صحافي يميني يطالب بمحاكمة أولمرت وليفني بتهمة الخيانة
أولمرت يرد لنتنياهو الصاع صاعين

نضال وتد من تل أبيب: مع انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي بدأت اللعبة السورية، أو quot; وديعة أولمرت quot; تلقي بظلالها على الساحة الحزبية الإسرائيلية، على الرغم من أن الكنيست في عطلة رسمية تستمر حتى الثامن عشر من شهر أيار القادم، حيث تبقى جلساتها معلقة، ولن يكون بالإمكان التئام الهيئة العامة للكنيست لمناقشة أي اقتراح طارئ لجدول الأعمال، إلا بتوفر تواقيع ثلاثين نائب في الكنيست، على أن تقر هذا الطلب رئيسة الكنيست دالية إيتسك الموجودة حاليا خارج إسرائيل. لكن ذلك لم يمنع اليوم التراشق السياسي بين اليمين واليسار، الذي كأن بدأه اليوم، بعد صكت طويل ، زعيم الليكود بينيامين نتنياهو عندما وصف أولمرت بأنه هاو سياسيا، وأنه حتى في أوقات السلام، على إسرائيل الاحتفاظ بهضبة الجولان.

فقد سارع أولمرت إلى تذكير نتنياهو بأنه كان السباق على التنازل عن هضبة الجولان، أيام الرئيس الأسد الأب عندما أوفد إليه رجل أعمال أمريكي، من أصل يهودي ليبلغه عن استعداد إسرائي التنازل عن الجولان مقابل السلام مع سوريا حتى قبل بدء المفاوضات. وجاء في البيان الصحافي الذي أصدره ديوان أولمرت: quot;إن السيد نتنياهو تنازل أيضا عن مدينة الخليل وعرض على عرفات الذي وصفه (نتنياهو) بالصديق، التنازل عن أجزاء كبيرة من الضفة الغربية خلال مؤتمر واي بلانتيشنquot;.

في غضون ذلك دعا صحافي يميني، يدعى أوري ستاف، ويحرر مجلة المستوطنين quot;ناتيفquot;، دعا اليوم إلى محاكمو كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بتهمة الخيانة العظمى والحكم عليهم بالإعدام. وقال ستاف في محاضرة ألقاها في مؤتمر في مدينة الرملة: quot;إن إيهود أولمرت وتسيبي ليفني اللذان يتفاوضان بصورة علنية على تسليم القدس، عاصمة إسرائيل، وأرض سيادية إسرائيلية، يجب أن يحكم عليهم بموجب القانون ووفق ما ينص عليه قانون الخيانة بالإعدامquot;.

وبحسب الصحافي اليميني، أوري ستاف فإنه لا مثيل لهذه الظاهرة في العالم، وهي أن يتفاوض سياسيون على تسليم عاصمة الدولة، أو التنازل عن أرض سيادية، وفي الولايات المتحدة فإن التنازل عن أراض سيادية مرهون بموافقة أغلبية خاصة في مجلس النواب والشيوخ لجميع الولايات، وأضاف أن هناك قانونا شبيها في إسرائيل لكن أحدا لا يهتم بتطبيقه، ولا بمحاكمة مخالفي القانون الذين يعملون على رؤوس الأشهاد وهم قادة الدولةquot;.

وعلى هذا الصعيد فمن الواضح أن الأحزاب الإسرائيلية ، وتحديدا في اليمين، ستستغل ما تبقى من عطلة الكنيست لتسخين الساحة الحزبية الإسرائيلية لتشكيل جبهة معارضة للانطلاق على المسار السوري، مسلحة برفض أغلبية كبيرة من الإسرائيليين للانسحاب من الجولان، كما سيسعى نتنياهو إلى استمالة حزب شاس والضغط عليه لترك الحكومة في محاولة لإسقاط حكومة أولمرت، فيما سيحاول أولمرت أن يصمد الفترة القادمة وإن كلفه ذلك دفع امتيازات إضافية للأحزاب الدينية الحريدية، من جهة أو التوجه نحو ضم حركة ميرتس والاعتماد على تأييد النواب العرب في الكنيست،وعدم تصويتهم مع اقتراحات لحجب الثقة عن الحكومة سيباشر اليمين بتقديمها على خلفية ملف الجولان، وملف المفاوضات مع الفلسطينيين وخصوصا ملف القدس، حيث أعلنت شاس أكثر من مرة انه في حال تبين أن أولمرت يعتزم تقديم تنازلات في ملف القدس للفلسطينيين، فإنها ستصوت ضد الحكومة.

ومهما بلغت سخونة اللعبة السياسية في إسرائيل مع بدء الدورة الصيفية فإنه من الواضح أن التباين والحرب الداخلية ستشكل بالنسبة لأولمرت ورقة مهمة في التشدد في مواقفه التفاوضية مقابل سوريا خصوصا، وفي الوقت نفسه ورقة رابحة لتجميد المفاوضات بدعوى الرجوع إلى الشعب الإسرائيلي وأخذ تفويض منه بهذا الخصوص.