بيروت: أبدى مسؤولون في الاكثرية المناهضة لسوريا في لبنان تحفظات الجمعة على قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس في 13 و14 تموز/يوليو. وقال النائب الياس عطالله، رئيس حزب اليسار الديموقراطي، لوكالة فرانس برس، quot;نعبر عن تحفظنا بشأن هذا الانفتاح على النظام السوري، لاننا اعتدنا مع هذا الاخير ان ياخذ اي ايجابية دون ان يحولها الى سياسات ملائمة وخاصة لمصلحة لبنانquot;.
وقال، في اشارة الى المبادرة الفرنسية نحو دمشق بهدف حل الازمة السياسية في لبنان في آخر 2007، quot;اثبتت التجارب الماضية، لا سيما الفرنسية، فشلهاquot;. وجمدت فرنسا اتصالاتها مع سوريا في 30 كانون الاول/ديسمبر مطالبة دمشق بافساح المجال لانتخاب رئيس توافقي في لبنان، بعدما فشلت وساطتها لحل ازمة سياسية في لبنان استمرت 18 شهرا.
وانتخب رئيس في لبنان في 25 ايار/مايو بعد توقيع اتفاق بين الاطراف اللبنانيين في الدوحة في 21 ايار/مايو، اثر مواجهات دامية في لبنان بين انصار الاكثرية وانصار المعارضة. وقال عطالله quot;اذا كانت الامور تنطلق من تحسن التصرف (السوري)، فالماضي يثبت ان هذا الامر لم يكن ناجحا، والتجربة الفرنسية خير شاهد على ذلك. لا اتكلم عن صفقة. لكن الحسابات والرهانات الفرنسية قد تكون غير دقيقة ونأمل ان تكون السياسة الفرنسية اكثر حذراquot;.
وشكك النائب السابق فارس سعيد، المنسق العام لقوى 14 آذار (تضم كل شخصيات واحزاب الاكثرية)، بدوره بالاسس التي يقوم عليها الانفتاح الفرنسي. وقال ان quot;سوريا تفك عزلتها العربية والدولية، وفرنسا تحاول ابتكار سياسة الاستيعابquot;، معتبرا انه quot;لن يكون في امكان فرنسا ان تحصل من سوريا على ما تريده خيرا للبنان، وسوريا لن تكون قادرة على فك عزلتها لان الغرب لن يقبل الالتفاف على المحكمة الدوليةquot; الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 2005.
واشارت تقارير للجنة التحقيق الدولية الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري، الامر الذي تنفيه دمشق. وتساءل النائب جورج عدوان، نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، quot;الا تتصرف فرنسا ساركوزي انطلاقا من رغبتها بلعب دور في المنطقة، بتسرع مرة اخرى؟quot;.
وقال ان quot;عودة سوريا الى الساحة الدولية قد يكون مفيدا جدا للبنان شرط ان تلتزم دمشق بالاسس والمعايير التي يرتكز عليه المجتمع الدوليquot;. وشدد عدوان خصوصا على quot;الاحترام المتبادل بين دولتين جارتين تتمتعان بالسيادة بما يتضمن عدم التدخل في شؤون الدولة الاخرى وفتح سفارات واقامة المحكمة الدولية وترسيم الحدود بين البلدينquot;. ورفضت مصادر حكومية في لبنان التعليق على الموضوع. والموقف نفسه اتخذه حزب الله، ابرز مكونات المعارضة اللبنانية وحليف دمشق.
من جهته، اعلن جبران باسيل المسؤول في التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون quot;هذا موضوع يخص فرنسا وسوريا، ولكن اي انفراج في علاقات دولة جارة للبنان نرغب ان تكون لنا معها علاقات جيدة، يكون مفيدا للبنانquot;. واضاف quot;لا اعتقد ان فرنسا لا في قدرتها ولا في نيتها ان تعمل شيئا على حساب لبنانquot;.
وبرر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الخميس دعوة الرئيس الاسد الى المشاركة في احتفالات اليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو وفي القمة التي ستطلق الاتحاد من اجل المتوسط في الثالث عشر من الشهر نفسه عبر التاكيد ان quot;سوريا نفذت تعهداتها في النزاع اللبنانيquot; بتسهيلها انتخاب رئيس جديد في 25 ايار/مايو. وسارع مسؤولون سياسيون فرنسيون معارضون الى انتقاد الدعوة التي تاتي في حين اعادت باريس تحريك الاتصالات مع سوريا وتنتهج حيالها سياسة انفتاح منذ انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
التعليقات