سارة رفاعي من المنامة: دعا رئيس جمعية وكتلة الأصالة الإسلامية السلفية والنائب الأول لرئيس مجلس النواب غانم البوعينين القادة العرب وجامعة الدول العربية إلى التحرك الجماعي الفوري لمواجهة تداعيات مذكرة التوقيف التي أصدرها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الأرجنتيني لويس أوكامبو ودعا فيها لاعتقال الرئيس السواداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في إقليم درافور غرب السودان.
وأكد البوعينين على ضرورة عدم إيكال القضية برمتها لوزراء الخارجية العرب فقط وإنما ينبغي التحرك من جانب القادة واتخاذ خطوات جماعية تصاعدية كالتهديد أو الانسحاب من المحكمة أو عقد قمة ولو مصغرة وذلك قطعا للطريق أمام صدور قرار من المحكمة يؤيد مذكرة التوقيف التي أصدرها الادعاء.
وشدد النائب البحريني على إن صدور هذا الاتهام يدل على ان المحكمة الجنائية التابعة للأمم المتحدة فقدت مصداقيتها القضائية نهائياً ، وأنها كغيرها الكثير من المؤسسات الدولية خاضعة لتوجهات الدول الكبرى المعادية للبلدان العربية.
واوضح ان quot; هذا الاتهام بملاحقة واعتقال الرئيس السوداني يعد الأول من نوعه الذي يصدره ادعاء المحكمة بحق رئيس دولة ، ولو كانت هناك مصداقية فعلية لدى المحكمة لكان على ادعائها العام الالتزام باختصاص المحكمة الذي ينص على أن صدور مذكرات توقيف بحق الأشخاص يجب أن يكون الخيار الأخير للمحكمة إذا فشلت الخيارات الأخرىquot; .
وأضاف quot; كما يجيئ هذا الاتهام في الوقت الذي وقع فيه الرئيس السوداني اتفاقية سلام مع جنوب السودان أنهى بموجبها الحرب بالجنوب وأعطاه بموجبه حق تقرير المصير وتقاسم معه ثروات السودانquot;.
وبين البوعينين quot; وبالنسبة لإنهاء الصراع في دارفور فقد بذل جهودا مضنية للوصول إلى اتفاق يحقق الأمن والسلام والرخاء لأهل دارفور وللسودان بشكل عام ، وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير استعداده للتفاوض مع الحركات المتمردة به وبالفعل وقع اتفاقية أبوجا مع جيش تحرير السودان quot; ، موضحا quot; غير أن حركة العدل والمساواة وبدعم من الولايات المتحدة واسرائيل والدول الغربية رفضت الاتفاق واعتبرته quot;خيانة كبرىquot; وطالبت بتدخل أمريكي ودولي في السودان من أجل تقسيمه حيث إن حركة العدل والمساواة لها مكتب في اسرائيل وتتلقى الأموال والسلاح والتسهيلات منها quot;.
واكد البوعينين ان هناك شبهة قوية بأن تكون الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية المعادية للسودان والبلدان العربية قد أوعزت للادعاء العام توجيه هذا الاتهام للرئيس السوداني بالنظر إلى تاريخه وتوجهاته المعادية للاستعمار والامبريالية منذ ما قبل وصوله للسلطة في 1989م ، فالرئيس البشير حارب اسرائيل في صفوف المصريين في حرب أكتوبر1973، وينتقد دوما السياسات الأمريكية والاسرائيلية بالمنطقة ويتبنى سياسات وشعارات مناهضة لهما.
واشار إلى ان هناك تضخيم مبالغ فيه وكذب يمارس بحق الممارسات الحكومية في إقليم دارفور وممارسات الجنجويد ، وكل الاتهامات المساقة في هذا الشأن مجرد مزاعم واتهامات سياسية لا تسنتد إلى أدلة عملية ، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه الجماعات المتمردة بالقتل والترهيب والسرقة والاغتصاب والحرق بشكل منظم .
مشددا على quot; إن هذه الخطوة من جانب المحكمة الجنائية تعد وسيلة للضغط على السودان لتقديم مزيد من التنازلات ، بالنظر إلى أنه يتمتع بثروة طبيعية وفيرة ، ويمثل المدخل الجنوبي للأمن القومي العربي ، وأي مخاطر يتعرض لها ستؤدي بالضرورة لاهتزاز الأمن بأكبر بلد عربي وهي مصر ، لذا فإننا نعتقد أن هذا القرار يعد جزءا من المحاولات المستمرة للقوى المعادية للأمة العربية لتقسيم السودان من أجل النفاذ إلى البلدان العربية الأقوى للنيل من العالم العربي كله والسيطرة عليه ، خاصة وأن السودان يصدر 500 ألف برميل نفط منذ العام 1999 ولديه احتياطي نفطي كبير ويمتلك ثورة حيوانية تقدر بنحو مليوني رأس ، ويزخر بأرض شاسعة صالحة للزراعةquot; .
وبين quot; إن ولاية المحكمة الجنائية الدولية لا تمتد للدول التي لم توقع على المعاهدة التي أنشاتها ، وبالنظر إلى أن السودان من ضمن الدول العربية ، بجانب الأردن ، التي لم توقع على هذه المعاهدة فإنه ليس من حق المحكمة مد ولايتها على السودانquot; ، مضيفا quot; ولو كانت هناك مصداقية فعلاً لدى المحكمة لقامت بإصدار مذكرات توقيف بحق رؤساء دول مجرمين وقتلة، كما أن الرئيس جورج بوش قد قام في العام 2002 بسحب توقيع الولايات المتحدة على معاهدة انشاء المحكمةquot; .
وختم النائب البوعينين كلامه quot; إن جمعية الأصالة الإسلامية تدعو الرؤساء والملوك والأمراء والقادة العرب إلى إدراك أن هذه اللحظة خطيرة وغير مسبوقة وإن لم يتحركوا بشكل جدي لحماية السودان فلا يعلم أحدا غير الله سبحانه وتعالى ما سيلحق بأمتنا العربية والإسلامية من إذلال ومهانة ودمار أكثر مما لحق لهquot;.
التعليقات