هراري: تصاعد التوتر فى زيمبابوى بعد الاعلان عن اعادة عد الاصوات المدلى بها فى الانتخابات العامة التى جرت فى 29 مارس، وتتصاعد مخاوف من أن الدولة الافريقية قد تقع فى فوضى ما بعد الانتخابات على غرار كينيا.

وذكر اعلام الدولة انه سيعاد عد الاصوات فى 23 دائرة انتخابية من 210 دوائر يوم السبت القادم.

ومع وصول انباء اعادة العد، اجتمع قادة دول الجنوب الافريقى فى لوساكا عاصمة زامبيا امس لعقد اجتماع طارئ لحل المأزق فى زيمبابوى.

ولكن لم يحضر رئيس زيمبابوى روبرت موجابى الاجتماع الاقليمى.

وقد اجرت الدولة الافريقية انتخابات البرلمان والمجالس المحلية والرئاسية فى 29 مارس، ولكن تسبب الفشل فى اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية فى ازمة خطيرة.

وذكر رئيس مجموعة التنمية للجنوب الافريقي ورئيس زامبيا ليفى مواناواسا، الذى دعا الى عقد قمة لوساكا منذ عدة ايام ماضية، ان تأجيل اعلان نتائج السباق الرئاسي اثار quot;جوا من التوتر quot; فى زيمبابوى.

بعد انتخابات 29 مارس، زعمت الحركة من أجل التغيير الديمقراطى ان زعيمها مورجان تشانجيراى فاز فى السباق الرئاسي.

غير ان تقارير اوضحت انه لا الرئيس الحالى موجابى ولا تشانجيراى حصلوا على اصوات كافية للفوز فى الانتخابات.

وبينما يتصور الاتحاد الوطنى الافريقى لزيمبابوى - الجبهة المتحدة، الحزب الحاكم بقيادة موجابى اجراء جولة انتخابات اعادة، استبعدت المعارضة مشاركة تشانجيراى، وذكرت ان الجولة الثانية ستكون غير ديمقراطية بسبب تكتيكات موجابى القائمة على الترهيب والتضييق.

وذكر المحلل السياسى لفمور مادهوكو ان quot;ما يفعله المحاربون القدامى هو الاعداد لجولة اعادة لان موجابى يعلم ان الاعلان عن فوزه مباشرة لن يتم تصديقهquot;.

وكان مادهوكو يشير الى قدامى المحاربين من أجل الاستقلال الذين ذكرت المعارضة ان موجابى اطلقهم ليضمن فوزه فى الجولة الثانية.

وقال مادهوكو، وهو احد نقاد موجابى ورئيس مجموعة الضغط، الجمعية التأسيسية الوطنية، انك quot; ستعيد قدامى المحاربين مجددا الى طريق الحرب. فاذا اجريت انتخابات اعادة، فسيجعل قدامى المحاربين من الصعب على بعض الناس أن يذهبوا للادلاء باصواتهم quot;.

دعت المعارضة الى بدء اضراب عام من يوم الثلاثاء، وهو اليوم التالى لليوم المقرر ان تحكم فيه المحكمة فى طلبها إجبار لجنة الانتخابات على إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقد اضاف الاضطراب السياسى الاهانة الى جراح هذه الأمة الغارقة فى ازمة اقتصادية خانقة.

فمع ارتفاع التضخم وارتفاع الاسعار بشكل غير معقول، طرحت الحكومة سابقا هذا الشهر ورقة نقدية فئة 50 مليون دولار زيمبابوى، وهو ما يكفى لشراء ثلاثة ارغفة من الخبز مع قيمة العملة التى تنخفض بسرعة.

وذكر صندوق النقد الدولى امس انه حتى قبل انتخابات 29 مارس المتنازع عليها، كانت الاوضاع سيئة فى زيمبابوى.

واضاف ان بيوت المال المستقلة قدرت التضخم بحوالى 290 الفا فى المائة فى زيمبابوى مقارنة بالرقم الرسمى الذى قدره بـ100500 فى المائة.

واذا لم يعالج التضخم بشكل مناسب، فستتصاعد الازمة فى زيمبابوى الى اعمال شغب مميتة على غرار ما حدث فى كينيا، التى كانت سابقا احدى الدول الافريقية الاكثر استقرارا. وقد اسفرت الصدامات الاخيرة فى كينيا عن مقتل اكثر من الف شخص وتشريد 350 الفا آخرين.