أحمد البشري من أنقره: في حين ذكر محافظ مدينة إسطنبول معمر غولير ، عشية الهجوم على القنصلية الأميركية، بأن أحد المهاجمين قدم للتو من أحد دول الجوار، ورفض الإفصاح عن تلك الدولة لأغراض أمنية، كان الكل في الشارع التركي يعرف بأن تلك الدولة ليست إلا سوريا. الآن وبعد يومين من الهجوم جاءت الأنباء لتؤكد تلك الفرضية، فقد نشرت أحد الصحف المحلية بأن أحد المهاجمين زار سوريا في الفترة الماضية.

وربما كان الهجوم على القنصلية، قد صب في مصلحة الحكومة التركية الحالية، وفي مصلحة الحزب الحاكم ككل، الذي يواجه خطر الإغلاق، وسحب الصلاحيات منه، بسبب اتهامات بممارسة أنشطة مناهضة للعلمانية، تتمثل في اتخاذ بعض القرارت التي كان أشهرها السماح بالحجاب في الجامعات التركية.

إذ طغى الحديث عن الهجوم على كل الأخبار المحلية، وعلى الأحداث السياسية، وحتى على الأجتماع التاريخي بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظيره العراقي نوري المالكي، والذي أسفر عن العديد من الإتفاقيات بين البلدين. وقد أعلنت السلطات التركية عن اعتقال عشرة أشخاص في إطار التحقيقات الجارية حول عملية الهجوم المسلح الذي تعرضت له القنصلية الأميركية، والتي أودت بحياة ثلاثة من أفراد الشرطة التركية وجرح شرطيين آخرين ومصرع ثلاثة من المهاجمين الأربعة.

وفي تصريح صحفي أدلى به، محافظ مدينة اسطنبول معمر غولير، اوضح فيه أن التحقيقات اثبتت بأن العملية كانت هجوما إرهابيا مسلحا على القنصلية وليست عملية انتحارية، كما وصفها وزير الداخلية التركي بشير اتالاي. وقال اتالاي quot;رأينا مرة أخرى ان الارهاب بلا رحمة أو دين أو عقيدة أو جنسية. نحن ندين الارهاب أيا كان مصدره.

كما تم القبض على شخص خارج مدينة اسطنبول و التحقيقات جارية حول العلاقات الخارجية لأحد المعتقلين و حول ما اذا كان الإرهابيون يتعاطون المخدرات أم لا. في هذا الصدد، أكدت الحكومة التركيةأن الشرطة نجحت في إلقاء القبض على الشخص الرابع المشارك في الهجوم المسلح على القنصلية وذلك بعد أن تمكنت فرق مكافحة الإرهاب في اسطنبول من تحديد مكانه بعد ساعات من عثور الشرطة على سيارة التي استخدمت بعملية الهجوم.

و حول اختطاف المواطنين ألمان الثلاث على يد مقاتلين اكراد عندما كانوا في رحلة تسلق إحدى القمم الجبلية في شرقي تركيا،قالت وكالة الأنباء التركية إن quot; الإرهابيين قالوا إنهم نفذوا هذا العمل بسبب إجراءات الحكومة الألمانية الأخيرة ضد جمعيات ومتعاطفين مع حزب العمال الكردستانيquot;.

كما أعلن الجيش التركي الجمعة عن نجاح قواته في القضاء على 10 مسلحين من منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية جنوبي شرقي تركيا. وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان على موقعها على شبكة الانترنت ان الاشتباكات التي وقعت في محافظة شيرناك بين الجيش التركي والمتمردين الأكراد أسفرت عن مصرع 10 عناصر من المنظمة المحظورة ومقتل أحد حراس القرى الأتراك.