موسكو: قال أحد المحللين السياسيين في يوم 23 أبريل من عام 2007 عندما رحل بوريس يلتسين، أول رئيس منتخب لجمهورية روسيا غير السوفيتية، عن الحياة إن الناس لن يعودوا يذكرون الرئيس الروسي الأول بعد شهر.

وتبين مع مرور الوقت أن المحلل كان على حق في جانب منه. فقد ساد الصمت حيال يلتسين مؤسسة الحكم ووسائل الإعلام الإلكتروني، حيث بدا وكأن المسؤولين والمعلقين يفضلون الامتناع عن الحديث حول إيجابيات أو سلبيات حقبة كاملة من تاريخ روسيا ترتبط باسم الرئيس المصلح يلتسين.

ومن جهة أخرى، لا يمكن القول إن يلتسين الذي قاد مسيرة روسيا نحو فك الارتباط بالماضي السوفيتي، أصبح في طي النسيان. فقد أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة يكاترينبورغ والجامعة المحلية وعلى مكتبة إلكترونية.

ومع ذلك فإن هناك نقصا، إذ لا نسمع شخصا هاما يتحدث عن تقييمه لهذه الشخصية التي قادت روسيا وهي مارة بمنعطف خطير، أو عن تقييمه للحقبة التي أنشأت جيلا جديدا من القياديين الذين يتولون أمور السلطة في روسيا اليوم. ويبدو وكأن هؤلاء لا يريدون أن يكون هناك نسب بينهم وبين الحقبة اليلتسينية بدليل أن أحد المسؤولين الإقليميين قال في إشارة إلى هذه الحقبة إنه quot;وقت ضائعquot;.

التف كثيرون في هذا البلد حول يلتسين عندما انتقد وهو مسؤول في الحزب الشيوعي السوفيتي القيادة السياسية العليا. فما الذي دفع كثيرين لنسيان خدمات يلتسين الآن؟ لعل السبب هو أن الإصلاحات التي نفذها يلتسين كانت مؤلمة جدا. ولكن هل كان هناك بديل؟

وهناك من يقول إن يلتسين قضى على الاتحاد لسوفيتي. وربما كان أحرى بمن يتهم يلتسين أن يذكر أن الاتفاق المذيل بتوقيع يلتسين حول حل اتحاد الجمهوريات السوفيتية كان في حقيقة الأمر بمثابة تحصيل الحاصل، إذ كانت جميع الجمهوريات السوفيتية المتحدة سابقا قد أعلنت عن استقلالها.

قال أحد الكثيرين الذين جاؤوا إلى إحدى الكنائس الموسكوفية ليلقوا نظرة الوداع على يلتسين الراحل قبل عام: حبذا لو كان هؤلاء يذهبون إلى الانتخابات أيضا.