بيونغ يانغ: قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء إن كوريا الشمالية قامت بخطوات تهدف - على الأرجح - لإعادة تفعيل برنامجها النووي الذي سبق لها أن علقته قبل أشهر، وذلك عبر الطلب إلى الوكالة إزالة الأقفال وكاميرات المراقبة التي وضعتها في مفاعل يونغبون الذي كانت بيونغ يانغ قد دمرت برج التبريد العائد له في يونيو/حزيران الماضي.

ولفتت الوكالة إلى أن الخطوة ستسمح لكوريا الشمالية بإعادة المواد النووية إلى المفاعل، مشيرة إلى أنها تلقت إشارات رسمية تفيد بأن ذلك سيحصل بالفعل خلال قرابة أسبوع.

وستفقد الوكالة التابعة للأمم المتحدة القدرة على مراقبة النشاطات التي تدور في يونغبون، وقد أكد مدير الوكالة، محمد البرادعي، أن مفتشين تابعين لها تمكنوا من رصد قيام كوريا الشمالية بإعادة بعض المعدات التي سبق لهم أن أزالوها من المفاعل في السابق.

وأعرب البرادعي عن أمله في أن تتطور الأمور بشكل يسمح لكوريا الشمالية بالعودة إلى سياسة التخلي عن انتشار السلاح النووي من خلال المفاوضات السداسية الأطراف التي كانت بيونغ يانغ تجريها مع كوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.

وكانت كوريا الشمالية قد ألمحت إلى أنها تستعد لإعادة تشغيل مفاعل مجمع quot;يونغبيونquot; النووي الرئيسي احتجاجاً منها على ما تعتبره تقاعساً غربياً في منحها الحوافز التي وعدت بها.

وقد سبق أن نقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية quot;يونهابquot; أن هيون هاك بون، كبير المفاوضين بملف كوريا الشمالية النووي قد أبلغ المراسلين أن بلاده quot;تستعد لإعادة تشغيلquot; المفاعل وأنهم (المراسلين) سيعلمون quot;قريباًquot; متى ستبدأ كوريا الشمالية بذلك.

وقد قابلت الولايات المتحدة الإعلان بالتشكيك، حيث اعتبر مسؤول أميركي أن بعض قطع الغيار التي نقلت من المفاعل موجودة في المخازن بالفعل، لكن ذلك لا ينفي احتمال أن يكون ما يحدث هو مناورات تكتيكية تخطط بيونغ يانغ لاستخدامها في المفاوضات النووية.

وختم المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه بالقول إن بناء برج التبريد الذي هدمته بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي بمفاعل يانغبون، في سياق تقديم إشارات حسن نية للغرب بحاجة لعام على الأقل لإعادة بنائه.

وكانت بيونغ يانغ قد وافقت على تعليق برنامجها النووي بعد وعود بتلقيها مساعدات من مواد الطاقة تساوي مليون طن من الخام الثقيل من الدول المشاركة بهذه المفاوضات، كما وافقت على تفكيك مفاعل quot;يونغبيونquot; بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل مقابل تعهدات من واشنطن برفع بعض العقوبات المفروضة عليها بالإضافة إلى رفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفق الاتفاقية التي عقدت في فبراير/ شباط 2007.