الياس توما من براغ،وكالات: تقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارة تاريخية إلى ليبيا تهدف واشنطن من خلالها إلى تأكيد أنه ليس لها أعداء أزليون. يُذكر أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات دبلوماسية كاملة مع ليبيا وقد فتحت سفارتها في طرابلس في مايو 2006.

وفي نفس الشهر فتحت ليبيا سفارتها في واشنطن. ومع ذلك لا يمكن وصف العلاقات الليبية الأميركية بالمتكاملة. صحيح أن ليبيا تخلت في عام 2003 عن نية الحصول على سلاح نووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل استجابة لضغط من واشنطن، ولكن من الواضح أن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي وصفه الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان بـquot;الكلب المسعورquot;، لا ينوي أن يكون كمن يلتزم السمع والطاعة.

كما تبقى وجهات نظر ليبيا والولايات المتحدة غير متفقة حيال عدد من القضايا ومن بينها النزاع الروسي الجورجي. وتعتزم رايس التوقيع على اتفاقية إطار للتجارة والاستثمار وإبرام بروتوكول حول التعاون الثقافي والتعليمي بين الولايات المتحدة وليبيا، غير أن تنفيذ هذه الاتفاقيات يتعلق بتنفيذ اتفاقية أخرى وقعتها واشنطن وطرابلس في وقت سابق وتعهدت ليبيا بموجبها بإنشاء صندوق إنساني لدفع تعويضات لضحايا غارات الطيران الأميركي وحوادث الانفجار التي وقف وراءها ليبيون، مع العلم أن ليبيا لا تسارع إلى إقامة هذا الصندوق.

ومن الواضح أن الزعيم الليبي لا يسعي لإقامة علاقات متكاملة مع الولايات المتحدة بغير روية خاصة وأن بلدانا كثيرة تطمح للدخول في تعاون مع ليبيا الغنية بالنفط والغاز وغيرهما من الموارد، بما فيها روسيا. وأغلب الظن أن القذافي سيحاول الاستفادة بشكل كبير من الاهتمام الدولي المتزايد ببلده.

المعارضة تنتقد زيارة رايس إلى ليبيا

من جانبه انتقد المعارض الليبي محمد الجحمي زيارة رايس إلى ليبيا معتبرا أن الولايات المتحدة ترتكب خطأ بإقامتها علاقات دبلوماسية كاملة مع نظام القذافي لان quot;العقيدquot; حسب قوله لم يتغير. ورأى أن القذافي قد اشترى الطريق للخروج من العزلة بعد الأعمال الإرهابية التي قام بها ضد الاميركيين ولكن من السذاجة بمكان الاعتقاد بأنه قد تغير فهو مصاب بعقدة الزهو الرسولية ويزعم بأنه يمتلك حلولا لكافة مشاكل البشرية.

وأضاف في حديث للصحيفة الاقتصادية التشيكية اليوم أن أولاد العقيد القذافي لا يختلفون عنه فسيف القذافي صحيح انه درس في الغرب غير انه غير متسامح تجاه المعارضة كوالده. ودعا الغرب إلى إعادة تقييم سياسته تجاه النظام الليبي والاختيار فيما إذا كان يريد الصداقة مع نظام ضعيف لا يتسامح مع المعارضة أم الصداقة مع الليبيين.

ورأى أن النظام الليبي هو الذي سيستفيد من قيام علاقات جيدة مع الغرب لا الشعب الليبي مشيرا إلى أن الشروط القاسية ستستمر في ليبيا وان امن الدولة الليبي واللجان الثورية لديها السلطة لسجن أو قتل كل من تعتبره معارضا للنظام. وأضاف إذا انتقد احد خطاب القذافي فان العقاب يمكن أن يطال أسرته وقبيلته والمنطقة التي يعيش فيها وذلك وفق quot; قانون الشرف quot; الذي اقر في عام 1997 ولا يزال ساريا إلى اليوم. وأشار إلى أن أخيه فتحي المحافظ السابق لإحدى المحافظات الليبية الرئيسية معتقل في طرابلس الغرب ويوجد في حالة من العزلة وممنوع على الصحفيين والتلفزيون زيارته وقد أودع السجن منذ أكثر من خمسة أعوام بسبب انتقاده للنظام الليبي.

وأكد أن هناك ألاف الأشخاص المعتقلين كوضع شقيقه وانه لا يمكن معرفة كم عددهم مشيرا إلى انه توجد في ليبيا سجون سرية تتبع للجان الثورية وامن الدولة. وأشار إلى انه قيل لعائلته بان شقيقه فتحي سيعدم في الأشهر القليلة القادمة كما أن نجل القذافي سيف طلب من قبيلته التخلي عنه ونبذه وإلا سيتم معاقبتها وفق قانون quot;الشرف quot;.

وردا على سؤال فيما إذا كان وضع الليبيين يمكن أن يتحسن بعد أن يتمكن النظام الليبي من بيع النفط إلى أوروبا والولايات المتحدة قال بان الليبيين اقتصاديا يتواجدون في وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل التقارب مع الغرب لان نفقات الحياة ارتفعت فيما لم ترتفع الرواتب.

وأضاف أن الجهة الموظفة الأكبر في ليبيا هي الحكومة ويتم تحديد الرواتب بقانون وتسود الرشاوى في كل مكان لان وضع الليبي مرهون بمدى ولائه للنظام ولهذا فان هذا الأمر يعتبر سببا لماذا 10 إلى 20 بالمائة من سكان ليبيا البالغ عددهم 6 مليون نسمه يعملون مخبرين للنظام الليبي وفق وزارة الخارجية الاميركية.