بوش أقر سراً عمليات عسكرية داخل باكستان
عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: فيما تستمر عمليات القوات الباكستانية في منطقة سوات وباجور بكل قوة مؤدية إلى قتل العشرات من المسلحين والمدنيين العزل، ويتم استخدام المقاتلات والمروحيات الحربية ضد المواطنين الباكستانيين دون هوادة hellip; بدأت الأمور تنحو منحى آخر بعد أول هجوم أميريكي أرضي على quot; أنكور أدةquot; بوزيرستان الجنوبية الأسبوع الماضي ما أدى إلى مقتل 21 من المدنيين الأبرياء. وتلا ذلك الهجوم هجومان صاروخيان آخران على منطقة وزيرستان الشمالية.

وقد أثارت تلك الهجمات التي لم تشهد أي توقف رغم الاحتجاج الباكستاني حفيظة المواطنين، كما أنها وضعت علامات استفهام عديدة أمام حكومة جيلاني ورئاسة زرداري.

وقد أكد رئيس الجوية الباكستانية بأن باكستان قادرة على رد تلك الهجمات؛ لكن ليس لدى الجوية إذن الحكومة بذلك. ومن المثير أن مستشار الداخلية رحمن ملك الذي يراه الكثير رئيس الوزراء الحقيقي في باكستان،أكد تصريحات رئيس الجوية.

ولم يسكن غبار تلك التصريحات المثيرة، إذا بجريدة أميركية تنشر تقريرا بأن الرئيس الأميركي بوش قد أذن بالعمليات العسكرية داخل الحدود الباكستانية أثناء شهر يوليو الماضي. وأكدت الصحيفة ذلك التقرير بتصريحات لعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

وقد ذكر الجنرال الأميركي مايك مولن أن طريق الانتصار في أفغانستان تمر عبر المناطق القبلية الباكستانية، إلى جانب اعترافه بعدم الانتصار في أفغانستان. وردا على تلك التصريحات رفض قائد القوات المسلحة ذلك الموقف وأكد بكل صراحة أن لدى باكستان حق الدفاع عن حدودها ولن يسمح لأحد بالقيام بالعمليات العسكرية، في حين صرح رئيس الوزراء جيلاني يوم أمس أن تصريحات القائد العام تعكس سياسة حكومته.

على صعيد آخر أكد المدير العام للعلاقات العسكرية العامة اللواء أطهر عباس أن باكستان سترد على الهجمات الأجنبية؛ لكن عندما سئل: هل سيكون الرد الاحتجاج والتصريحات مثل الماضي أم يكون ردا من نوع آخر؟ قال: الحديث عن نوع الرد سيكون قبل الأوان. والوقت سيقرر نوعه، مشددا على أن باكستان تحتفظ بحق الرد.
وعندما سئل عن طبيعة الشراكة الباكستانية مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، قال لا يمكن السماح لأحد بتطبيق العمليات العسكرية داخل الحدود الباكستانية، نقول لهم زودونا بالمعلومات عن الإرهابيين والأهداف وقواتنا ستقوم بالهجوم عليهم، مضيفا أننا قد نشرنا نحو 120,000 جندي في تلك المنطقة.

ويرى محللون أن الموقف الأميركي الجديد قد يزيد من مشاكل الحكومة الباكستانية في الوقت الراهن؛ لأنها تريد تغييرا في سياستها في أفغانستان وقد أشارت إلى ضم المناطق القبلية إلى أفغانستان في إستراتيجية الحرب على الإرهاب. أما نوع رد الحكومة على الهجمات المحتملة في تلك المناطق لا يزال غامضا.

ويؤكد بعض الخبراء أن الرد الباكستاني لن يتجاوز حد الاحتجاج؛ لأن القوات الجديدة لا تقوم بجديد في الحرب على الإرهاب. والسبب معروف أن الحكومة الباكستانية توافق العمليات السرية وتخالف العلنية. والدليل على ذلك أن الهجمات الصاروخية والغارات الجوية داخل الأراضي الباكستانية تستمر منذ أول يوم من الاحتلال الأميركي لأفغانستان. والجديد في هذا الصدد العمليات الأرضية فقط. وكانت باكستان في البداية تتبنى العمليات الأميركية وتنسبها إلى قواتها؛ إلا أنها بدأت تعزوها إلى قوات التحالف.

ومن هذا المنطلق يرى خيراء أن الأيام القادمة ستكون صعبة لسكان الشريط القبلي الباكستاني؛ لأنه سيكون بين الشاكوش الأميركي والسندان الباكستاني. أما العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، فإنها لن تشهد أي تصعيد؛ لأن الاتفاقيات المزعومة التي وقعها الجنرال مشرف مع الولايات المتحدة لن تكون quot;سهل الكسرquot; لحكومة جيلاني التي ليست إلا وجه آخر من نظام مشرف في سياساتها الداخلية والخارجية، بل وأكثر موالاة للولايات المتحدة بسبب توسطها بين حزب الشعب ونظام مشرف لنقل باكستان إلى quot; ديموقراطية مدنية quot;. فإذا لا يمكن للمالكي صيانة دماء الأبرياء في العراق مع أنه رئيس وزراء ديموقراطي، ولكرزاي حقن دماء المواطنين الأفغان الأبرياء رغم كونه رئيسا منتخبا، فكيف يمكن لزرداري وجيلاني معارضة الولايات المتحدة، ولو انتخبهما الشعب؟!!!