سويا من أجل مساعدة باكستان لكي تكون آمنة وتنال فرصا اقتصادية ونريد أن نتحرك سويا لجعل باكستان ناجحة كمجتمع ديمقراطي.quot;

وأدلى باوتشر بتصريحاته في مؤتمر صحفي مشترك مع آصف علي زرداري زوج رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو والذي يقود حزبه الحكومة الائتلافية الجديدة. وقال quot;وهكذا.. بينما تضع الحكومة خطتها في هذا الشأن سنبحث عن السبل المناسبة لتقديم الدعم.quot; واشار إلى ان التأييد يتزايد في الولايات المتحدة لضرورة حصول باكستان على مساعدة أكبر. ووصل باوتشر وجون نجروبونتي نائب وزيرة الخارجية يوم الثلاثاء قبل ساعات قليلة من أداء رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اليمين الدستورية لرئاسة الحكومة الائتلافية التي تهدف إلى تغيير طريقة التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

وأثارت الزيارة غضب كثير من الباكستانيين الذين رأوا فيها محاولة للتأثير على الحكومة الجديدة ومساندة الرئيس برويز مشرف الذي جاء إلى الحكم في انقلاب عسكري عام 1999. وتزداد عزلة مشرف حليف الولايات المتحدة منذ خسر حلفاؤه انتخابات فبراير شباط وثمة تكهنات بأنه قد يجبر على التنحي في غضون أسابيع أو شهور.

وحتى تخليه عن قيادة الجيش في نوفمبر تشرين الثاني كانت الولايات المتحدة تتعامل مع مشرف فحسب فيما يتعلق بعمليات مثل نقل المشتبه بانتمائهم إلى القاعدة والضربات الصاروخية التي تنفذها طائرات بدون طيار تشغلها المخابرات المركزية الأميركية. وقال مصدر قريب من الحكومة الجديدة ان الجيش الأمريكي يواجه مشكلات في اعتياد التعامل مع آليات مؤسسية يريد زعماء باكستان الجدد أن تحكم نطاق التعاون.

وتحتاج باكستان إلى أقصى مساعدة مالية ممكنة. وأفاد تقرير للبنك الدولي صدر يوم الخميس أن هناك حاجة لاجراءات واصلاحات سريعة لتجنب أزمة اقتصادية مع معاناة البلاد من تداعيات ارتفاع أسعار النفط والغذاء العالمية. وبلغت المساعدات الأميركية إلى باكستان منذ انضمت إلى حرب واشنطن على الارهاب عام 2001 أكثر من عشرة مليارات دولار معظمها للجيش. ورصدت 750 مليون دولار أخرى للمشاريع الأمنية والقطاع الاجتماعي في المناطق القبلية. وقال باوتشر ان الولايات المتحدة مستعدة لدعم برنامج شامل متعدد الاوجه لمحاربة مشكلة الارهاب والتطرف في باكستان.

وكانت مساعدة الولايات المتحدة على مطاردة القاعدة قد أدخلت الجيش الباكستاني في صراع مع أبناء شعبه كما أثارت سياسات مشرف استياء القبائل المقيمة في المناطق المتمتعة بحكم شبه ذاتي على الحدود مع أفغانستان. وكثف المتشددون حملة من أعمال العنف لزعزعة استقرار مشرف بعد قيام قوات باقتحام المسجد الأحمر في اسلام اباد في يوليو تموز الماضي لسحق حركة طلابية مسلحة.

وتضاعفت الهجمات الانتحارية ولقي نحو 600 شخص حتفهم منذ مطلع العام في أعمال عنف ترتبط بالمتشددين. وقال زرداري متحدثا بعد ثلاثة أشهر من اغتيال زوجته في تفجير انتحاري وهجوم ببندقية انها quot;حرب باكستان بقدر ما هي حرب أي شخص اخر.quot;