باريس: قال مصدر دبلوماسي غربي، مساء الأربعاء، إنه من غير المستبعد تباعد مصالح سورية عن مصالح إيران في العراق ولبنان. وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن quot;العلاقات بين سورية وإيران قائمة منذ زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وشاه إيران، وتستند هذه العلاقات على عنصر أساسي هو العراق، حيث كان لدى الطرفين عدوا مشتركا هو العراقquot;، تحت قيادة صدام حسين.

وأضاف المصدر quot;أيا كانت الظروف كان محكوم على دمشق وطهران بالتحالف لمواجهة العراق ولكن تغيرت الظروف الآن فالعراق لم يعد تهديدا بالنسبة لهما، ويمكنني الذهاب أبعد من ذلك لأقول إن السوريين يخشون ربما من نشوء عراق خاضع لسيطرة إيرانيةquot;، وتابع quot;إن هذه الفرضية من شأنها تغير المعطيات، وتقارب المصالح بين دمشق وطهران لم يعد كما كان حول العراقquot;، وفق تعبير المصدر.

وفي السياق نفسه أشار المصدر إلى quot;تباعد في الرؤىquot; بين طهران ودمشق حول quot;مستقبل لبنانquot;، وقال quot;إن سياسة سورية في لبنان تقوم على عدم وجود مجموعة مسيطرة، بل تعتمد على عدة مجموعات تخضع لنفوذها، ومن وجهة نظر السوريين لا مصلحة بوجود حزب الله قوي جداquot;، وأضافت quot;إن ذلك قد يقود حزب الله إلى تبني رؤية لا تنسجم ورؤية السوريين معتمدا على مساعدة الإيرانيين، وبالتالي عدم قدرة دمشق على التحكم بهquot;، وواصل المصدر في عرض تحليله quot;تتساءل سورية ربما عن مصالحها في العقدين القادمين، والبديل قد يكون فتح مسار إسرائيلي ودراسة ما يمكن أن يحمله هذا المسار من ثمارquot;، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيا.

ووضع المصدر انفتاح باريس على دمشق ضمن سياق التغيرات التي بدأت تطرأ على السياسة الخارجية السورية، مشيرا بهذا الصدد إلى استئناف الاتصالات السورية ـ الفرنسية على مستوى عال ودعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس في الثالث عشر من الشهر المقبل.