إيلاف تنشر مشروع القرارات وترصد الجدل بين المشاركين
وزراء الإعلام العرب يناقشون آلية تطبيق وثيقة الفضائيات

نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة اليوم الخميس أعمال الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، والتي تناقش عدة اقتراحات لتنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني عبر الفضاء في المنطقة، من أجل وضع آلية تطبيق وثيقة البث الفضائي، التي سبق وأقرها الوزراء العرب في اجتماعهم السابق الذي عقد في القاهرة في شباط ( فبراير ) الماضي .

ومن المقرر ان يعلن وزراء الإعلام العرب، خلال اجتماعهم إطلاق عمل أول لجنة عربية للإعلام الالكتروني، ما يثير مخاوف من فرض قيود جديدة على النشر الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وذلك على غرار وثيقة الفضائيات التي أثارت ولم تزل المزيد من الجدل، ويرفضها قطاع كبير من العاملين في هذا المضمار .

ويعرب العديد من الإعلاميين عن مخاوفهم مما أسموه quot;هيمنة روح الاستبداد والحجر على الابداع وحرية التعبير على الساحة، إثر الوثيقة التي اقرها وزراء الاعلام العرب في شباط ( فبراير ) الماضي، والتي يرى المراقبون أنها تستهدف إسكات أصوات المعارضة عبر الفضائيات بزعم حماية الاخلاق والآداب العامة .
ووجه مشروع القرارات التي حصلت عليها (إيلاف) الشكر إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب quot;لتعاونه مع الجامعة العربية في التخطيط لإنتاج نموذجي للمواد الإعلامية الهادفة إلى الإسهام في تعزيز التصدي الإعلامي لظاهرة الإرهاب والتطرفquot; .

وثيقة الفضائيات
وتنص الوثيقة التي اقترحها وزير الإعلام المصري أنس الفقي خلال اجتماع سابق لوزراء الإعلام العرب، وتدعمها القاهرة والرياض بشكل أساسي على الامتناع عن التحريض على العنف الكراهية والتمييز واحترام كرامة الانسان وحقوق الاخر، والامتناع عن بث أشكال التحريض على العنف والإرهاب والامتناع عن تناول قادة الدول العربية والرموز الوطنية والدينية بالتجريح وحماية أمن المجتمع وقيمه والامتناع عن كل ما يسيء للاديان السماوية .
واقترح الوفد الليبي تأجيل مناقشة آليات تنفيذ وثيقة الإعلام العربي في المنطقة، إلى حين مناقشتها من قبل نقابات الإعلاميين والصحافيين في الدول العربية جدلاً واسعاً، انتهى بإجماع أغلب الوفود المشاركة ضرورة تأجيل الآليات .

واعترض عبدالله الجاسر، وكيل وزارة الإعلام السعودي، رئيس وفد المملكة، علي هذا التأجيل، وقال إن هذه الوثيقة ليست استرشادية، بل جاءت بإجماع من وزراء الإعلام العرب في فبراير الماضي، وأضاف : quot;لا نريد تضييع الوقت لمناقشة البنود وهذه الوثيقة هي قدرناquot; .

وانتقد الجاسر حرية التعبير quot;التي أفسدت العالم العربيquot; ـ علي حد قوله ـ قائلاً إن بعض من يستخدمون الحرية هم quot;يرونها جنازة ويشبعوا فيها لطمquot;، مؤكداً أن الوفود العربية مكلفة بمناقشة آليات تنفيذ الوثيقة حتى وإن كانت وثيقة بوليسية أو استرشادية .

وأكد الوفد القطري إرجاء مناقشة آليات الوثيقة وإيجاد صيغة مناسبة تحظى باتفاق الجميع، وقال محمد علي المالكي، رئيس وفد قطر: ربما فجر عبدالله جاسر وكيل وزارة الإعلام السعودي، رئيس وفد المملكة، قنبلة بقوله إن هذه الوثيقة ليست استرشادية، علماً بأن وزير الإعلام المصري أكد أنها وثيقة استرشادية، وليست ملزمة، والآن الجاسر يتجه اتجاهاً آخر ولهذه الأسباب تحفظت قطر، وأضاف أن الوثيقة تحمل كثيراً من الألغام .

مشروع القرارات
وحصلت (إيلاف) على نص مشروع القرارات المرتقب أن يخلص إليها وزراء الإعلام العرب، التي تؤكد دعم ما يصدر عن القمم العربية من قرارات حول الأمور ذات الصلة بدعم القضايا العربية إعلاميا لا سيما على الساحة الدولية، مثل مبادرة السلام العربية وحوار الحضارات وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وذلك من خلال إنتاج أجهزة الاعلام العربية برامج تساعد على تحقيق ذلك الهدف .

وتطالب مشروعات القرارات بتنفيذ وزارات الإعلام، أو الجهات المعنية بالإعلام في الدول الأعضاء تزويد الأمانة العامة للجامعة العربية أولا بأول ، بمثل هذا الإنتاج والقابل للتداول عربياً ودولياً .

وحول البند الخاص بتنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني عبر الفضاء في المنطقة العربية قرر المشروع تشكيل فريق عمل من الخبراء يضم كل الأطراف ذات العلاقة وتكون مهمته اقتراح الآلية المناسبة وتكليف اتحاد إذاعات الدول العربية التحضير لعقد اجتماع لفريق العمل تستضيفه السعودية خلال النصف الثاني من عام 2008، ورفع تقريره للدورة التالية للجنة الدائمة للإعلام العربي في دور انعقادها العادي القادم .

ودعا مشروع القرار إلى العمل بهذه الوثيقة بما يتوافق مع التشريعات والأنظمة والأعراف الوطنية لكل دولة على حده، كما طالب مشروع القرار الخاص بدور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب من مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية الحرص على التدقيق في ما تعرضه من أفلام وبرامج حرصا على الحؤول دون ظهور مواد يكون من شأنها تشويه الصورة العربية .

وطالب المشروع - الذى رفعته اللجنة الدائمة للإعلام لمجلس وزراء الإعلام العرب - من مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية الاسترشاد في إنتاجها البرامجي ، في مجال التصدي الإعلامي لظاهرة الإرهاب ، بما يصدر عن اللجنة الدائمة للإعلام العربي وفريق الخبراء الدائم المعني بالتصدي لظاهرة الإرهاب ، من توصيات وأفكار .

وأخيراً طالب مشروع القرار اتحاد إذاعات الدول العربية دعوة اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية ، عقب إعادة هيكلتها، إلى التركيز في إسهامها في التصدي الإعلامي لظاهرة الإرهاب والتطرف على المحاور الخمسة التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب .