فالح الحمراني من موسكو: تتابع موسكو باهتمام بالغ التطورات المتعلقة بصدور كتاب كارلا ديلبونتي الرئيسة السابقة للمحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، والذي تتحدث فيه عن تورط قيادة كوسوفو باعمال عنف اسوة بقيادات الصرب. واثار نشر المذكرات ردود فعل حادة ومنع توزيعها في السويد.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية ان المعطيات التي quot;اعلنت عن الجرائم البشعة ضد المدنيين الصرب في كوسوفو التي ارتكبها مقاتلو جيش تحرير كوسوفو تحت شعار quot; النضال من اجل الاستقلالquot; تبعث على الشعور بالصدمةquot;.

ولفت البيان الى اشارة كارلا ديلبونتي في كتابها إلى أن الكثير من قادة جيش التحرير بمن فيهم رئيس الحكومة الحالي هاشم تاتشي وراموش خرادينيا الذي أعلنت المحكمة الدولية تبرئته قبل أيام متورطون في جرائم اختطاف وتعذيب الصرب. وإنهم كانوا ينتزعون أعضاءهم لبيعها إلى المستشفيات الأوروبية. ووجهت موسكو استفسارا رسميا إلى محكمة لاهاي بخصوص توفر المعلومات لديها حول هذه الجرائم ضد صرب كوسوفو والإجراءات المتخذة للتحقيق فيها.

وتجدر الاشارة الى ان موسكو ترى ان نشاط محكمة لاهاي يتسم بطابع يختلف كثيرا عن نشاط محكمة نورينبيرغ التي جرت خلالها محاكمة النازيين الالمان. وفي محولة لتخفيف عن كاهل الصرب، تقول ان كافة الاطراف المتورطة في النزاع الدامي في البلقان اقترفت الجرائم وتعرضت جميعها لاعمال العنف ومارسته. وينطبق هذا القول على الصرب والكروت والبوسنيين وألبان كوسوفو.

وترى روسيا ايضا ان موقف المحكمة وحيد الجانب منذ البداية وتمثل في سعيها إلى معاقبة يوغوسلافيا السابقة أو بالأحرى وريثتها صربيا. وهذا الموقف يتماشى معه كليا إعلان استقلال كوسوفو وافتتاح السفارة الأمريكية فيه.

وحسب التقييمات الروسية فقد أساءت المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة إلى تلك الأهداف التي وضعها المجتمع الدولي لها، وبما أن روسيا عبرت اكثر من مرة عن شكوكها في موضوعية موقف أعضاء المحكمة لذلك لا يستبعد المراقبون أن تحجب موسكو ثقتها عنها.