تل أبيب: كشف استفتاء أجرته صحيفة هآرتس على ثمانية من الخبراء الإسرائيليين المرموقين أن هؤلاء الخبراء لا يخشون من باراك أوباما، المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما يتعلق بمصلحة إسرائيل في حال فوزه بالرئاسة، ولا يعتقدون أنه سوف يجبر إسرائيل على تقديم التنازلات التي لا تقبلها في مفاوضات السلام.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين مفضل بالنسبة لإسرائيل، إلا أنه لا يحوز على إجماع الخبراء، كما أن تفاصيل الاستفتاء تشير إلى أن نتائج الاستفتاء أكثر تعقيدا وتباينا. فقد طـُلب من أعضاء اللجنة أن يعطوا علامات تتراوح بين 1 إلى 5، وكلما كان الرقم أعلى كلما كان أفضل بالنسبة لمصلحة إسرائيل على أي من القضايا.

وكانت النتائج كما يلي:

بالنسبة للخطر الإيراني حاز أوباما على 2.5 نقطة فيما حاز ماكين على 4.25 نقاط، أما بالنسبة للحرب على الإرهاب فقد حاز أوباما على 2.875 نقطة وحاز ماكين على 4.25 نقاط، وفيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية السورية حاز أوباما على 3 نقاط، وماكين على 3.5 نقاط، وفيما يتعلق بحزب الله ولبنان حاز أوباما على 2.875 نقطة وماكين على 4 نقاط، أما بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، فقد حاز ماكين على 2.875 نقطة وماكين على 3.375 نقاط، وبالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الأميركية، حاز أوباما على 3.25 نقاط وماكين على 4.375 نقاط، أما حيال الحرب في العراق والشأن الإسرائيلي المتعلق بها فقدحاز أوباما على 2.875 نقطة وماكين على 3.5 نقاط، وأما بالنسبة لتأثير الولايات المتحدة على الأمم المتحدة بخصوص إسرائيل حاز أوباما على 3 نقاط وماكين على 3.5 نقاط.

وعلى الرغم من أن هناك شبه إجماع بين الخبراء على أفضلية ماكين لإسرائيل فيما يتعلق بالخطر الإيراني، غير أن النتائج متباينة بالنسبة للقضايا الأخرى، فالخبراء يرون أن أوباما هو الذي لديه خطة أفضل بالنسبة للعراق، كما أن ثلاثة من الخبراء الثمانية يرون أن أوباما لن يكون أقل من ماكين في محافظته على علاقات قوية بين إسرائيل والولايات المتحدة.

أما بالنسبة لتأثير الولايات المتحدة على الأمم المتحدة، وهو أمر مهم بالنسبة للإسرائيليين حيث إنهم يعتمدون على الولايات المتحدة في التصويت في الأمم المتحدة، فإن الخبراء منقسمون؛ إذ يريد أربعة خبراء من ماكين أن يتولى إصلاح الأمم المتحدة، غير أن الأربعة الآخرون يرون أن أوباما سوف يكون على نفس مستوى ماكين (خبيران) أو أفضل من ماكين (خبيران آخران) في هذا الشأن.

وقالت الصحيفة إن أكثر القضايا المثيرة للاهتمام في الاستفتاء هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو شأن يحاول أوباما منذ أشهر أن يغير انطباع الإسرائيليين عنه حياله، فقد كان أداء أوباما في الاستفتاء جيداً بشكل مفاجئ، إذ رأى ثلاثة من أعضاء اللجنة أنه سوف يعالج الأمر ويتعامل معه على نفس مستوى ماكين، بل رأى اثنان آخران أنه قد يكون أفضل، مما يعني أن ثلاثة من أعضاء اللجنة (أي أقلية) يفضلون ماكين على أوباما في هذا الشأن.

وأما بالنسبة للعلاقات السورية الإسرائيلية فإن الأمر مختلف، إذ يفضل ثلاثة من أعضاء اللجنة أوباما، بينما يفضل الخمسة الآخرون ماكين. وقالت الصحيفة إن الخبراء لهم دوافع مختلفة تجعلهم يصوتون بهذه الطريقة، حيث يعتقد بعضهم أنه لن يستطيع أي من أوباما أو ماكين أن يحقق شيئاً، ويرون أن أوباما أذكى بحيث لن يسعى إلى مسعى وهو موقن من أن الفشل فيه محتوم، لذا فإن هؤلاء لا يرون مبرراً للقلق.

من ناحية أخرى، يفضل خبراء آخرون في اللجنة أوباما لأنهم يعتقدون أن من مصلحة إسرائيل أن تتعرض لبعض من الضغوط الأميركية، ويعتقدون أن أوباما سوف يحاول أن يضغط على إسرائيل في شؤون من الصعب عليها أن تتخذ القرارات بنفسها.