كابول: أفاد تقرير صادر عن مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في أفغانستان أن الهجمات التي تتعرض لها المنظمات الإنسانية والعاملين فيها من طرف القوات المناهضة للحكومة، وعلى رأسها طالبان، شهدت ارتفاعا كبيرا في الربع الأول من عام 2008.

وفي هذا الإطار، قال نيك لي، مدير مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في كابول أن quot;الحوادث الأمنية التي تتعرض لها المنظمات غير الحكومية على يد المعارضين المسلحين تضاعفت من ثمان حوادث خلال الربع الأول من عام 2007 إلى 16 حادثة خلال نفس الفترة من هذا العامquot;.

وجاء في التقرير المذكور أن قوات طالبان وغيرها من العناصر المتمردة مسؤولة إما جزئيا أو كليا عن 16 حادثة من أصل تسعة وعشرين حادثة استهدفت المنظمات غير الحكومية في مختلف أنحاء البلاد خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية مارس/آذار 2008. أما الحوادث الثلاث عشرة الأخرى فتُنسَب للمجرمين الذي يهاجمون المنظمات غير الحكومية لأغراض مالية في معظم الأحيان.

وفي نفس السياق، أفاد مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية أن تسعة موظفين إنسانيين لقوا حتفهم في حين أُصيب آخرون بجروح في سبع هجمات مسلحة متفرقة شنتها عناصر مناهضة للحكومة. كما تعرض 12 شخصا للاختطاف في سبع عمليات مسلحة انتهت بمقتل اثنين من بينهما مواطنة أميركية تعمل في إقليم قندهار لصالح مكتب مؤسسة تنمية الحياة الريفية في آسيا.

وقال لي: quot;تُظهر بياناتنا ارتفاعاً خطيراً في عدد الضحايا، حيث وصل عدد القتلى في الربع الأول فقط من 2008 إلى نفس عدد القتلى الذي شهده عام 2007 كلهquot;. وأضاف أن عدد المختطَفين شهد بدوره ارتفاعاً ملحوظاً.

quot;سنة صعبةquot; في الأفق؟

بدأ العنف الناتج عن النزاع، والذي كان في ما سبق محصورا في المناطق الجنوبية من أفغانستان، يزحف إلى المناطق الأخرى من البلاد، مما أثر بشكل كبير على المدنيين وعلى عمال الإغاثة، حسب تحذير منظمات إنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

كما زاد في نفس الوقت عدد المجموعات الإجرامية التي تعمل بالنيابة عن المعارضة المسلحة وتنفذ عملياتها دون أدنى مبالاة بحيادية واستقلالية المنظمات غير الحكومية.

الحوادث الأمنية التي تتعرض لها المنظمات غير الحكومية على يد المعارضين المسلحين تضاعفت من ثمان حوادث خلال الربع الأول من عام 2007 إلى 16 حادثة خلال نفس الفترة من هذا العام
وبناء على هذه المعطيات، يرى مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في أفغانستان أن الأوضاع الأمنية مستمرة في التدهور وأن منظمات الإغاثة مقبلة على quot;عام صعبquot; وعلى المزيد من العنف خلال الأشهر القادمة. حيث أوضح لي أن قوات المعارضة لم تعد تحترم حيادية المنظمات الإنسانية التي أصبحت تجد نفسها مُساقة إلى quot;عمق النزاعquot;.

كما أشار لي إلى أن quot; المنظمات غير الحكومية تعمل مع طرفي النزاع في كل مكان بالعالم إلا في أفغانستان التي تم فيها تسييس استقلالية هذه المنظمات لسبب أو لآخر، وتم إخضاعها لأجندات لا يصح أن تخضع لها، مما جعل من الصعب على المنظمات غير الحكومية فرض حيادهاquot;.

وتجدر الإشارة إلى أن استمرار تدهور الأوضاع الأمنية جعل العديد من المنظمات الدولية تقوم بإخلاء موظفيها الأجانب من منطقة قندهار المتوترة على مدى الأشهر القليلة الماضية. في حين اضطرت منظمات أخرى إلى quot;تغيير شكلهاquot; عن طريق زيادة توظيف الأفغان وتقليص ظهورها.

ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين

أشار مكتب سلامة المنظمات غير الحكومية في أفغانستان إلى أن quot;العدد الإجمالي للقتلى بين المدنيين وصل خلال الربع الأول من هذا العام إلى 463 قتيلاً مقارنة بحوالي 264 خلال عام 2007، مما يعكس التدهور الحاد في الأوضاع بالنسبة للمدنيين الأفغانquot;.

في المقابل، شهد عدد الضحايا المدنيين المتضررين بالهجمات الجوية والأرضية للقوات العسكرية الدولية انخفاضا بنسبة 20 بالمائة خلال الربع الأول من 2008 مقارنة بعام 2007.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)