الياس توما من براغ : قبل يومين من توقيع الولايات المتحدة مع تشيكيا على الاتفاقية الخاصة بوضع قاعدة رادارية أميركية متطورة في منطقة بردي العسكرية التشيكية حذرت روسيا اليوم من أنها ستتخذ إجراءات مناسبة كي يتم ضمان الأمن المناسب لها في حال توقيع تشيكيا مع الولايات المتحدة على هذا الاتفاقية ومصادقة البرلمان التشيكي عليها.

وقال سفير روسيا الاتحادية في براغ ألكسي فيدوتوف في برنامج حواري تلفزيوني تشيكي اليوم بان الاميركيين لم يتمكنوا حتى الآن من تخفيف تداعيات نشر مشروع الدرع الصاروخي على امن روسيا والمجتمع الدولي ولذلك فان بلاده سترد على هذا الأمر بالشكل المناسب. و أشار إلى أن موقف روسيا سيحدد بشكل دقيق من قبل ممثل وزارة الدفاع الروسية الذي سيحضر في براغ في الفترة بين 8ــ 11 من هذا الشهر المؤتمر الدولي الخاص بالدفاع الصاروخي المضاد. وأضاف أن ممثل وزارة الدفاع سيعلن موقف روسيا الاتحادية بشكل محدد وسيتناول نتائج تحقيق هذا المشروع على الأمن الأوربي.

كما أكد فيدوتوف أن روسيا يمكن أن ترضى فقط في حال تم ضمان وجود دائم لها للمفتشين الروس في القاعدة الرادارية في تشيكيا وفي قاعدة الاعتراض الصاروخية في حال نشرها في بولندا مشيرا إلى أن روسيا لا ترى تقدما في هذا المجال حتى الآن.

وأشار إلى أن واشنطن عرضت على بلاده إمكانية القيام بعمليات تفتيش في القاعدتين ووجود تعاون في مسالة الدفاع الصاروخي غير أن تشيكيا وبولندا لم تقبلا بهذا الأمر ولهذا رأى بان على الطرف الاميركي الدخول في مفاوضات مع التشيك والبولنديين حول هذه المسالة .

وشدد السفير الروسي على أن قضايا الأمن يتوجب مناقشتها واتخاذ القرارات بشأنها بالتعاون مع المجتمع الدولي مؤكدا أن الجميع يواجهون تهديدات عالمية وتحديات ولهذا يتوجب الأخذ بعين الاعتبار أن موضوع الأمن لا يمكن تجزئته .

ورأى أن نشر الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا يمكن له أن يخلق تقسيم جديد بين الناتو وبين بقية الدول رافضا التبريرات الأمريكية بان الدرع الصاروخي يستهدف الحماية من هجمات صاروخية يمكن أن تشن مستقبلا من قبل كوريا الشمالية وإيران .

من جهته أكد نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار الذي قاد المفاوضات عن الجانب التشيكي في مسالة تحديد شروط وضع القاعدة الامريكية بان الموقف التشيكي من روسيا لم يتغير معربا عن استعداد حكومة بلاده القبول بوضع ملحق عسكري في السفارة الروسية في براغ يمنح الحق بدخول القاعدة . وأضاف أن روسيا تعرف بان تبادل المعلومات quot; اون لاين quot; بشكل مشترك يمكن له أن يضمن الشفافية للنظام كله.

وبالتوازي مع هذا الموقف استبعد نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا إمكانية قبول بلاده بوجود عسكري روسي دائم في القاعدة الأمريكية لكنه أشار إلى إمكانية قبول بلاده في المستقبل بشكل من أشكال المتابعة والرقابة لعمل الرادار .

يذكر أن وزيرة الخارجية الاميركية ستوقع كما أعلن يوم الثلاثاء القادم في براغ مع نظيرها التشيكي كارل شفارتسينبيرغ على الاتفاقية الخاصة بوضع الرادار كما سيتم التوقع على اتفاقية أخرى بشان التعاون الصناعي والعلمي بالصلة مع الاتفاقية الأولى غير أن الاتفاقية الأولى لن تدخل حيز السريان إلا بعد مصادقة البرلمان التشيكي عليها وكذلك مصادقة الرئيس الأمر الذي لا يعتبر مضمونا حتى الساعة حسب المواقف المعلنة حتى الآن للكثير من النواب .

هذا ويرفض 68 بالمائة من التشيك وضع القاعدة الاميركية في بلادهم فيما يقبل بوضع قاعدة الاعتراض الصاروخية في بولندا المجاورة كل ثالث مواطن بولندي فقط .