الخلاص: إغتيال سليمان مرتبط بمقتل الحريري

لندن: اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية في اليوم الثلاثاء أن ظروف اغتيال العميد محمد سليمان أحد كبار ضباط الجيش السوري والذي يعتبر اليد اليمنى للرئيس بشار الأسد أثارت شكوكا كبيرة تجاه نشوب أزمة داخل النظام في دمشق حول العلاقات المعقدة مع إيران وحزب الله وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفق أحد التقارير فإن الجنرال محمد سليمان اغتيل برصاص قناص على متن يخت من البحر خلال قضائه إجازة في منزله بمنتجع سياحي في طرطوس يوم الجمعة. وقالت الغارديان إن المسؤولين السوريين قالوا إن سليمان كان مكلفا بملفات الدفاع والأمن في المكتب الخاص بالرئيس الأسد. وزعمت مصادر إسرائيلية ومصادر من المعارضة السورية أن سليمان عمل بمثابة quot;ضابط ارتباطquot; مع حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران العدو اللدود لإسرائيل، وفق ما وصفت الصحيفة.

وأشارت إلى أن الأسد كان في إيران خلال مراسم دفن جثمان سليمان يوم الأحد، إلا أن مسؤولين سوريين كبار من بينهم ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري حضروا مراسم الدفن، مشيرة إلى أن الرئيس السوري كان يجري محادثات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول برنامج طهران النووي والعلاقات بين الحليفين الإقليميين وحزب الله.

علاقة آصف شوكت بالقضية

وقالت الغارديان إن الإعلام الرسمي في سوريا الذي يسيطر عليه النظام لم ينقل خبر مقتل سليمان، إلا أن مصادر سورية أكدت أن سليمان قتل بإطلاق الرصاص على رأسه وعنقه من سلاح مزود بكاتم صوت على الشاطئ في منتجع الرمال الذهبية بالقرب من طرطوس حيث كان يملك شاليه كباقي كبار المسؤولين السوريين الذين يتمتعون بامتيازات خاصة.

وكشفت الغارديان أن أحد الاحتمالات وراء مقتله قد يكون صراع القوى داخل النظام. ونقلت عن مصدر، له اتصالات رفيعة المستوى داخل النظام، ربطه عملية الاغتيال بصراع على السلطة بين الأسد ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت بسبب مقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق.

وقال المصدر ذاته لصحيفة الغارديان إنه quot;بعد اغتيال مغنية جرّد الرئيس السوري على ما يبدو شوكت من الكثير من سلطاتهquot;، وأضاف هذا المصدر قوله: quot;قد يكون سليمان على علاقة بعملية الاغتيال، لأنه كان من المعروف أن شوكت كان يكره سليمانquot;. أما آخرون فعزوا اغتيال سليمان إلى توتر العلاقات مع إيران بسبب المحادثات غير المباشرة بين دمشق وإسرائيل والتي تجري تحت رعاية تركية.

ونقلت الغارديان عن أندرو تابلر أحد المحللين السياسيين في دمشق قوله إن القضية الكبرى التي باتت تواجه سوريا الآن هي علاقتها مع إيران وحزب الله وكيف يمكن التوفيق بين ذلك وبين المحادثات التي تجريها مع إسرائيل. وأوضح تابلر أن الاغتيال يعني أن هناك صراعا على السلطة داخل سوريا في الوقت الحاضر، الأمر الذي ربما يشكل مصدر قلق كبير لإيران، لأن مقتل أشخاص مثل سليمان لن يحدث إلا إذا كان شيء ما يحدث في البلاد.

هذا فيما قال الشيخ عبد الله الراغب الحامد من التحالف الديموقراطي السوري وهو تجمع للمعارضة السورية، إن سليمان قتل لمنعه من التحدث عن تورطه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كما ورد على الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإثنين.

المهام التي كانت منوطة بسليمان

من ناحية أخرى، أشارت صحيفة هآرتس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هويتهم، قولهم إنهم يعتقدون أن سليمان كان مكلفا بنقل أسلحة إيرانية وسورية إلى حزب الله، بما فيها صواريخ بعيدة المدى استخدمت في الهجمات على إسرائيل. أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد قالت إن سليمان كان مسؤولا عن برنامج سوريا النووي المزعوم.

إلا أن مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت قال ردا على سؤال حول مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال، إنه ليس لدى الحكومة الإسرائيلية أي اطلاع مباشر أو أي تعليق على الحادث.