بهية مارديني من دمشق: رأى مراقبون سوريون إشارات أوروبية متناقضة تجاه سوريا ، ولفتوا الى ان الاتحاد الاوروبي رغم محاولته توحيد المواقف تجاه دمشق الا انها الملاحظ ان هذه المواقف تختل في موازينها الا ان المراقبين اجمعوا ان المفاوضات السورية الاسرائيلية هي التي جعلت الدول الاوربية تحاول ان تبحث لنفسها عن دور لنجاحها، الأمر الذي انعكس ايجابا على دمشق ذلك بالاضافة الى اتفاق الدوحة الخاص بلبنان.

ففرنسا رئيسة الاتحاد الاوربي الحالية كسرت العزلة السورية بقوة ، ورغم ان صفقة طائرات الاير باص لم تتم حتى الان ، الا ان زيارة الرئيس الفرنسي نيقولا سركوزي اثبتت للسوريين ان سياساتهم تأتي أوكلها ، اما بريطانيا فقد اختارت فتح بابها ولكن ليس على مصراعيه حين اوفدت مدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية جون جينكينز، والذي بحث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم التحضيرات للقاء ثنائي يجمع المعلم بنظيره البريطاني ديفيد ميليباند في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيلول الحالي ليكون هدف هذا اللقاء الذي سيجمع المعلم وميليباند في نيويورك بحث إمكانية التواصل بشكل أوسع بين مسؤولي البلدين اضافة الى استعراض التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولاسيما في لبنان والعراق وعملية السلام، والمحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية.

ونقل جينكينز دعم بريطانيا للمحادثات غير المباشرة السورية الإسرائيلية، وتقدير بلاده للدور الإيجابي الذي تؤديه سوريا، ورغبة بريطانيا في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. من جانبه، كرر المعلم تطلع دمشق إلى دور أوروبي فاعل في المنطقة، لاسيما في دعم عملية السلام.

واما وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس فقد جاء لسوريا ، كما قيل ، موفدا عن نظرائه الاوربيين الا انه لم يؤكد او ينف ذلك ثم قيل ان زيارته تحضيرية لرئيس وزرائه الى دمشق ، واعتبرموراتينوس ان دور سوريا في لبنان إيجابي، وقال quot;أشعر بالرضا الآن لأني أرى دوراً إيجابياً ومساهمة بناءة من جانب سوريا في بناء علاقات أفضل مع لبنان، علاقات مستقبلية متينةquot; وخفف بذلك موراتينوس وطأة رسالة مشتركة ارسلها الى الخارجية السورية كان لها رد فعل سلبي.

وتأتي هذه الزيارات في وقت تشهد فيه العلاقات السورية الأوروبية بصورة عامة تحسنا لافتا بعد مساهمة سورية في توصل اللبنانيين إلى اتفاق يضع أسس حل الأزمة السياسية اللبنانية, وبعد بدء مفاوضات سلام غير مباشرة بين سورية وإسرائيل رغم عدم بت الاتحاد الأوربي في استئناف المحادثات معها ، ذلك الذي أكده منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حين قال إن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ قرارا باستئناف المحادثات مع سورية لكنه أشار إلى أن المحادثات ستستأنف في حال لبت دمشق بعض المطالب الأوروبية وأضاف سولانا في تصريح صحفي الجمعة الماضية خلال زيارته إلى إسرائيل والاراضي المحتلة إن quot; موقف الاتحاد الأوروبي هو مواصلة المفاوضات مع سورية بمجرد أن يقرر الاتحاد أنه أصبح من الواضح بما يكفي أن دمشق غيرت موقفها.

وأشار سولانا إلى أنه quot;إذا غيرت سورية موقفها بالطريقة التي نتحدث عنها، وأجرت بعض التغيير فسننظر بالأمر حينئذ بلا شك في استئناف المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق quot;. وقال أنه quot; في الوقت الحالي لم يتخذ الاتحاد الأوروبي أي قرار باستئناف هذه المحادثات مع سوريةquot;.

وكان سولانا أعرب الاسبوع قبل الماضي عن ارتياحه لما تبديه دمشق من quot;إشارات إيجابيةquot;, مشيرا إلى أن هناك إمكانية للعمل مع سورية بعد هذه الإشارات. و أشاد سولانا بالمحادثات غير المباشرة الجارية بين سورية وإسرائي مشيرا إلى أن quot;استئناف هذه المفاوضات هو ضرورةquot;. وتأتي إشادة سولانا هذه بعد أيام من انتقاده البطء في سيرها ودعوته إلى المضي فيها قدما.

هذا وأرجئ موعد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل للمرة الثانية على التوالي بعد أن استقال كبير المفاوضين الإسرائيليين والأوضاع السياسية غير المستقرة في إسرائيل جراء توجيه تهم بالفساد لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الذي قرر الاستقالة من منصبه قريبا.

وكان سولانا توقع مؤخرا أن يتم توقيع اتفاقية الشركة السورية الأوروبية هذا العام وذلك خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس في حزيران الماضي إلا أنه عاد واستبعد الخميس قبل الماضي توقيع هذه الاتفاقية في نهاية العام. وسورية هي الدولة الوحيدة من دول إعلان برشلونة العشرة التي لم توقع اتفاق الشراكة بعد رغم توقيعه بالأحرف الأولى منذ العام 2004, حيث تم تجميد هذا الاتفاق من قبل الاتحاد الأوربي لأسباب سياسية تتعلق بالعلاقات السورية اللبنانية وحقوق الإنسان.