واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة استئناف عملية تقديم مساعداتها الغذائية، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، لكوريا الشمالية التي يُعتقد أنها ستواجه مجاعة هذا العام. فقد قالت منظمة quot;يو إس إيدquot;، وهي بمثابة ذراع التنمية والتطوير للحكومة الأميركية، إنها ستقوم خلال العام المقبل بتزويد كوريا الشمالية بنصف مليون طن من المواد الغذائية.

وتقول المنظمة إنها مقتنعة بأن المساعدات التي تقدمها لبيونج يانج ستصل إلى من يحتاجونها بالفعل، بدل أن تستقر بين أيدي النخبة المسيطرة على شؤون البلاد. ففي بيان أصدرته في هذا الصدد، قالت quot;يو إس إيدquot;: quot;لقد وافق الطرفان على شروط إحداث تحسن جوهري في نظام مراقبة ووصول (المساعدات) للسماح بالتأكد من تلقي الأشخاص المعنيين للمساعدات المقدمة لهم.quot;

وكانت هيئات الإغاثة والمساعدات قد حذرت من أن كوريا الشمالية مهددة هذا العام بشبح المجاعة، وذلك بعد مضي عقد من الزمن على وفاة حوالي مليون شخص في البلاد بسبب الجوع. وقد دأبت الولايات المتحدة على تقديم المساعدات لكوريا الشمالية بين عامي 1995 و2005، حيث علقت برنامج مساعداتها لبيونج يانج في أعقاب طرد الأخيرة لممثلي برنامج الغذاء العالمي من البلاد.

وقال البيت الأبيض إن استئناف تقديم المساعدات الغذائية الأمريكية لكوريا الشمالية غير مرتبط بالمفاوضات الجارية مع بيونج يانج بشأن نزع سلاحها النووي.

وقد جاء الإعلان الأميركي بعد أيام من تسليم كوريا الشمالية وثائق للولايات المتحدة تتضمن تفاصيل وافية تتعلق بالأنشطة النووية السابقة لبيونج يانج. فقد عاد الدبلوماسي سونج كيم إلى واشنطن من بيونج ينج الاثنين الماضي حاملا معه ما يزيد على 18 ألف صفحة من الوثائق. وقال إن الوثائق لا تزال قيد الترجمة ولكنها تبدو مستوفية، ووصف عملية تسليم تلك الوثائق بأنها quot;خطوة أولى هامةquot;.

ولا تتطرق تلك الوثائق إلى برنامج كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم، لكنها تغطي نشاطات مفاعل يونج بيون الذي تم فيه تحضير المواد التي استخدمت في التجارب النووية التي أجرتها بيونج يانج عام 2006.

وكانت كوريا الشمالية قد أغلقت المفاعل المذكور العام الماضي، ولكنها لم تلتزم بالمهلة النهائية المحددة بشهر ديسمبر/كانون أول من عام 2007 لتقديم تقارير وافية عن نشاطاتها النووية.

وقد توصلت كوريا الشمالية إلى اتفاقية العام الماضي مع مجموعة الدول الست، التي تضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتين، يتم بموجبها إيقاف بيونج يانج لبرنامجها النووي مقابل حصولها على مساعدات كبيرة ورفع العقوبات الأميركية عنها.

إلا أن الاتفاقية جمدت بسبب نشوب خلاف بشأن ما إذا كانت كوريا الشمالية قد صرحت بكل نشاطاتها النووية أم لا. وقال الدبلوماسي الأميركي إنه لا يعرف متى سيكون الملف جاهزا للتسليم إلى الصين التي استضافت المحادثات السداسية بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي.