فالح حمراني من موسكو: اسفرت النتائح الاولوية لمشروع quot;اسماء روسيا...quot; الانتخاب التاريخي 2008 التي تنظمها قناة التلفزيون الروسي ومعهد تاريخ روسيا التابع لاكاديمية العلوم الروسية، عن نتائج يمكن وصفها بالمثيرة. حيث نال الزعيم السوفياتي الاسبق يوسف ستالين على غالبية الاصوات، وصوت لصالحه 160 ألف شخص، ما يعني ان سكان روسيا حاليا يعتبرون ستالين الشخصية الاعظم في تاريخ البلاد.

ويشار الى ان مثل هذه المشاريع مدعوة لانهاض الروح الوطني لدى سكان روسيا ورص صفوفهم في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه بلدهم في عصر يمر بالاحداث العاصفة. والمثير ان ستالين متهم تاريخيا بممارسات الابادة الجماعية للامم والاشخاص وانشاء معتقلات العمل المجاني والتصفية الجسدية لمعارضيه ولفعاليات مرموقة من غير ذنب. وهناك تيار يبرر ممارسات ستالين تلك بنجاحاته في البناء الاقتصادي وتصنيع البلد وانتصاره على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية .

وتجري الان المرحلة الثانية من المشروع الذي يقضي باختيار اعظم شخصية على مدى تاريخ روسيا من بين 50 شخصية مرموقة من خلال التصويت العام عبر شبكة الانترنت وسيجري تحديد 12 شخصية من بينها تحظى بالشعبية الاوسع.

وستنتهي المرحلة الاخيرة من التصويت في سبتمبر المقبل. وبانتهاء المرحلة الاخيرة سيتم عرض برنامجا تلفزيونيا خاصا عن كل شخصية من بين ال 12.

ومن ثم يختار المشاهدون الشخصية التي تستحق التقدير الاكبر من بين العظماء. وباستثناء ستالين يندرج في دزينة المتقدمين حاليا الممثل والمغني والشاعر فلاديمير فيسوتسكي والزعيم البلشفي فلاديمير لينين وآخر قياصرة روسيا نيقولاي الثاني والقصير الدموي ايفان غروزني والشاعر سيرغي يسنين وسيرغي رداوجينسكي والشاعر العظيم الكسندر بوشكين والاديب الشهير انطون تشيخوف والقصير العظيم بطرس الاول واول رائد للفضاء الكوني يوري غاغارين وحتى الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين.

ويؤكد تطابق نتائج الاستطلاع الذي نظمه صندوق الرأي العام في اطار المشروع مع نتائج التصويت بالانترنت ان تزعم يوسف ستالين لا يعد تزوير او لعبة قام بها الشيوعيون كما يؤكد بعض المشرفين على التصويت. لاسيما وان هناك تباين في موقف الشيوعيين من شخصية ستالين.

وثمة اجماع على ان نتائج التصويت تعكس حاجة المواطنين العاديين للقبضة الحديدية. اضافة الى ان الكثير من المحللين يرون ان المهام الماثلة اليوم امام روسيا تشبه لحد كبير المهام التي حققها ستالين بنجاح خلال حكمه بهذا الاسلوب او ذاك.

ويعترف حتى بعض القائمين على مشروع quot;اسماء روسيا ...quot; بنجاح سياسة ستالين جزئيا. واشير في الورقة التي تعرف بستالين في المشروع الى انه ومع الاخذ بالاعتبار الممارسات الشاذة لعملية التحديث الستالينية يتوجب الاعتراف بانجاز المهام التي كانت مطروحة امام البلاد، ولذلك فثمة اساس من الصحة لربط الانتصار على المانيا الهتلرية بنجاح مشروع التصنيع السوفياتي.